تواصل اليوم وصول موفدي الدول العربية والأجنبية الى قصر بعبدا للتضامن مع لبنان وشعبه، بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت والخسائر الكبيرة التي نتجت عنه في الأرواح والممتلكات.
وزير خارجية مصر
وفي هذا الاطار، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، وزير الخارجية المصري سامح شكري على رأس وفد ضم، سفير مصر الدكتور ياسر علوي، مستشار وزير الخارجية السفير نزيه النجاري، المتحدث باسم الخارجية المصرية احمد حافظ، المسؤول عن شؤون المشرق العربي طارق طايل، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشارين رفيق شلالا واسامة خشاب.
في مستهل اللقاء، نقل الوزير شكري الى الرئيس عون "تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتعازيه القلبية بضحايا التفجير الاجرامي الذي وقع في المرفأ"، مؤكدا "وقوفه والشعب المصري الى جانب لبنان واللبنانيين في هذه الظروف الصعبة".
وأوضح ان "جمهورية مصر العربية هبت لمساعدة الشعب اللبناني الشقيق بتوجيه من الرئيس السيسي، وقدمت مساعدات عاجلة عبر جسر جوي شملت ادوية ومواد طبية"، لافتا الى ان "جسرا بحريا سيؤمن المواد اللازمة لاعادة الاعمار وتأهيل المرفأ والممتلكات المتضررة"، مشيرا الى ان بلاده "جاهزة لاستجابة أي طلب يتقدم به لبنان في هذا المجال، لا سيما وان دعم لبنان له أولوية لدى الرئيس السيسي والحكومة المصرية للتأكيد على التضامن مع الشعب اللبناني".
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون شاكرا الوزير شكري على زيارته، وحمله تحياته الى الرئيس السيسي، مشيرا الى ان "المساعدات المصرية العاجلة كان لها الدور الفاعل في معالجة المصابين واغاثة المتضررين".
واكد الرئيس عون ان "التحقيقات مستمرة لجلاء ظروف الانفجار الذي احيل مع كل تداعياته الى المجلس العدلي، وان التحقيق يفرض مقاربة كل الفرضيات الممكنة لسبب الانفجار، سواء كان من داخل المرفأ او من خارجه، إضافة الى معاقبة الذين قصروا او اهملوا في هذا الملف".
شكري
وبعد الاجتماع، تحدث الوزير شكري الى الصحافيين، فقال: "نقلت الى فخامة الرئيس العماد ميشال عون تعازي فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة والشعب المصري لحادث التفجير، والتأكيد مجددا وقوف مصر الى جانب الشعب اللبناني الشقيق لتجاوز هذه المحنة والازمة".
ولفت الى ان "العلاقات التاريخية الراسخة بين الشعبين المصري واللبناني، تقتضي منا اعطاء الاولوية لتسخير كل الامكانات المتاحة في مصر من اجل تجاوز الشعب اللبناني الشقيق هذه الازمة والتعامل مع الاولويات الخاصة بتداعياتها".
اضاف: "نحن نرى اهمية تكثيف الجهود في هذه المرحلة في المجالات كافة، وقد اقمنا جسرا جويا للمساعدات الانسانية، والجسر البحري لتوفير الاحتياجات الخاصة باصلاح ما تم اتلافه واعادة الاعمار، ولدينا الاستعداد الكامل للوقوف الى جانب الشعب اللبناني الشقيق، كما نثق تماما بقدرته على تجاوز هذه الازمة من خلال اجراءات استثنائية في المجالات كافة، وخصوصا في الاطار السياسي بما يؤدي الى مواجهة التحديات التي فرضتها هذه الازمة والتفجير وازمة "كورونا" والاوضاع الاقتصادية والسياسية التي ادت التراكمات الى الكثير من المعاناة والتحدي لاستمرار تقدم لبنان الشقيق واستقراره والحفاظ على سيادته".
واشار الى ان "هناك ضرورة للعمل في خلال هذه الفترة على الاولويات الخاصة بالشعب اللبناني، لجهة التحديات الانسانية واعادة الاعمار، والخروج باطار سياسي يمكنه مواجهة هذه الازمة بشكل وثيق ويحافظ على استقرار ووحدة لبنان، ويعفي البلد من التجاذبات الاقليمية التي كان لها تأثيرها ووقعها في خلال الفترة الماضية. ونتوقع ان نبقى على صلة وثيقة على مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الاجهزة اللبنانية كافة، للوقوف على مدى الاولويات والاحتياجات، ولدينا توجيهات بالعمل الوثيق من خلال الاجهزة الحكومية المصرية لتلبية هذه الاحتياجات والاولويات في اقرب فرصة ممكنة".
