استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية في لبنان محمد جلال فيروزنيا، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا اليوم بزيارة صاحب السماحة، نحن حرصاء على استمرار هذا التواصل الأخوي والبناء مع سماحته ومع كافة المرجعيات الدينية المحترمة في لبنان، خصوصا واننا في هذه الأيام على أعتاب ومشارف عيد الأضحى المبارك، لذلك تقدمنا من سماحته بأسمى آيات التهنئة والتبريك في هذا الإطار. وكما تعرفون فإنه للأسف الشديد وبسبب جائحة كورونا فإن الشعوب الإسلامية لن تتمكن هذه السنة من تأدية فريضة الحج، ونحن نسأل الباري عز وجل بقلوب صادقة أن يمن على الشعوب الإسلامية وعلى شعوب العالم برمته بالشفاء العاجل والخلاص من هذا الوباء المشؤوم".
اضاف: "لقد كانت هذه الزيارة لسماحته مناسبة طيبة كي نؤكد من خلالها مرة أخرى وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل دائم وثابت إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة بحكومتها وشعبها، وقد أكدت في أكثر من مناسبة أن أي دولة بإمكانها أن تقدم يد المعاونة والمؤازرة للبنان يجب أن لا تبخل في ذلك، ونحن بدورنا نؤكد على أننا نقف بكل ما أوتينا من طاقات وإمكانيات إلى جانب لبنان الشقيق في هذه المرحلة الحساسة، ولن نبخل بأي مساعدة أو مؤازرة أو دعم يطلب منا، وطبعا هذه المساعدات لا تنحصر بفئة خاصة من أبناء الشعب اللبناني، هذه المساعدات تشمل كل أبناء الشعب اللبناني وكل أطيافه، الشعب اللبناني بمسلميه ومسيحييه، بسنته وشيعته، نحن نقف إلى جانب الجميع".
وتابع: "وفي هذا اللقاء الذي جمعنا بسماحته، كان هناك تأكيد على ضرورة ترسيخ الوحدة الوطنية والوحدة الإسلامية في هذا البلد الشقيق، ونحن نعتقد أنه في ظل الظروف السائدة حاليا في لبنان نشعر أن هذا البلد الشقيق اليوم هو بأمس الحاجة وأكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بأهداف الوحدة الوطنية، وأيضا نحن بحاجة إلى تجلي الوحدة الإسلامية على صعيد العالم الإسلامي برمته، أيضا على صعيد العالم الإسلامي نحن في هذه المرحلة أحوج ما يكون إلى ترسيخ الوحدة الإسلامية وإلى التمسك بها، ونحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منفتحون تماما قلبا وقالبا من أجل ترسيخ الوحدة الإسلامية ومن أجل ترسيخ التآخي الإسلامي في مختلف المستويات وفي المجالات كافة".
سئل: هل تتوقعون اعتداء إسرائيليا على لبنان؟
أجاب: "لا أعتقد أن الكيان الصهيوني هو في وضع يسمح له بارتكاب هذه الحماقات وهذه المغامرات، نحن اليوم نعيش ذكرى حرب تموز، ونعتقد أن العدو الإسرائيلي لا يمكن أن ينسى الضربات المتلاحقة والهزيمة النكراء التي لحقت به إبان تلك الحرب، ونعتقد أن العدو الصهيوني إذا ما أقدم على ارتكاب حماقة كهذه أو مغامرة كهذه فلا شك أن هناك ضربة أقسى سوف تكون في انتظاره، واليوم بحمد الله تعالى فإن محور المقاومة هو أقوى من أي وقت مضى، ونحن على ثقة تامة أن هناك المزيد من الانتصارات تنتظر هذا المحور".
سئل: ما رأيكم بالتأييد الفرنسي لطرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن حياد لبنان؟
أجاب: "في ما يتعلق بمسألة الحياد، نحن قلنا في مناسبة سابقة أن هذا هو شأن لبناني خاص، وكما قلت في سياق حديثي نحن نعتقد أن كل الأفكار والمبادرات ينبغي أن تصب في هذه المرحلة في مجال ترسيخ الوحدة الوطنية اللبنانية، وبالتالي أن تصب كل المواقف وكل المبادرات في الاتجاه الذي يزيد من مناعة لبنان وصلابته وتماسكه وصموده في وجه الأخطار الإسرائيلية، وأعتقد أن كل الجهود ينبغي أن تنصب في هذا الاتجاه بخاصة في ظل الظروف الراهنة".
رصد المحور