هلال السلمان
بات من الواضح أن مسار ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة خرج من دائرة المراوحة التي استمرت اكثر من خمس سنوات ، ووضع على سكة التفعيل المفاجىء من قبل الادارة الاميركية التي انتدبت لمتابعة هذا الملف مساعد وزيرالخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الذي يقوم بجولات مكوكية بين لبنان وفلسطين المحتلة، حيث نقل "الورقة اللبنانية الموحدة" الى قادة الكيان الصهيوني ، وعاد مؤخرا ببعض الاجابات الصهيونية على الموقف اللبناني، لكن هنا تطرح العديد من التساؤلات عن امكانية التوصل الى اتفاق في القريب العاجل، أم أن هذه الانطلاقة الجديدة لها علاقة بالتوتر القائم في المنطقة بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلاميةالايرانية .حيث ترى واشنطن حاجة "لتبريد" الساحة اللبنانية في هذه المرحلة، وسحب ما ترى انها " ذرائع" في يد المقاومة ، دون الوصول في النهاية الى خواتيم ايجابية .
آخر الاجواء من الجانب اللبناني صدرت أمس عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي جدد الحديث عن أجواء ايجابية في المباحثات مع مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد حول ترسيم الحدود البحرية والبرية إيجابية، وان هناك تقدما واضحا في هذا المجال، مشيرا الى الموافقة على الورقة اللبنانية.
وأعرب بري عن تفاؤله، معتبرا ان "وحدة الموقف اللبناني كان لها الدور الأساسي في هذا التطور الإيجابي، وأنا متفائل بانتصار الموقف اللبناني الرسمي والسياسي والشعبي".
وقال: "ربما الأسبوع المقبل يأتينا الجواب عن مجمل الورقة اللبنانية، ونحن نتابع الموضوع". وعن الايجابيات لفت الرئيس بري إلى تكريس دور الامم المتحدة واشرافها على هذا الملف وهو ما عملنا عليه لمدة خمس سنوات .
لكن على رغم الاجواء الايجابية الحاصلة، فإن مصادر نيابية مطلعة تشكك بنزاهة "الوسيط" الاميركي وتستبعد اعطاء لبنان حقه في البر والبحر، وقالت المصادر النيابية في حديث لموقع "المحور" ، إن جوهر الموقف الاميركي في المفاوضات الجديدة حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، سيرتكز على محاولة إعطاء لبنان "من كيسه" في البحر والاخذ منه في البر. بمعنى أن المساحة البحرية التي يدعي الكيان الصهيوني أنها تعود له في البحر يمكن ان تتقلص لصالح لبنان، مقابل أن يتنازل لبنان عن بعض النقاط التي يتحفظ عليها في الحدود البرية . ومن هنا ترى المصادر أن هذا الملف الحساس رغم تحريكه تبقى العبرة في النتائج مع الاخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة التي ينحاز فيها الاميركي الى جانب سياسات الكيان الصهيوني .
خاص المحور