وزير خارجية الأردن
وفي الاطار نفسه، استقبل الرئيس عون، وزير خارجية الأردن ايمن صفدي على رأس وفد ضم، سفير الأردن وليد الحديد، مدير الدائرة العربية والشرق أوسطية في وزارة الخارجية السفير شاكر العموش والسكرتير الثاني في السفارة عمر العبابنه.
ونقل الوزير صفدي الى الرئيس عون "تعازي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين بضحايا الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى، واضعا إمكانات الأردن في تصرف لبنان في أي مساعدة يحتاجها اللبنانيون في هذه الفترة الأليمة"، وأشار الى ان بلاده "قدمت مستشفى ميدانيا، وان جسرا جويا سينقل تباعا كل المعدات والتجهيزات التي يطلبها لبنان لمواجهة هذه المأساة".
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون شاكرا الوزير الأردني على زيارته، وحمله تحياته الى الملك عبدالله الثاني، شاكرا له "مشاركته في المؤتمر الافتراضي الذي عقد في باريس يوم الاحد الماضي بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس"، كما شكره على "المساعدات التي أرسلتها المملكة الأردنية وتلك التي تنوي ارسالها لاحقا"، وأشار الى انها "تعبر عن العلاقات العميقة بين الشعبين الشقيقين"، ولفت الى ان "لبنان حدد الحاجات الملحة لمواجهة تداعيات ما حصل".
صفدي
بعد اللقاء تحدث الوزير صفدي، فقال: "التقيت فخامة الرئيس عون لانقل اليه بتكليف من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، تعازي المملكة للاشقاء اللبنانيين بضحايا الانفجار المأساوي الذي ضرب مرفأ بيروت الاسبوع الفائت، ولاؤكد باسم الملك، تضامن ابناء المملكة مع اشقائنا في لبنان والوقوف الى جانبهم بكل امكانياتنا. وكما قال جلالة الملك: ان مصاب لبنان هو مصابنا، ونحن معكم بكل ما نستطيعه. وابلغت فخامة الرئيس ان المستشفى الميداني الاردني باق في لبنان طالما هناك حاجة له، وستصل ايضا طائرات اردنية اضافية تحمل مواد اغاثة ابتداء من الخميس المقبل. المصاب كبير ولن يكون لبنان لوحده في مواجهة تداعياته، ونثق ان بيروت ستنهض لتستعيد عافيتها وألقها ومكانتها، حاضنة للثقافة. اتقدم مجددا بأحر التعازي لعائلات الشهداء والامنيات بالشفاء العاجل للجرحى، والمملكة التي تعتز بعلاقاتها التاريخية المتينة مع لبنان وشعبه ستكون دائما الى جانبه وسنقدم ما نستطيع".
اضاف: "ابلغنا منظمات الامم المتحدة العاملة في المملكة، بأن الاردن سيسهل كل اجراءاتها ويدعمها في كل البرامج لمساعدة لبنان على تجاوز تداعيات هذا المصاب الكبير".
واوضح الوزير صفدي ردا على سؤال، ان "الكل يشعر بالمصاب الذي ضرب لبنان الشقيق، وكما شاهدنا، سواء في المؤتمر الدولي الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي وشارك فيه جلالة الملك والقادة العرب، او في الاحاطة التي قامت بها الامم المتحدة بالامس، فالكل يقف ويتضامن مع لبنان لمواجهة تحديات هذه الازمة. فهو بلد اساسي له تاريخه الكبير والحافل في المنطقة، وكان دائما ارضا للحضارة والانجاز والابداع، والشعب اللبناني الشقيق كان دائما نموذجا في تقديم كل ما فيه الخير. وبالتالي، نقف جميعا مع لبنان، سواء في العالم العربي او خارجه، وقد لمستم حجم المشاعر التي تعكس مكانة واحترام لبنان. ومرة اخرى اجدد وقوف الاردن الى جانب لبنان وشعبه كما دائما لان امن لبنان وعافيته هو جزء من عافية المنطقة برمتها. اعانكم الله على ما جرى ونحن معكم بقلوبنا وعملنا وافكارنا وكل ما نستطيعه".
برقيات
الى ذلك، تلقى الرئيس عون مزيدا من برقيات التعازي والدعم للبنان جراء الانفجار الذي حصل في بيروت. وفي هذا الاطار، ابرق الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس مؤكدا "تضامن المنظمة الدولية ودعمها الكامل لتوفير ما يلزم لمواجهة هذه الكارثة وللتنسيق بين مختلف الدول في هذا المجال".
كما ابرق معزيا، ملك النروج هارولد الخامس، ورئيس جمهورية غينيا بيساو الجنرال اومارو سيسوكو امبالو.
رصد المحور