هلال السلمان
في مثل هذه الايام، مطلع شهر ايار من العام 2008 ،كان رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط يمارس ذروة التآمر على المقاومة في لبنان، ضمن مشروع اميركي-اسرائيلي أراد حينها إستهداف أحد أهم الاسلحة الذي مكّن المقاومة من الصمود والانتصار على جيش العدو خلال حرب تموز عام 2006، ألا وهو سلاح "الاشارة "، أو ما يعرف بشبكة الهاتف السلكي، وتذكر مصادر سياسية متابعة حينما جلس جنبلاط في إحدى ردهات قصره في المختارة في 3ايار ، عارضا أمام وسائل الاعلام خريطة زوده بها وزير الاتصالات حينها مروان حمادة تبين كيفية توزيع شبكة الاتصالات السلكية للمقاومة على الاراضي اللبنانية، وكان هذا المؤتمر في أوائل ايار بمثابة "بروفة" تمهيدية للقرار المشؤوم الذي ستتخذه الحكومة البتراء برئاسة فؤاد السنيورة في الخامس من ايار، بنزع سلاح الاشارة التابع للمقاومة، وتكليف الجيش تنفيذ القرار بهدف إحداث فتنة بينه وبين المقاومة ، والكل يعرف -تتابع المصادر-أن هذا القرار الذي أملاه الاميركي على الحكومة الموالية له في لبنان، كان جنبلاط ليس مجرد أدة فيه بل من أشد المتحمسين له ومارس ضغوطا كبيرة عبر وزارئه في تلك "الجلسة الشهيرة" التي استمرت حتى فجر السادس من ايار في السراي الحكوي برئاسة السنيورة الى حين اتخاذ هذا القرار، والذي اعلنه حينها الوزير الاشتراكي غازي العريضي .
وهنا تتساءل المصادر السياسية المتابعة هل أن ما أقدم عليه جنبلاط قبل أيام من الزعم ان مزارع شبعا غير لبنانية غداة قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب بضم الجولان الى كيان العدو ، يأتي في السياق نفسه لما اقدم عليه في 5ايار عام 2008 ؟، وفي الاجابة تؤكد المصادر أن جميع المعطيات تشير الى ذلك، ولا تستبعد أن تكون هذه الانعطافة الجنبلاطية الجديدة مبنية على قراءة مفادها أن الاميركي والاسرائيلي قررا التصعيد باتجاه لبنان والمقاومة ولا بأس من ملاقاتهما ، وهنا تذكر المصادر بلقاء وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بجنبلاط خلال زيارته الى لبنان في آذارالماضي حيث جرى "انعاش" جنبلاط بـ"جرعة" من التوجهات الاميركية التصعيدية ضد محور المقاومة وتجاه حزب الله في لبنان والتي تأتي العقوبات من ضمنها إضافة الى "الحرب النفسية" المتواصلة عن عدوان صهيوني وشيك على لبنان، والمطلوب اميركيا هو ملاقات قوى محلية لهذه الهجمة ومن افضل من جنبلاط للقيام بهذا الدور .
تدعو المصادر المتابعة جنبلاط الى الاتعاظ من فشل رهاناته السابقة على المشاريع والمؤامرات الاميركية لأنه برهاناته الجديدة يبدو أنه لا يتعلم من عبر التاريخ ، وخصوصا ما جرى في 7أيار في بيروت و11 ايار في الجبل ، وللاشارة لم يجد جنبلاط حينها سوى النائب طلال ارسلان لمساعدته للنزول عن "الشجرة التي اعتلاها" بعد الصفعة التي تلقاها جراء سياساته الحمقاء التي حاول من خلالها رهن مصير شريحة لبنانية لمشروع خارجي ضد ابناء وطنه .
خاص المحور