هلال السلمان
إشتد "صراع النفوذ" على الساحة المسيحية مؤخرا بشكل كبير بين رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس "حزب القوات اللبنانية"،سمير جعجع. واستطاع عون توجيه "ضربة قوية" لجعجع بإقصائه عن المشهد خلال الزيارة التي وصفت بالتاريخية لبابا الفاتيكان "لاوون الرابع عشر" الى لبنان الاسبوع الماضي.
لكن بالمقابل يقف جعجع بالمرصاد لعون، وهو لم يتوقف منذ انطلاقة العهد عن توجيه سهامه له، ووصل به الامر الى شن حملة شعواء عليه من خلال "الرسالة المفتوحة" التي وجهها له اليوم في "المؤتمر العام الاول" للقوات، حيث اتهمه في خطابه بالمناسبة، بأنه لم يفعل شيئا منذ وصوله الى سد الحكم قبل احد عشر شهرا، محرضا إياه على حزب الله مطالبا بالنيل من الجهازين العسكري والامني للحزب .
مصادر سياسية مطلعة ترى في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أن الصراع بين رئيس الجمهورية جوزيف عون وقائد القوات سمير جعجع هو صراع نفوذ على الساحة المسيحية،وله جذوره التاريخية تعود الى المواجهة العسكرية بين الجيش بقيادة ميشال عون وميليشيا القوات بقيادة سمير جعجع أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كذلك يتصاعد هذا الصراع على اعتاب الانتخابات النيابية المقررة في ايار من العام المقبل، (اذا أجريت في موعدها) وهنا يتوجس جعجع من سعي عون للعمل على الحصول على كتلة نيابية تكرس له حيثية شعبية، وهو ما يأخذ من درب القوات".
لكن المصادر السياسية تؤكد، "أن الرجلين رغم صراع النفوذ بينهما على الساحة المسيحية إلا أنهما ينخرطان في هذه المرحلة تحت سقف مشروع إقليمي ودولي واحد هو المشروع الاميركي_السعودي في لبنان، وإن كان جعجع يضاف اليه الانخراط في المشروع الاسرائيلي بلا شك ولا ريب".
وتضيف المصادر، "أنه ليس خافيا وصول عون الى سد رئاسة الجمهورية بدفع وتبن قوي من هذا المشروع الاقليمي والدولي، وقد سار الاخير تحت سقفه في كيفية إدارته لدفة الحكم منذ نحو عام حتى الان، وإن كان في بعض المحطات كان ينزلق ثم يمارس المكابح التي تمنع وصول الاوضاع الداخلية الى حد الانفجار خلافا لرغبات قادة هذا المشروع، وهو ما جرى بين محطتي قرارات الحكومة بين جلستي 5و7آب، وجلسة الخامس من ايلول، لكنه عاد حاليا _اي عون_ لينزلق الى سقطة جديدة هي المفاوضات المباشرة مع العدو عبر لجنة الميكانيزم من خلال شخصية سيمون كرم الصديق القديم مع قائد ميليشيا العملاء المقبور انطوان لحد الذي كان يستقبله في منزله في جزين خلال فترة الاحتلال".
أما جعجع _تضيف المصادر_ "فإنه منخرط بالاصالة وعن سابق تصور وتصميم بالمشروع الاميركي_الصهيوني ضد لبنان منذ نعومة أظفاره، وعاد في هذه المرحلة للتماهي علنا مع المشروع الصهيوني وهو يحرض عبر مسؤولي حزبه العدو على شن العدوان للقضاء على المقاومة والنيل من بيئتها".
وعليه تلخص المصادر المشهد، "بأن الصراع بين عون وجعجع مرشح للتصاعد، لكنه بالجوهر صراع نفوذ داخلي، تحت سقف المشروع الاميركي_السعودي الذي يلتزم به الطرفان".
خاص المحور الاخباري