افتتحت الهيئة الصحية الإسلامية مستوصف العلامة السيد عبد المحسن فضل الله، باحتفال رعاه عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي وحضرته فعاليات وشخصيات وحشد من المدعوين، بالتعاون مع بلدية خربة سلم. والمركز الذي كان تعرض للتدمير والتخريب خلال الحرب الأخيرة بفعل الاعتداءات الصهيونية، أعيد ترميمه وتجهيزه وافتتاحه ليكون في خدمة أهالي المنطقة.
وبارك جشي خلال الاحتفال الجهود التي بذلت للوصول إلى هذه اللحظة التي نعلن فيها اليوم وضع المركز في الخدمة العامة. وتطرق إلى التطورات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة، فأشار إلى "الضغوطات التي يمارسها الأميركيون على السلطة لإخضاع بلدنا للمشروع الأميركي الإسرائيلي، متظاهرين بدور الوسيط المفاوض في حين يطلقون العنان للعدو ليستمر في عدوانه اليومي مستكملاً الضغط تحت النار، وكل ذلك من أجل أن تحقق إسرائيل الآن ما لم تستطع تحقيقه خلال الحرب العام الماضي". وقال: "نذكر اللبنانيين اليوم بأن المقاومة التي واجهت العدو منذ اجتياح 1982، واستطاعت ان تلغي اتفاقية الذل 17 أيار، وان تطرد وتحرر الوطن عام 2000، في الوقت الذي يقر فيه العدو وقيادته بأنهم هربوا من لبنان مرغمين بدون قيد أو شرط وبدون تفاوض، بل إنهم اضطروا للخروج مهزومين تحت ضربات المقاومين الشرفاء، وبعد التحرير استطاعت المقاومة مجدداً أن تهزم العدو عام 2006 وفق تقرير فينوغراد، وأن تصنع معادلة ردع تمنع العدو من الاعتداء حتى شن حربه الأخيرة مستفيداً من تفوّقه التكنولوجي، واستخدامه لأحدث الامكانيات العسكرية التي زودته بها الولايات المتحدة وحشده لخمس فرق عسكرية في معركته، ولكنه رغم القتل والتدمير غير المسبوق لم يستطع ان يحتل بلدة حدودية واحدة أو أن يثبّت فيها، وذلك بفضل الملاحم البطولية التي خاضها رجال المقاومة الابطال الذين أفشلوا اهداف العدو، ومنها اخضاع لبنان عسكرياً والقضاء على المقاومة".
واعتبر أن "الكلام عن عدم جدوى المقاومة هو محض كذب وتضليل، فلولا المقاومة لكان لبنان اليوم ما زال يرزح تحت الاحتلال وكانت المستوطنات الصهيونية جاثمة على أرضنا، ولما كان هناك مكان لبعض المسؤولين ليجتمعوا ويتخذوا قرارات ظالمة بحق المقاومة وأهلها، لافتاً إلى أن المقاومة لم تدّعِ يوماً ان باستطاعتها منع العدو من القتل والتدمير في حروبه وعدوانه على لبنان، فالجميع يعلم أنه لا يوجد تكافؤ عسكري بين إمكانات العدو وامكانات المقاومة، والصحيح انه ليس المطلوب من المقاومة في لبنان ولا من اي مقاومة في العالم ان تمنع القتل والتدمير، ولكن المقاومة تملك القرار والإرادة والعزم على مواجهة العدو ومنعه من تحقيق اهدافه عبر الانتصار على العدو بالنقاط وعلى مراحل كما عبّر شهيدنا الأسمى السيد حسن نصر الله، فمواجهه المقاومة مع عدوها لا تشبه المواجهة بين دولة ودولة".
أضاف: "عادة تكون خسائر المقاومة أكبر من خسائر العدو على المستويين البشري والمادي، وهذا ما حصل بين الشعب الفيتنامي والاميركي وما بين الشعب الجزائري والفرنسي، ولكن في نهاية المواجهات استطاع الفيتناميون والجزائريون ان يطردوا المحتلين ويحققوا الاستقلال رغم التضحيات الكبيرة نسبة لخسائر الجيش الأميركي والجيش الفرنسي، فالنصر يتحقق بتحقيق الاهداف ولا يقاس بالخسائر والتضحيات من أجل الحرية والكرامة والسيادة، والمقاومة في لبنان انتصرت على العدو في الحرب الأخيرة العام الماضي لأنها استطاعت منعه من تحقيق اهدافه رغم التضحيات الكبيرة التي تحملها شعبنا".
وتابع: "يدعي البعض ان الحل يكمن بتسليم السلاح، وان العدو سيوقف الاعتداءات وسننعم بالأمن في لبنان، ونحن نقول أن منطقه جنوب الليطاني اليوم تخضع بالكامل لسلطة الجيش اللبناني ولا سلاح فيها غير سلاح الدولة وقوات اليونيفيل، وان حزب الله التزم تماماً بالمطلوب منه وفق تصريح فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة وقيادة الجيش وقيادة اليونيفيل، ولكن السؤال لهؤلاء: طالما ان السلاح في منطقة جنوب الليطاني حكر على السلطة اللبنانية؟ فأين سيادة الدولة؟ وأين حماية الدولة للبنانيين وأرزاقهم في جنوب الليطاني؟ فلتتفضل الدولة وتثبت جدارتها في حماية منطقه جنوب الليطاني، حتى نصدق ونرى بأمّ العين ونطمئن بان الدولة بإمكاناتها الذاتية قادرة على الحماية".
وشدد على "أننا اليوم وانطلاقاً من كل ما تقدّم، متمسكون بكل الامكانات المتاحة لدى شعبنا المقاوم إلى جانب الدولة ومؤسساتها الأمنية من اجل مواجهة أطماع العدو الصهيوني في ارضنا ومياهنا وثرواتنا، وأننا لن نتردد لحظة في مواجهه المشروع الاميركي الصهيوني لإخضاع لبنان وشعبه والسطو على خيراته، لأننا نرى في ذلك مصلحة للبنان واللبنانيين جميعهم، ولان هذا العدو هو عدو لنا جميعاً، عدو للمسيحيين وللمسلمين وللإنسانية جمعاء، باستثناء من كان صهيونياً وخادماً لمشاريعه".
الوكالة الوطنية للاعلام