رأى رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي، أمام وفود شعبية طرابلسية زارته في مكتبه في طرابلس، ان "ما حصل في لبنان اليوم، هوأكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ الشعوب والدول، وهذا سيدرس في كتب التاريخ"، لافتا الى انه اعطى الحكومة الثقة "لاننا رأينا في هؤلاء الوزراء انهم بالحد الأدنى يمكنهم وقف الانهيار".
وأكد ان "هذه الثقة ليست مطلقة، ومن واجبنا ان نراقب ونتابع ونحاسب، ويجب ان يكون هناك حكومة ورئيس حكومة أو رأس سلطة يمكننا الرجوع اليه، وإلا فمن نحاسب؟".
وقال لزواره: "لا بد من اللقاء دائما مع الأخوة من طرابلس والمنكوبين، مهما كانت الظروف صعبة، لأننا دائما نسعى لنضعكم في آخر المستجدات والتطورات وكذلك لنستمع اليكم، لأن من لا يستمع للناس يضيع البوصلة، ونتيجة الظروف التي مر بها لبنان وطرابلس تحديدا كارثية على اهلنا وعلينا".
اضاف: "يعلم الجميع اننا وكل أرزاقنا واهلنا وخيارنا ورهاننا كان على هذا البلد، لذلك حين بدأ الانهيار الاقتصادي، تأثرنا جميعا ومررنا بظروف صعبة وما زلنا، وللأسف كل ما حصل في لبنان وكل ما حصل في طرابلس، كان متوقعا أولا وثانيا ونحن كنا قد حذرنا منه".
وتابع: "سنة الحياة انه في كل منزل يوجد عائلة، وفي كل مؤسسة يوجد مدير، في أي بلد يوجد حكومة وإدارة، وعندما يكون رب البيت أو المؤسسة أو رأس البلد فاسدا فالكل سيفسد، وعندما يكون هذا البيت أو المؤسسة أو الدولة معرضا للسرقة فنهايتهم الانهيار. منذ العام 1992 ونحن نحذر من نهاية هذه الطريق الكارثية ولكن للأسف فقد تأثر الناس بالشعارات والإعلام والدعاية، وكنا نقول ان الاستدانة ستوصل البلد نحو الإفلاس، والمحسوبيات ستوصل الدولة إلى الانحلال، وللأسف فإن ما يحصل اليوم قد تأخر لسنوات عدة عن الانهيار".
ورأى ان "ما حصل في لبنان اليوم، سيدرس في كتب التاريخ، بأن أكبر عملية نصب واحتيال حصلت في تاريخ الشعوب والدول هو ما حصل بنا نحن في لبنان. أما وقد وصلنا إلى الانهيار وأنا اشدد على اننا في عين العاصفة، نحن في الانهيار ولا يوجد سقف لهذا الانهيار، ولا نعلم أين سنصل بعد كل هذا، ونحن قادمون إلى أيام صعبة جدا".
وقال: "أوصيكم وصيتين: الأولى هي إعطاء الفرصة ومتابعة الأمور اليومية معا ومراقبة عمل الحكومة، لانه لا يوجد ملف في لبنان يخلو من العقبات، لا يوجد ملف بدأ بشكل صحيح واستمر بشكل صحيح، لذلك علينا المباشرة بالعمل من اجل إنقاذ البلد".
وتابع: "الوصية الثانية، اعتبروها من ابن البلد لأولاد البلد، لقد تربينا في مجتمع يحرص على حسن الخلق وحسن الجوار ومراعاة بعضنا البعض، وقد مررنا بأزمات سياسية تشبه هذه الأزمة ولكن مختلفة قليلا، فالاقتصاد حينها كان بوضع جيد ولكن كان هناك فلتان امني، ولكني اذكر ان الناس خلال الأزمات كانوا يعطفون على بعض، ويقفون مع بعض لاننا ان خسرنا كل شيء، ولكننا حافظنا على هذه القيم وهذه الأخلاق، الناس لبعضها، كنت اسمعها منذ صغري واليوم اعرف معناها، الجار للجار والصديق للصديق وأنا أعلن أنكم ما زلتم تحافظون على هذه التقاليد، ونحن قادمون على أيام اصعب لذلك علينا ان نحاول قدر المستطاع الوقوف بجانب بعض ومساعدة بعضنا البعض، وعدم الانجرار للمشاكل لان الأيام القادمة اصعب. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
وختم كرامي: "نحن نعرف تماما ان الدولة اللبنانية تاريخيا قصرت مع مدينة طرابلس، ونتيجة هذا التقصير، الأجداد والآباء بنوا مؤسسات خيرية لرعاية الناس ورعاية المحتاجين وطبعا مع الوقت قمنا بتوسعة هذه المؤسسات ولكن لم نكن نعلم ان الدولة قادمة على انهيار. وقدمنا من خلال مؤسساتنا وعلى رأسها الإسلامي الخيري ما نستطيع من خدمات الناس ولكن الدولة مقصرة مع هذه المؤسسة، وما لا نفهمه ان كانت هذه المؤسسة تستوعب هذا القدر من المرضى، ماذا تفعل في حال كان العدد أكبر لان باقي المؤسسات الخاصة في البلد بدأت تقفل الأقسام وتخفض قدرة الاستيعاب ونحن في خدمة الناس. وهذه المؤسسة لخدمة الناس، ولكن هذه امكانياتها. ستبقى مؤسساتنا في خدمتكم، ولكن نطلب منكم ان تكونوا أيضا الى جانبنا وان تقدروا ظروف البلد، وظروف مؤسساتنا التي ستبقى إلى جانبكم دائما. وان شاء الله نستطيع إنقاذ البلد من هذه الأزمة وتعود أيام الخير لبلدنا".
رصد المحور