هلال السلمان
حاول الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه قناة (mtv) الخميس، الابتعاد عن خيار الارتماء في المشروع الصهيوني في المنطقة الذي باتت غالبية الدروز منجرفة معه في شمال فلسطين المحتلة، وجنوب سوريا،حتى على الساحة اللبنانية.
وهو بحسب مصادر سياسية مطلعة، "كان يمارس التقية" في مواقفه التي أطلقها في هذه المقابلة، حيث هاجم "زعيم الدروز في فلسطين المحتلة موفق طريف، وأبرز مشايخ العقل في السويداء حكمت الهجري.
وتحدث عن رفضه الاستسلام وأنه لن يغير مواقفه حتى لو بقي نجله تيمور وحيدا في المختارة.
وهنا تعتبر المصادر السياسية في حديث لـ"المحور الاخباري"، أن وليد جنبلاط ليس بعيدا عن خيار الهجري وطريف في السير بالمشروع الاسرائيلي في هذه المرحلة، إنما يحاول التمايز في تظهير الموقف من خلال قراءة موازين القوى على الساحة اللبنانية بين المقاومة والعدو الصهيوني، بحيث إنه يفرمل انزياحه للمشروع الاسرائيلي عندما يرى ان المقاومة لاتزال قوية وانه ليس بإمكان أدوات المشروع الاسرائيلي في لبنان قلب الطاولة على جبهة المقاومة".
وهنا تذكر المصادر بمواقف جنبلاط بعيد انتهاء العدوان الصهيوني في 27تشرين الثاني 2024 و"التي كان يزعم فيها ان حزب الله انتهى ولم يعد له قدرة عسكرية، لتفاجئه وقائع الاشهر الاخيرة بأن المقاومة قوية وعلى جهوزية تامة لمواجهة اي عدوان".
وللتأكيد على ان جنبلاط ليس بعيدا عن المشروع الصهيوني، تشير المصادر "الى الدور الذي يمارسه وزيرا جنبلاط داخل حكومة نواف سلام، فايز رسامني ونزار هاني، حيث كانا شريكين اساسيين في القرار الخطيئة بنزع سلاح المقاومة في جلسة 5آب، وكذلك قرار الموافقة على ورقة توم براك في جلسة 7آب".
فضلا عن الدور السلبي لوزير الاشغال المحسوب على جنبلاط في مطار بيروت الدولي حيث القرار بمنع الطيران الايراني من الهبوط في مطار بيروت الدولي بإملاءات اميركية وصهيوينة، والتضييق على اللبنانيين المغتربين الذين يجلبون معهم بعض الاموال للمساعدة في ملف اعادة الاعمار لأبناء بيئتهم وأقربائهم".
كذلك تشير المصادر الى ما يقوم به وزير الزراعة نزار هاني الذي "شرعن الاحتلال الصهيوني للجنوب من خلال نماذج التصاريح التي يطلب من المزارعين تعبأتها لكي يتوجهوا الى حقولهم القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة، وهي نماذج يجري نقلها الى الجانب الصهيوني لإعطاء الموافقة عليها عبر لجنة الميكانيزم".
وتذكر المصادر السياسية بدور وليد جنبلاط "بالانقضاض على سلاح الاشارة لدى المقاومة في قرار حكومة فؤاد السنيورة البتراء في 5أيار من العام 2008والذي كان رأس الحربة في الحملة لإتخاذ هذا القرار المشؤوم، قبل ان يبرر حينها بعد الصفعة التي تلقاها في الجبل في 11 ايار من أنه جرى تحميسه في تلك الحملة التي استهدفت المقاومة".
وبالعودة الى التاريخ اكثر من ذلك، فإن الحزب الاشتراكي انخرط في المشروع الاسرائيلي غداة الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982ونكّل بالمقاومين في الجبل وعيّن اكرم شهيب ضابط ارتباط مع الاسرائيلي في منطقة عاليه، ولا ينسى الجنوبيون ممارسات الاشتراكي على معبر باتر_جزين".
وتؤكد المصادر،"أن الخلاف الظاهر بين جنبلاط وطريف والهجري هو خلاف على الزعامة تجاه الجماعة الدرزية بين فلسطين وسوريا ولبنان وأنه اذا كان الهجري وطريف يجاهران بخيار المشروع الاسرائيلي فإن جنبلاط يمارس التقية، وإن كان يتفق معهما في الجوهر، ولا تزال تراوده أحلام تزعم دويلة درزية من آخر نقطة في السويداء على حدود الاردن، الى الكوستابرافا على شاطئ الشويفات".
خاص المحور الاخباري