تحدث زوار السفارة الاميركية في بيروت عن تقويم عام "سلبي" لتأثير "الثورة" في الشارع اللبناني على حزب الله، ووفقا لهؤلاء فان "الارباك" الذي لاحظه فريق العمل الدبلوماسي الذي يترأسه موظف برتبة "سكرتير اول" في السفارة، تلاشى بعد نحو اسبوعين من التحركات الشعبية حيث تم ملاحظة استعادة حزب الله "واجهزته" لزمام المبادرة الميدانية، ووفقا للتقرير المرفوع من قبل فريق يتألف من 4 افراد مكلف برفع استنتاجاته الى السفيرة اليزابيت ريتشارد بعدما يجري مراجعة كافة التقارير الميدانية المستقاة عبر "عملاء" ميدانيين، فان الحزب نجح في استعادة التوازن للخطاب السياسي الذي بات اكثر "تماسكا"، خصوصا بعدما نجح في "امتصاص" "صدمة" الاستقالة غير المنسقة لرئيس الحكومة سعد الحريري، كما نجح في "فرملة" اندفاعة خصومه السياسيين في الذهاب الى تشكيل حكومة "تكنوقراط"، ونجح ايضا في "فرملة" اندفاعة الرئيس ميشال عون في تحديد موعد للاستشارات النيابية قبل حصول توافق مسبق على "سيناريو" "اليوم التالي"... ووفقا للخلاصات الاميركية يكمن النجاح الاكثر اهمية في عملية الضغط المتواصلة علنا وفي "الكواليس" والتي ادت الى خروج تصريح علني من قائد الجيش العماد جوزاف عون في منع قطع الطرقات الرئيسية في البلاد، وهو اكثر العناصر "الضاغطة" على الحزب من وجهة نظر الاميركيين، وقد نجح في تجاوزها ميدانيا بابعاد انصاره ومحازبيه عن المواجهات "غير المحسوبة" على الارض، وفي المقابل طبق "سيناريوهات" مواجهة محسوبة لم يسقط خلالها اي ضحايا، لكنه اراد اظهار امكاناته الكامنة دون ترك اي "آثار" واضحة في "ساحة الجريمة" تثبت انه ضالع على نحو رسمي في تلك المواجهات...
حزب الله لم "يتضرر"...
ووفقا لتلك الشخصيات المقربة من السفارة الاميركية، فان الخلاصات تفيد بان حزب الله لم يتضرر لانه لا يزال مؤثرا في المنظومة السياسية اللبنانية، ويعترف الاميركيون ان "الشعارات" التي استهدفت سلاح حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله كانت "خافتة"، ولم تكن مؤثرة، فيما يواصل الحزب تطوير قدراته العسكرية بعيدا عن "الاعين ولم يتأثر قراره بالنسبة لاستخدام القوة، لان ملف الاستراتيجية الدفاعية لم يعد اولوية عند احد في لبنان في ظل الاوضاع الاقتصادية الخانقة، فيما ثبت ان الحزب يدير بنجاح منظومة اقتصادية اجتماعية "موازية" للمنظومة السائدة في البلاد، ما يجعل احتمال حصول "انتفاضة" في "بيئته الحاضنة" ضئيل للغاية...
الديار