هلال السلمان 
حشد شعبي غير مسبوق، غصت به طرقات قصر بعبدا قبل ظهر اليوم الاحد، حيث احتشد عشرات الآلاف من انصار "التيار الوطني الحر" من جميع المناطق اللبنانية، مطلقين الشعارات والهتافات الداعمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بعد الحملة المسيئة التي تعرض لها الرجلان من قبل  راكبي موجة  "الحراك الشعبي" المستمر منذ 17 تشرين اول الماضي . 
وقد حملت التظاهرة الضخمة-بحسب مصادر متابعة-  العديد من الرسائل السياسية لخصوم التيار الوطني الحر منها :
اولا: اثبت "التيار الوطني الحر" انه قادر على الحشد الشعبي بأعداد ضخمة رغم الحملة الكبيرة لتشويه سمعته واتهامه بأنه شريك في الفساد داخل السلطة.
ثانيا : اكدت التظاهرة وجود شارع ضخم مقابل "تجمعات الحراك"، وبالتالي لا يستطيع راكبو "الحراك الشعبي" التحدث بإسم الشعب اللبناني وبالتالي تحديد خياراته السياسية المقبلة وحدهم . 

ثالثا: مسيحيا، اثبت التيار الوطني الحر انه التيار الشعبي الاكبر على الساحة المسيحية، وهي رسالة لرئيس حزب القوات سمير جعجع الذي ركب موجة "الحراك الشعبي" عبر مجموعات حزبية كانت شاركت في الحرب الاهلية وعادت مع موجة الحراك لتقطع الطرق و"تندس" بين جموع المواطنين  وتحاول التماهي مع مطالبهم .
رابعا: بعث الوزير جبران رسالة واضحة للفاسدين التاريخيين في السلطة دون ان يسميهم ومنهم رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الذي كان اول المبادرين لركوب موجة الحراك ومحاولة شيطنة باسيل والمطالبة بإخراجه من الحكومة،كذلك كانت رسالة باسيل الابرز هي لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ومفادها "أنه يجب ان لا تنتهي الثورة برحيل الاوادم وبقاء الفاسدين"، وهذه رسالة للأخير الذي يبدو أنه يرفض عودة باسيل للحكومة الجديدة في حال تكليفه رئاستها،ومعروف ان "تيار المستقبل" هو الحزب الاكثر فسادا ونهبا لاموال الدولة منذ العام 1992.
وكأن باسيل يقول للحريري "إلعب غيرا " دولة الرئيس.