هلال السلمان 
مع التحركات الشعبية "الصاخبة" خلال الايام الاخيرة، والتي استهدفت مصرف لبنان والعديد من المصارف الاخرى، استشعر "حيتان المال" الخطر الذي بات يحدق بهم، بعدما بات "السواد الاعظم" من الشعب اللبناني يدرك ان هؤلاء هم على رأس الطبقة الناهبة لأموالهم منذ ثلاثة عقود حتى الان،سواء من داخل السلطة او خارجها، وجاءت مواقف رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري المدافعة عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة  لتحاول منع اي تداعيات للتحركات الشعبية، ومحاولة تثبيت صاحب السياسات النقدية الخاطئة والغارقة في ضرب ثروات لبنان في منصبه، لكن مصادر مطلعة تؤكد ان المرحلة المقبلة قد تشهد تغييرات بعد تشكيل الحكومة لن تستثني الاطاحة بسلامة الذي قاد سياسات مالية كارثية، هذا اذا أراد من في الحكم منع استمرار التدحرج نحو الانهيار المالي الكامل .
وتشير الى ان الحريري الذي بات هو خارج السلطة لن يكون باستطاعته حماية شركائه في نهب ثروات اللبنانيين.   
وفي سياق محاولة منع الكارثة من الوقوع، والحفاظ على ثروات اللبنانيين وودائعهم في المصارف كانت لحزب الله حركة تواصل مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مؤخرا، وقالت مصادر في الحزب لموقع "المحور"  إن وفودا مختصة في الشأن المالي داخل الحزب  زارت سلامة في مصرف لبنان لأكثر من مرة، ويرجح ان سلامة زار بدوره قيادة حزب الله وأوضح وجهة نظره حول الوضع المالي والاجراءات المطلوبة للخروج من المأزق، دون ان يعني ذلك ان تكون قيادة الحزب قد اقتنعت بوجهة نظره . 
وبحسب مصادر متابعة فإن  حزب الله يركز على العديد من الاجراءات والمطالب بشأن السياسة المالية للخروج من المأزق ووقف الانهيار ومنها التالي :
اولا:  التحذير من المس بودائع اللبنانيين لدى المصارف التي باتت تتلاعب بهذه الودائع وتبتز الناس بأموالها. وهو امر مرفوض من حزب الله . 
ثانيا : ادخال تعديلات على قضايا سداد القروض وحالات التعثر واعطاء المقترضين، وخصوصا الذين يعانون من مصاعب مالية تسهيلات في تسديد قروضهم، وعدم فرض غرامات عليهم وهو ما جرى ادخال بعض الاقتراحات بشأنه على موازنة العام 2020.
ثالثا: ضرورة مساهمة القطاع المصرفي في معالجة اصل مشكلة الدين العام للبنان بعدما كان ولايزال هذا القطاع يحقق ارباحا طائلة جراء الفوائد العالية، وهي التي تنهش الجزء الاكبر من واردات الدولة .
رابعا: رفض ان يكون حاكم مصرف لبنان أداة بيد الاميركيين لإستهداف لبنان واقتصاده وفرض عقوبات على احزاب وفئات شعبية لا سيما بيئة المقاومة . 
بالاطار العام فإن حزب الله لم يعلن موقفا رسميا حول المطالبات بإقالة حاكم مصرف لبنان ، لكن بكل تأكيد فإن اوساط حزب الله لا تتحدث بإيجابية عن أداء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تجاه السياسة النقدية التي يعتمدها منذ سنوات في البلاد  .