هلال السلمان
بدأ الجيش التركي عدوانا على أراضي الجمهورية العربية السورية الاربعاء، على جبهة طولها اكثر من 400 كيلومتر، تمتد من شمال غرب سوريا الى شمال شرقها، بذريعة مواجهة ما يسمى قوات "سوريا الديمقراطية" الكردية، فيما يؤكد المراقبون أن الهدف الحقيقي هو هدف توسعي يراود الرئيس التركي رجب طيب اردوغان منذ زمن طويل، وهو المسكون بالحلم العثماني. ويتوقع المراقبون ان لا يكون الاجتياح التركي لشمال سوريا نزهة، وأنه لن يكتب له الاستقرار ومصيره الاندحار إسوة بجحافل الارهابيين التي اجتاحت هذه البلاد ضمن مؤامرة كبرى كانت تركيا إحدى أدواتها ومن ثم انكسر هذا المشروع .ولفت المراقبون الى ان احد مخاطر العدوان التركي المتجدد على ىسوريا هو إمكانية فرار، او اطلاق سراح الاف المقاتلين من تنظيم "داعش" الارهابي من سجون الاكراد وإعادة استخدامهم ضد الدولة السورية، مع العلم ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب كان قد فشل في اقناع الدول الاوروبية في استراداد الدواعش الاسرى الذين يحملون جنسياتها. ويبدو أن الرأي قد استقر لدى الطرفين على اعادة الاستثمار في هؤلاء الارهابيين على الساحة السورية من خلال الفوضى التي سيحدثها العدوان التركي الجديد على سوريا ،خصوصا ان التقديرات تشير الى وجود ما يقارب عشرة آلاف داعشي في سجون الاكراد الذين قد يعمدون الى اطلاق سراحهم بعد التخلي الاميركي عنهم، او من خلال القصف التركي الذي يستهدف مقرات الاكراد .
ميدانيا، أفادت قوات سوريا الديمقراطية أن "الطائرات التركية استهدفت معسكر تدريب يتبع لما يسمى "التحالف الدولي" قرب تل أبيض"، كاشفة عن أن "الجيش التركي قصف عين العرب - كوباني شمال سوريا".
وأعلنت "قسد" عن "اشتباك أفرادها مع الجيش التركي في شمال شرق سوريا".
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن "القوات المسلحة التركية أطلقت عملية "نبع السلام" بالتعاون مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، ضد حزب "العمال الكردستاني" وقوات "وحدات حماية الشعب الكردية" و"داعش" في شمال سوريا".
وكشف أردوغان عن أن "مهمتنا هي منع إنشاء ممر إرهابي عبر حدودنا الجنوبية، وإحلال السلام في المنطقة"، موضحًا أنه "بفضل منطقة الأمان التي سنؤسسها سنضمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم وسنحمي السلامة الإقليمية لسوريا ونحرر سكان المنطقة من الإرهاب"، على حد زعمه .
ردود فعل دولية
هذا وبعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بدء هجوم الجيش التركي في شمال شرق سوريا، صدرت العديد من ردود الفعل الاقليمية والدولية، حيث اكدت ايران ومصر رفضهما لهذا الاجتياح فيما كانت الردود الدولية خجولة .
ووصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب العملية العسكرية التركية في شمال سوريا بأنها "فكرة سيئة".وأكد ترامب أن "واشنطن لا توافق على هذا الهجوم"، مؤكدا أن "تركيا ملتزمة بضمان عدم حدوث أزمة إنسانية - وسنحملهم مسؤولية هذا الالتزام".
رئيس مجلس الأمن الدولي سفير جنوب إفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا، دعا تركيا إلى “حماية المدنيين” والتحلي “بأكبر قدر من ضبط النفس” في عملياتها العسكرية في سوريا.
وعبّر رئيس المجلس لشهر تشرين الأول، عن أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أنه يدعو الذين يصيغون قرارات حول سوريا إلى اجتماع من هذا النوع.
ومن جانبه، طالب رئيس الاتحاد الأوروبي جان-كلود يونكر، تركيا بوقف هجومها في سوريا، وقال لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” في شمال سوريا.
وقال يونكر في البرلمان الأوروبي: “أدعو تركيا وغيرها من الأطراف إلى التصرف بضبط نفس ووقف العمليات التي تجري حاليا”. فيما حذرت منظمة العفو الدولية من استهداف المدنيين والأهداف المدنية.
كما أدانت فرنسا الهجوم التركي على شمال سوريا وأحالته إلى مجلس الأمن.
وأعلنت أميلي دو مونشالان وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية، عن أن فرنسا تدين “بشدة” الهجوم التركي وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: “تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على اعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح، نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل”، مضيفة “سنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي".
وبدورها أدانت ألمانيا الهجوم التركي في شمال سوريا وفق ما أعلنه وزير خارجية ألمانيا، وقال “العملية التركية في سوريا ستؤدي إلى المزيد من الاضطراب في المنطقة وستعزز من وجود داعش".
المحور / وكالات