هلال السلمان
توقف المراقبون باهتمام واسع حيال ما قاله رئيس الجمهورية جوزيف عون أمس أمام وفد نقابة المحررين، حيث قال "إن بعض اللبنانيين الذين يقصدون الولايات المتحدة "يبخون سما" على بعضهم البعض وهم مصدر الأخبار المسيئة. لقد اصبح بعض اللبنانيين لا يرحمون حتى انفسهم. وانا بت استلم نفيا من الأميركيين على الذي يقال. هناك فئة من اللبنانيين همها تشويه الصورة، وهي لا تقصد الأميركي لتنقل إليه حقيقة الأمر. عليك ان تقول للأميركي الحقيقة كما هي لا كما يحب ان يسمعها، مثلما يفعل بعض اللبنانيين وهو يقتنع عند ذاك".
مصادر سياسية مطلعة تؤكد في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أن كلام رئيس الجمهورية موجه بشكل اساسي الى رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي لا يترك مناسبة الا ويحرض فيها الاميركيين على رئيس الجمهورية".
وتشير الى أنه،"ليس خافيا على أحد أن رئيس حزب القوات سمير جعجع أُكره على التصويت لجوزيف عون في انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو تاريخيا يكن العداء للجيش اللبناني وقياداته المتعاقبة، لا سيما أن جوزيف عون قاتل ميليشيا القوات بقيادة جعجع خلال جولة القتال التي حصلت معها خلال الحرب الاهلية".
وتذكر المصادر السياسية، "أن حزب القوات اللبنانية بكّر في وضع العصي والعراقيل في طريق العهد منذ الاشهر الاولى لإنطلاقته ووصل الامر بقيادته الى الايعاز الى بعض نواب القوات لمهاجمة الرئيس عون والمطالبة باستقالته اذا لم يسر في أجندة جعجع الموحى بها سعوديا وأميركيا، والتي مؤداها ونتيجتها جر البلد الى حرب أهلية وإيجاد صدام بين الجيش والمقاومة، وهو ما يحاذر عون الدخول به لأنه يحرق عهده من بدايته رغم أن الاخير رضخ في بعض المراحل لعاصفة الضغوط الاميركية_السعودية كما جرى في جلستي الحكومة في الخامس والسابع من آب بشأن سلاح المقاومة وورقة الاملاءات الاميركية، قبل فرملة القرارين في جلسة الخامس من ايلول".
وتتابع المصادر السيايسة، "أنه منذ ذلك الحين كان سمير جعجع يوفد نوابه وسياسييه الى واشنطن للتحريض على رئيس الجمهورية جوزيف عون وأنه يتساهل امام حزب الله، ولايقوم بالدور المطلوب لنزع سلاح المقاومة، كما فعل عام 2017 مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عندما حرض الرياض عليه وأنه يتساهل مع حزب الله ويعقد شراكة معه، وكانت النتيجة احتجاز الحريري وإهانته ومن ثم الاطاحة به من رئاسة الحكومة ومنعه من العمل السياسي في لبنان من قبل الراعي السعودي".
وهنا تؤكد المصادر، "أن الرئيس عون لن يكون لقمة سائغة امام جعجع ومشاريعه للنيل من عهده، ومن هنا كان موقفه عن بخ السم في واشنطن بداية الرد على سمير جعجع، والمحطات المقبلة ستشهد جولات جديدة من الكباش السياسي بين الطرفين".
خاص المحور الاخباري