هلال السلمان
من يحاول ترهيب صحيفة " الاخبار" ورئيس مجلس إدارتها الصحافي ابراهيم الامين ؟، سؤال طرح خلال الساعات الماضية بعد الاعلان عن مداهمة جهاز امن الدولة لمكاتب الصحيفة في بيروت ، معروف أن الصحيفة تصدت خلال الفترة الاخيرة لملفات فساد كبيرة في الدولة وخصوصا في ملفات الموازنة، ونشرت العديد من الملفات والمقالات الاقتصادية التي تفضح السرقات للمال العام، وقد استهدفت هذه التحقيقات في العديد من الاحيان طريقة تعاطي رئيس الحكومة سعد الحريري مع الشأن العام والمال العام، وكان مكتب الحريري يصدر العديد من البيانات التي تنفي ما تذكره "الاخبار" ووصل الامر الى تسريب كلام عن دعو ة الحريري لوضع حد لما تقوم به "الاخبار" ، كذلك لم توفر الصحيفة العديد من الملفات التي سببت ازعاجا لوزير الخارجية جبران باسيل، وأبرزها نشر محاضر لقاءات مسؤولين لبنانيين مع مسؤولين امريكيين في واشنطن، وهو الملف الذي فتحه جهاز أمن الدولة وقام بتحقيق مع دبلوماسيين في مكاتبهم في وزارة الخارجية، ويبدو أنه أراد أن يوسع الدائرة نحو جريدة "الاخبار" فعمد الى دخول مكاتبها في بيروت .
وفي هذا السياق ، صدر عن المديرية العامة لأمن الدولة - قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامة البيان التالي:"تناقلت بعض وسائل الإعلام خبرا مفاده أنّ عناصر من المديرية العامة لأمن الدولة قد داهمت مبنى جريدة "الأخبار".
ويهم المديرية العامة أن توضح أن هذا الملف قد أصبح في عهدة القضاء المختص، وأن كل أعمال التحقيق كانت بإشارة منه وضمن الأصول القانونية المعمول بها".
وكانت جريدة "الاخبار" قد تعرضت سابقا لقطع خدمة الانترنت عن مكاتبها بعدما تناولت ملفات فساد في اوجيرو.
كذلك فإن رئيس مجلس ادارة الصحيفة ابراهيم الامين كان قد تعرض لعملية ترهيب كبيرة من قبل ما يسمى المحكمة الدولية التي تحقق باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، عندما نشرت "الاخبار" شهادات عشرات الاشخاص في سياق عمليات التحقيق السرية التي تقوم بها المحكمة، وأرادت المحكمة "جرجرة" الامين الى نوع من المحاكمة كما فعلت مع قناة "الجديد" لكن موقف الامين كان بعدم الاعتراف بتلك المحكمة وعدم التعاون معها .
وبالعودة الى مرحلة التسعينات فإن الامين كان من المعارضين لسياسات حزب "المستقبل" برئاسة رفيق الحريري وقد كلفه ذلك الخروج من صحيفة " السفير" عندما رفض تعديل مواقفه ومقالاته التي كان يفضح من خلالها السياسات الحريرية الخاطئة في التعاطي مع مالية الدولة .
ويبقى السؤال الان هل أن صحيفة "الاخبار" تدخل حاليا في امتحان جديد إما التدجين وإما "جرجرة" صحافييها الى المحاكم والمداهمات؟ وهل أن ما يجري هو تحقيق قضائي أم ترهيب سياسي ؟.
المحور