أكد الإمام السيد علي الخامنئي “ضرورة تغيير بنية الإعلانات والإعلام في مواجهة مساعي العدو لكسب القلوب والعقول”، مؤكداً أن “الشعب الإيراني أحبط مساعي العدو المتواصلة لتغيير هويته الدينية والتاريخية”.
وفي لقاء مع آلاف المنشدين ومحبي أهل البيت (عليهم السلام في ذكرى مولد سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، قال الامام “لقد أحبط الشعب الإيراني، من خلال مقاومته الوطنية، مساعي العدو المتواصلة لتغيير الهوية الدينية والتاريخية والثقافية لهذه الأمة. واليوم، في حين أنه من الضروري الاستعداد جيدًا للدفاع والهجوم ضد دعاية العدو وأنشطته الإعلامية التي تستهدف العقول والقلوب والمعتقدات، فإن إيران العزيزة تواصل مسيرتها نحو الأمام رغم المشاكل والنواقص التي تعتري البلاد”.
وعرّف السيد الخامنئي “المقاومة الوطنية” بأنها “الصمود والمقاومة في وجه جميع أنواع الضغوط التي يمارسها الظالمون”، مضيفًا “أحيانًا يكون الضغط عسكريًا، كما شهده الشعب في الدفاع المقدس، وكما شهده المراهقون والشباب في الأشهر الماضية؛ وأحيانًا يكون ضغطًا اقتصاديًا أو إعلاميًا أو ثقافيًا أو سياسيًا”.
ورأى الإمام أن “غطرسة عناصر الإعلام الغربي والمسؤولين السياسيين والعسكريين، وما يبثونه من أجواء دعائية، دليل على ضغط الدعاية المعادية”، مؤكداً أن “هدف نظام الهيمنة من مختلف الضغوط هو الهيمنة على الأمم، وفي مقدمتها الأمة الإيرانية؛ وأحيانًا يكون التوسع الإقليمي، كما تفعل حكومة الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية اليوم”.
وأضاف “أحيانًا يكون الهدف أيضًا السيطرة على الموارد الخفية، وأحيانًا يكون تغيير أنماط الحياة، والأهم من ذلك، “تغيير الهوية”، هو الهدف الرئيسي لضغوط الظالمين”.
وفي إشارة إلى أكثر من مئة عام من محاولات القوى العالمية المتسلطة لتغيير الهوية الدينية والتاريخية والثقافية للأمة الإيرانية، قال الإمام الخامنئي: “لقد قضت الثورة الإسلامية على كل تلك الجهود، وفي العقود الأخيرة، أحبطت الأمة هذه المحاولات بصمودها وثباتها في وجه الضغوط المتواصلة والواسعة النطاق من أعدائها.”
وأشار إلى “انتشار مفهوم المقاومة وأدبياتها من إيران إلى دول المنطقة وبعض الدول الأخرى كحقيقة واقعة”، مضيفًا أن “بعض ما فعله العدو بإيران والأمة الإيرانية، كان سيفعله بأي دولة أخرى، وكانت تلك الدولة ستستسلم له”.
وفي إشارة إلى أثر زينبي لمنشدي اهل البيت عليهم السلام في تخليد ذكرى الشهداء وتعميق وتوسيع مفهوم المقاومة في البلاد، قال “اليوم، وبعيدًا عن الصراع العسكري الذي شهدناه، نحن في قلب حرب دعائية وإعلامية على جبهة عدو واسعة. لأن العدو أدرك أن هذه الأرض الإلهية والروحانية، هذه الأرض، لا يمكن التنازل عنها واحتلالها بالضغط العسكري”.
وأضاف: “بالطبع، هناك من يثير باستمرار احتمال تكرار الصراع العسكري، وهناك من يتعمد إثارة الفتن في هذا الشأن لإبقاء الناس في حالة شك وبث الخوف، وهو ما لن ينجحوا فيه بإذن الله.”
هذا ورأى آية الله الخامنئي أن “خط العدو وخطره وهدفه” هو محو “آثار الثورة وأهدافها ومفاهيمها، ونسيان ذكرى الإمام الخميني (رحمه الله)”، لافتاً إلى أن “أمريكا في قلب هذه الجبهة الواسعة والنشطة، وبعض الدول الأوروبية تحيط بها، أما المرتزقة والخونة وعديمو الجنسية الذين يسعون لكسب عيشهم في أوروبا فهم على هامش هذه الجبهة.”
إلى ذلك، أكد “ضرورة إدراك أهداف العدو وتكوينه”، وقال: “كما هو الحال في الجبهة العسكرية، في هذا الصراع الإعلامي والدعاية، يجب علينا تحديد هويتنا وفقًا لأوامر العدو وخططه وأهدافه، والتركيز على النقاط التي استهدفها، ألا وهي “المعرفة الإسلامية والشيعية والثورية”.
ورأى الامام أن “مقاومة الحرب الإعلامية والدعاية الغربية أمرٌ صعب ولكنه ممكن تمامًا”، مشيراً إلى أنه “في هذا المسار، ينبغي على منشدي اهل البيت عليهم السلام تحويل المواكب إلى مراكز للتمسك بقيم الثورة، ومن خلال تقدير رغبة جيل الشباب في الحضور في المواكب، عليهم حماية هذا الجيل العزيز من أهداف العدو العنيد والشرير بالموارد المتاحة”.
رصد المحور الاخباري