وصلت المسيرات الثلاث التي انطلقت اليوم من: الحمرا، الأشرفية، ومنطقة النهر من أمام مقر الاتحاد العمالي العام، إلى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، بعد سلسلة وقفات أمام محطات عدة، كان آخرها أمام مقر جمعية المصارف.
ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية بين الأعلام اللبنانية، تضامنا مع قضية فلسطين وتنديدا ب"صفقة القرن". ورددوا هتافات ضد الحكومة التي اعتبروها "حكومة محاصصة ومستشارين". ودعوا إلى التخلص من الفساد والسرقة ومحاسبة السارقين واسترداد الأموال المنهوبة. كذلك أكدوا رفضهم للسياسات المالية القائمة ولدفع المزيد من الضرائب، مطالبين بضمان "حرية التعبير" واطلاق سراح الناشطين المعتقلين وعلى رأسهم ربيع الزين.
ومن أمام جميعة المصارف، أذيع بيان موحد باسم المجموعات المشاركة في المسيرات الثلاث، رأت فيه أن هناك محاولات ل"استعادة الانضباط السابق لتاريخ 17 تشرين الأول وتحويلنا، مجددا، إلى مجتمع خامل لا ينتقد ولا يعترض ولا يقاوم ظلم السلطة ولا يمارس العملية السياسية من موقع المعارضة الشعبية المستقلة".
ولفتت إلى أن "الطبقات الوسطى تضمحل، منذ سنوات، وفقراء لبنان يزدادون فقرا، فيما يتقاذف المسؤولون عن الأزمة المالية التهم. واليوم يحاولون رمي كرة النار بين أيدي المنتفضين على الواقع الذي صنعوه هم، بسبب الاستئثار بالسلطة والثروة على مدى ثلاثين عاما. لبنان صار غارقا في ديون أكبر من قدرته على الاحتمال، في ظل اقتصاد مدولرٍ غير منتج، وفساد هائل، واستمرار غير مسؤول لسياسات الاستدانة".
أضافت: "إن طبيعة النظام السياسي في لبنان قد أثبتت مناعتها ضد جميع محاولات الإصلاح البنيوي، فلا مطالب المتظاهرين أثمرت إصلاحا، ولو جزئيا، ولا مشاريع قوانين الإصلاح التي قدمها العديد من النواب منذ عشرات السنوات لاقت قبولا. ذلك بسبب التداخل العضوي لمصالح القوى السياسية الطائفية الحاكمة، مع القوى الاقتصادية، التي تمثل النموذج الرأسمالي الريعي، المعادي للإنتاج الصناعي والزراعي، ولمبدأ توزيع الثروة والعدالة الاجتماعية".
وتابعت مؤكدة: "لم يعد بإمكاننا التراجع. لم يعد خيار الثقة بالحكومات التي تشكلها هذه المنظومة البائسة واردا. ولم يعد بإمكان الشعب اللبناني دفع تكاليف الأزمات التي تتسبب بها الطبقة المسيطرة.
نحن هنا اليوم، وكل يوم، منذ اندلاع انتفاضة 17 تشرين العظيمة، لنقول "لا ثقة"، و"لن ندفع الثمن"، لنؤكد بأن الثورة في لبنان ليست يوما، ولا شهرا، ولا سنة، ولا هي مسألة أعداد تتناقص حينا وتتزايد أحيانا، بل هي عملية تاريخية تقاوم فيها الطبقات الشعبية ظلم السلطة المستبدة، والمتحكمة بالقرار والثروة، والمحددة لمصير شعب كاملٍ لم يعد يمتلك رفاهية إعطاء الفرص لمن قاموا بسرقة أحلامه وتهجيره وتجويعه وإذلاله من أجل الحقوق البديهية. الثورة في لبنان عملية طويلة الأمد ستنتج حتما قيادتها الحقيقية المستقلة عن قوى السلطة، ومن أرض الواقع لا من الشاشات".
رصد المحور