المقال السابق

دولي  إخلاء حاملة الطائرات روزفلت من طاقمها بسبب كورونا 
02/04/2020

المقال التالي

إقليمي اللواء باقري يحذر الاميركيين من اية حماقة 
02/04/2020
من الصحف  إسرائيل والكورونا..وسلاح حزب الله

 الأخبار- ‎يحيى دبوق

‎ يغيب الأمن والأمن القومي عن الإعلام الإسرائيلي في زمن الكورونا، وإن كانت تداعيات الفيروس تنسحب أيضاً على الشأن ‏الأمني بمعانٍ استراتيجية. لكن ما بين الإثارة والسبق إلى الإخافة وخشية الجمهور المباشرة على الحياة، يغيّب الإعلام العناوين ‏الأمنية، إلا ما يفرض نفسه‎. 
مع ذلك، الأمن في زمن الكورونا لا يغيب عن طاولة التقدير والقرار في تل أبيب، ويثير جملة من الأسئلة إزاء العلاقة (والتأثير) ‏بين الفيروس والتحديات الأمنية، ومنها ما هو تحدّ استراتيجي بل وأيضاً وجودي، ما يدفع إسرائيل إلى محاولة إفهام الطرف ‏الآخر أن وجود الكورونا لا يلغي متابعتها وأجهزتها الأمنية لمواجهة التهديدات على أنواعها، كما توثّبها الدائم وجاهزيّتها للعمل ‏الوقائي والاستباقي‎. 
قد يكون واحداً من أهمّ الاعتبارات التي دفعت تل أبيب إلى شنّ اعتداءات أخيراً في الساحة السورية هو تأكيد أن مستوى ‏الجاهزية والمتابعة لا يزال على حالته السابقة. إلا أن التأكيد الميداني في سوريا، بوصفه واحداً من أهداف الاعتداء، يتعذّر اتّباعه ‏في الساحة اللبنانية، لخصوصيتها ولمستوى الردع فيها، الواقع الذي يٌعدّ بدوره تحدّياً مستجداً على طاولة القرار في تل أبيب‎. 
في ورقة بحثية صدرت أخيراً عن معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، برزت أسئلة حول تأثير الكورونا وتعاظم حزب الله ‏التسليحي النوعي، الذي يعرف في إسرائيل بـ«مشروع دقة الصواريخ»: هل يستغل حزب الله الفيروس وانشغال إسرائيل في ‏مواجهته، كي يحثّ خطاه أكثر في مشروع الدقة؟ السؤال وإن كان مخصصاً في الأساس لتوصيف هواجس ومستويات قلق في ‏تل أبيب إزاء استغلال الأعداء لظرف استثنائي يشغل إسرائيل، إلا أنه في دائرة المعقولية والإمكان يُعَد كاشفاً بقدر ما عن ‏معضلة إسرائيلية لا تنقطع إزاء الساحة اللبنانية‎. 
بحسب الورقة الصادرة عن المعهد، أحد التهديدات الآنية التي تواجهها إسرائيل وتفرض عليها دراسة خياراتها إزاءها، هو ‏تحفيز الكورونا مشروع إنتاج وتطوير الصواريخ الدقيقة شمالاً، سواء في سوريا أو في لبنان، «إذ قد يعتقد حزب الله وإيران ‏بأن الضغط الكبير جداً الذي يواجه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نتيجة النقص في الموارد البشرية جراء الكورونا، يعدّ فرصة ‏لتطوير خطوط الإنتاج وحمايتها في سوريا ولبنان وكذلك جهود تخزينها‎».‎
‎يتقاطع ذلك مع ما ذكر في صحيفة يديعوت أحرونوت أخيراً، عن «رسائل تهديد» أرسلتها إسرائيل إلى محور المقاومة، من دون ‏الإشارة إلى كيفية الإرسال ووسائل نقلها، تحذّر فيها من «استفزازها»، وأنه «إذا ظن أحد أن إسرائيل مشغولة بفيروس كورونا ‏عن شأنها الأمني، فعليه أن يعيد حساباته، لأنها لن تسكت عن أي استفزاز أو أي ضربة تتلقاها، وسيكون ردها حاسماً‎». 
في الموازاة، يفترض أن يكون السؤال نفسه موجوداً على طاولة القرار لدى حزب الله: هل يشكل ما قد تراه إسرائيل من انشغال ‏حزب الله بمتابعة ومواجهة الفيروس في بيئته المباشرة وفي الساحة اللبنانية عموماً، فرصة لها كي تعيد محاولة تغيير قواعد ‏الاشتباك البينية؟ وهل تؤدي التقديرات المغلوطة إلى الاعتقاد أن مستوى انشغال حزب الله من شأنه الحؤول دون رد على مبادرة ‏اعتدائية إسرائيلية؟ سؤالان من ضمن سلّة أسئلة تفرض نفسها، وتوجب التأمل في إمكانات تحقق سيناريواتها‎. 
اتجاهات التفكير على جانبي المتراس، التي يمكن وصفها بالوقائية، هي أكثر من معقولة، ولا يمكن نفي تحققها بالمطلق، وهي ‏تفرض نفسها على الجانبين وتدفعهما أكثر إلى مزيد من اليقظة والمتابعة. إلا أن المؤكد أكثر أن ظرف الكورونا الاستثنائي، من ‏دون سلاح المقاومة ومستويات ردعه، كان ليكون كافياً في ذاته لدفع إسرائيل كي تفرض مصالحها وأجندتها السياسية ‏والاقتصادية على لبنان بلا إبطاء. السلاح وقدرته على إيذاء إسرائيل، حال حتى الآن دون أطماعها‎.‎
 

صحيفة الاخبار

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة