المقال السابق

إقتصاد بغداد : إجلاء "إكسون موبيل" لموظفيها الأجانب من البصرة غير مبرر
19/05/2019

المقال التالي

لبنان جبق : العقوبات على حزب الله لن تنعكس على وزارة الصحة
19/05/2019
خاص خاص المحور: عندما قيّم قيادي كبير في حزب الله والراحل هيكل نتائج معركة القصير

هلال السلمان

             في الخامسة من فجر الاحد في 19 ايار عام 2013، إنطلق نداء على أجهزة اللاسلكي "يافاطر السماوات والارض.. يا بقية الله أغثنا يا بقية الله أدركنا"، كان ذلك إشارة الانطلاق من قيادة حزب الله لمجاهدي المقاومة لبدء معركة تحرير مدينة القصير في محافظة حمص السورية من جحافل الارهابيين، استمرت المعركة اسابيع عدة وكانت معركة شرسة مع الارهابيين الذين تحصنوا بداخلها منذ سنوات، وارتقى للمقاومة كوكبة من الشهداء بينهم قادة ميدانيون . ومع تحرير القصير كانت الحرب في سوريا تأخذ مسارا جديدا وتشهد تحولات ستترك لاحقا تداعياتها على مجمل الجغرافيا السورية، التي باتت بمعظمها حينها تحت سيطرة المجموعات الارهابية المدعومة من المحورالاميركي-الاسرائيلي-الوهابي، فقبل معركة القصير كان الجيش السوري وحلفاؤه في وضع دفاعي صعب حيث معظم الارياف سقطت بيد المجموعات الارهابية، وكذلك العديد من المدن الكبرى بينها حمص وحلب وديرالزور، وجاءت معركة القصير والانتصار التاريخي الذي تحقق من خلالها لتضع حدا لهذا المسار، وتقلب المعادلة رأسا على عقب ولتبدأ مرحلة الانتصارات الكبرى للجيش السوري وحلفاؤه، ومرحلة الانكسارات الكبرى لمحور الارهاب المدعوم من اكثر من ثمانين دولة أجنبية. وهو ما تحقق بالفعل في المعارك الكبرى التي خيضت بعد معركة القصير والتي انتجت تحرير مدينة حمص وبعدها حلب ومن ثم دير الزور، وتنظيف حزام دمشق من الارهاب، وصولا الى كل الانتصارات التي تحققت، حيث تحرر الجزء الاكبر من التراب السوري وبقي الارهابيون في منطقة ادلب وحدها، وهي في طريقها الى التحرر من خلال المعركة التي باشرها الجيش السوري مؤخرا .

جلسة التقييم بين هيكل والقيادي الكبير في حزب الله

كثرت التحليلات عن تداعيات معركة القصير وتأثيرها على مسار الحرب في سوريا ، حتى أن هناك بعض المحللين الاستراتيجيين أكدوا تأثيرها على مجمل وضع المنطقة وليس سوريا فحسب، حيث قلبت المعادلة في المنطقة كلها ، وفي هذا السياق، يروي قيادي كبير في حزب الله خلال كلمة داخلية، أنه في يوم من الايام وخلال قراءته للتقارير السياسية التي ترده قرأ مقابلة مع الصحافي والخبير الاستراتيجي المصري الراحل محمد حسنين هيكل(كان حينها على قيد الحياة ) يقول فيها إن معركة القصير حسمت المعركة في الشرق الاوسط ، ويضيف القيادي "أنا قرأتها وقلت ماذا يقول هذا ، الرجل ربما يجامل وهو محب لنا وربما يبالغ بعض الشيء" . ويضيف القيادي الكبير في حزب الله "بعد مدة جاء هيكل في زيارة الى لبنان وقد التقيته، وقلت له ألا تبالغ بموضوع القصير؟"، قال لا أنا جدي ولو لم تسقط واستمر الوضع على ما هو عليه لكان ركب المشروع كله المرسوم للمنطقة من قبل الاميركيين واتباعهم ، وقد طلب هيكل خريطة وهي كانت موجودة  وأخذ يشرح من خلالها المشروع المرسوم للمنطقة والذي كان سيتحقق لو سقطت سوريا، انما انتصار القصير قلب كل المعادلات ، وهنا يضيف القيادي الكبير في حزب الله إن حزب الله من خلال معركة القصير وما تلاها من انتصارات للجيش السوري وحلفاؤه غير المشهد في المنطقة كلها . لافتا الى مراحل القوة التي بلغها حزب الله حيث أنه "عندما يذكر حزب الله في دوائر الغرب فإنه يذكر الى جانب دول كبرى ومحورية مثل روسيا والصين وايران".

بالمحصلة فإن انتصار القصير الذي حققه مجاهدو حزب الله في ايار عام 2013شكل المنعطف الذي نقل سوريا من مرحلة السقوط على عصر الانتصار .

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة