هلال السلمان
عندما يوارى جثمان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال "قاسم سليماني"، في ثرى مدينته "كرمان" يوم الثلاثاء المقبل،بعد سلسلة مراسم التشييع المهيبة من العراق الى ايران، يبدأ العد التنازلي لتوقيت الرد الايراني على جريمة اغتيال الشهيد سليماني ورفيق دربه نائب قائد الحشد الشعبي العراقي "ابو مهدي المهندس".
هنا يطرح المراقبون العديد من الاسئلة عن طبيعة الرد ومستواه وتوقيته؟، إلا أن الثابت والاكيد ان هناك ردا صاعقا ومدويا ينتظر المصالح الاميركية في المنطقة ،ولن تقف عقبة دونه التهديدات والتهويلات التي اطلقها الرئيس الاميركي "دونالد ترامب" اليوم الاحد، من انه سيضرب 52 هدفا في ايران بينها مراكز ثقافية في حال الرد الايراني على جريمة اغتيال سليماني.
وبحسب المصادر المتابعة فإن ايران التي تدرك تماما المسار المتهور الذي سلكه ترامب بعملية الاغتيال، فإنها "لن تسمح له بفرض معادلات جديدة عليها تؤدي الى لي ذراعها في المنطقة مقابل الغطرسة الاميركية"، وبالتالي فإن التوقعات هي بأن يكون الرد الايراني سريعا وليس متسرعا، مع الاشارة الى ان "العقل الايراني البارد" فإنه يمهل ولا يهمل ويخطط جيدا وقد اعد جميع الخطط اللازمة للرد، وبالتالي سيكون الرد مؤلما للاميركي، وهنا جميع الاحتمالات مفتوحة، وواحد من الاحتمالات توجيه ضربة صاروخية قاتلة ومدمرة لواحدة من القواعد الاميركية المنتشرة في دول الخليج، هذا فضلا عن ان حساب المواجهة في العراق سيبقى مفتوحا بين مشروع الاحتلال الاميركي ومشروع محور المقاومة الذي أخذ على عاتقه دحره من جديد، بعدما دحره عام 2011. وتلفت المصادر هنا الى ما جرى تداوله عن ان الطائرات الاميركية التي اغتالت سليماني انطلقت من الكويت، وعليه من غير المستبعد ان يشمل الرد القواعد الاميركية في هذا البلد، وهنا حق الدفاع المشروع بالرد على مصدر العدوان .
بجميع الاحوال فإن من يدرك ما انجزه الجنرال قاسم سليمان على مدى عقود من الجهوزية والقدرات على مساحة المنطقة في مواجهة المشروع الاميركي،يؤكد ان هذا القائد الاسطوري قد اعد هو بنفسه في حياته خطط وآليات وقدرات الرد على اغتياله بعد شهادته، والايام والاسابيع المقبلة لناظرها قريب .
خاص المحور