أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أن حساب العملاء يجب أن يكون شديداً وقاسياً، مشدداً على أن محاكمتهم هي من الثوابت ولا أحد يساوم عليه، ومن تعامل مع العدو يجب معاقبته على قدر جريمته.
وشدد سماحنه على تفهم ردة فعل عوائل شهداء معتقل الخيام والاسرى المحررين على طريقة عودة العميل عامر الفاخوري الى لبنان، وأضاف سماحته أن القول بمصطلح المبعدين إلى كيان الاحتلال خاطئ بل هناك فارون إلى هناك، وعلى الفار من البلاد تسليم نفسه إلى السلطات اللبنانية إذا أراد العودة. وأن سقوط الأحكام بتقادم الزمن يحتاج الى تعديل قانوني ولا سيما بحق المجرمين والقتلة. مبيناً أن المقاومة تميّز بين العميل وعائلته، وقد التزمت بهذه القواعد خلال الاحتلال.
كلام السيد نصر الله جاء خلال الاحتفال التأبيني الذي أقامه حزب الله للعلامة الراحل الشيخ حسين كوراني، اليوم الجمعة، في مجمع الإمام المجتبى(ع) السان تيريز - في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي تطرق فيه إلى مؤتمر وزير الدفاع الوطني إلياس بو صعب يوم أمس الذي قدّم فيه معطيات مهمة حول العدوان "الاسرائيلي" الأخير على الضاحية الجنوبية. مؤكداً أن قرار مواجهة المسيّرات "الاسرائيلية" أدى الى تراجع عدد الخروقات، والحق في مواجهة هذه المسيرات.
وتابع أن إسقاط المقاومة للطائرة "الإسرائيلية" في بلدة رامية الجنوبية كانت بداية المسار، وأن المقاومة ستكمل عملها وفقاً للتطورات الميدانية.
كيان الإحتلال بدأ يهرم
وفي حديثه عن الإنتخابات "الإسرائيلية" الأخيرة، شدد السيد نصر الله على فشل نتنياهو في الحصول على الأغلبية التي تمكنه من تشكيل حكومة جديدة، موضحاً أن هناك أزمة في بنية كيان الاحتلال الذي بدأ يهرم.
وأضاف أن نتنياهو غامر بكل ما يملك من أجل أن يفوز بانتخابات الكنيست لكنه فشل رغم الدعم الأميركي غير المسبوق له، لافتاً إلى أن المقاومة لا يهمها أي تشكيلة تفوز لأن سياسة الجميع في العداء للعرب واحدة.
للسعودية والإمارات: وقف الحرب أقل كلفة لكما لحماية منشآتكم
وحول التطورات في اليمن، أدان السيد نصر الله المواقف الدولية من هجمات أرامكو، والتي أظهرت أن النفط أغلى من الدم، وأن لا أحد يكترث بقصف العدوان السعودي للشعب اليمني وحصاره. ناصحاً السعودية والامارات بوقف الحرب كونه الأقل كلفة لحماية منشآتهما، وهو أشرف لهما من الإذلال الأميركي.
وشدد السيد على أن السعودية والإمارات يراهنون على إدارة امريكية فاشلة، حيث فشلت الأخيرة في إخضاع ايران، و"صفقة القرن"، وفي فنزويلا والصين وكوريا الشمالية وسوريا والعراق. قائلاً لهم "تعقّلوا فاقتصادكم من زجاج"، وأن ترامب الذي تراهنون عليه هو نفسه يستجدي لقاء الرئيس الايراني حسن روحاني.
وتابع سماحته أن محور المقاومة اليوم قوي جداً، والهجمات على منشآت "أرامكو" هي من مؤشرات هذه القوة، واستعداده للذهاب بعيداً، متساءلاً "إذا كانت ضربة واحدة على منشآتكم قد أدت الى ما ادت اليه فماذا عن نتائج ضربات أخرى؟".
أبواب الزبداني والقلمون مفتوحة للسوريين
وفي سياق أخر، وحول عودة النازحين السوريين الى منطقة القصير قال السيد أن حزب الله رتب وضعه في القصير بما يتناسب مع عودة كاملة لأهالي المدينة، والتنسيق قائم مع الحكومة السورية لتأمين ذلك، مشدداً أن ما تردد في السنوات الاخيرة عن تغيير ديمغرافي في سوريا ولا سيما على الحدود هو مجرد أكاذيب، فأبواب الزبداني والقلمون مفتوحة لتأكيد عكس ما رددته تلك الاشاعات الهادفة إلى إعطاء الصراع بعداً مذهبياً.
العلامة الراحل كان بحق إبن الولاية
وعن العلامة الراحل الشيخ حسين كوراني أوضح السيد أنه كان من مؤسسي حزب الله ووظف كل علاقاته وموقعه للمساهمة في إيجاد مسيرة المقاومة. مشيراً إلى المعرفة القديمة بالشيخ منذ الشباب، حيث التقيا في حوزة الامام المنتظر في بعلبك. متوجهاً إلى عائلته الكريمة وكل الاخوة والمحبين ورفاق درب الشيخ بأحر التعازي بفقد أخ كبير وعزيز.
وتابع السيد نصر الله أن العلامة الراحل كان بحق إبن الولاية وملتزماً بقرارات المسيرة، وكان صاحب رأي يستند الى منطق ودليل. وأنه في عام 1992 خلال النقاش بخصوص المشاركة في الانتخابات النيابية كان الشيخ حسين مخالفاً للمشاركة بشدة، لكن عندما اتُخذ قرار المشاركة تبنى القرار وذهب بنفسه إلى بلدة ياطر وانتخب.
وشدد سماحته على أن الشيخ كوراني كان حريصاً جداً على وحدة المقاومة وقوتها، وكانت له مواقف حاسمة على هذا الصعيد، ولم يكن يسمح أن يُستغل التباين في الرأي لإحداث أي خلل في المسيرة. وكان صوته عالياً في كل ما يجري في المنطقة خاصة موقفه من "إسرائيل" والقضية الفلسطينية واليمن، وكان حاضراً لتقديم كل شيء.
ودعا السيد نصر الله الجمهور المقاوم والشعب اللبناني إلى الحذر مما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحاً أن هناك أطراف مشبوهة تدخل على الخط لتمزيق البلد.