ناصيف حتّي، السفير الأسبق للجامعة العربية في باريس، والمرشح المحتمل لمنصب وزير الخارجية في الحكومة اللبنانية المقبلة، والمحسوب في شبابه على التيار القومي العربي، أعطى مقابلة لقناة إسرائيلية خلال عمله في العاصمة الفرنسية. في 3 تشرين الأول 2013، أجرت قناة I24، أي «إسرائيل 24»، هذه المقابلة، بعد أشهر على تأسيسها في 17 تموز 2013 من قبل مجموعة «ألتيس» الدولية العاملة في مجال الاتصالات والتي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي ــــ الفرنسي باتريك دراهي. المقر الرئيسي للقناة في حيفا، في فلسطين المحتلة، وهي تبثّ بثلاث لغات: الفرنسية والعربية والإنكليزية، وقد لخّص دراهي وظيفتها بمهمة مركزية: «أن تظهر للعالم الوجه الحقيقي لإسرائيل دون أن تكون أداة دعاية». المدير العام للقناة هو فرانك ميلول الذي عمل سابقاً مديراً لقسم الاستراتيجية في قناة «فرنسا 24». القناة باختصار، مجرد بوق للدعاية الإسرائيلية الفجة ومعدلات مشاهدتها منخفضة جداً في فرنسا بسبب ذلك. وعلى الرغم من مواقفها المتطرفة، هي تسعى باستمرار إلى مقابلة شخصيات سياسية وثقافية عربية، وحتى مواطنين عاديين ضمن استراتيجية تطبيعية واضحة. المهم هو أن حتّي وافق على أن يقابل أحد صحافيّيها، كريستيان مالار، المعروف جيداً في فرنسا بمواقفه المنحازة لإسرائيل والولايات المتحدة، حتى عندما كان يعمل في مؤسسات إعلامية أخرى، وتحدث معه عن موقف الجامعة العربية من تطورات الأزمة السورية بعد اتهام الدولة باستخدام الأسلحة الكيماوية. ناصيف حتّي، بحكم عمله الطويل في العاصمة الفرنسية، يعرف هوية القناة وأصحابها وصحافييها، وهو أجرى المقابلة عن سبق علم وإصرار. السؤال هو: هل يعرف من رشحه لمنصب وزير الخارجية اليوم بهذا الأمر؟
ولاحقا ، صدر عن السفير ناصيف حتي البيان الاتي: “قرأت هذا الصباح في جريدة الاخبار انني اجريت مقابلة مع الصحافي الفرنسي كريستيان مالار على احدى قنوات التلفزة الاسرائيلية. ما حصل ان كريستيان مالار صحافي فرنسي معروف يزور الدول العربية وكنا نلتقيه كما نلتقي عددا من الصحافيين الفرنسيين عندما كنت في مسؤولياتي في فرنسا، وقد اجريت معه مقابلة في احدى المرات ولم اعلم لاي قناة او اذاعة يريد اعطاءها، ولكني علمت في ما بعد انه اعطاها لاحدى قنوات التلفزة الاسرائيلية.
إن مواقفي الرسمية والوطنية والعربية معروفة جدا، وكنت في طليعة المدافعين، عن اقتناع وليس فقط انطلاقا من موقعي الرسمي، عن القضايا العربية وعن موقف لبنان في الساحات الدولية وفي فرنسا بخاصة، ولا يمكن في اي شكل من الاشكال ان اجري مقابلة مع قناة عدوة. ما حصل ان السيد مالار اجرى معي تلك المقابلة ثم اعطاها لقناة اسرائيلية يبدو انه بدأ يعمل معها، ولم اكن على علم بذلك. انا اجريت المقابلة مع صحافي فرنسي اعرفه منذ سنوات وهو يزور الدول العربية. والكل يعرف تاريخي الوطني والعربي في فرنسا وقبلها وبعدها”.
الاخبار /رصد المحور