المقال السابق

لبنان النائب الموسوي : المقاومة ودماء الشهداء يرسمان بوصلة النصر ضد كل محتل
25/05/2019

المقال التالي

من الصحف «التيار» يطرد 700 حزبيّ في بعلبك الهرمل!
25/05/2019
من الصحف 25 أيّـار 2000 .. وانهيار «إمبراطوريّة» الإحتلال


الجنوب بعد 19 عاماً على تحرير الجنوب .. هو غيره قبل الهزيمة الإسرائيليّة

الديار - محمود زيات

...وان «التبس» الامر على بعض الحكومات المتعاقبة، التي تناست او تجاهلت حدثا بمستوى تحرير القسم الاكبر من المناطق الجنوبية التي خضعت، وعلى مدى اكثر من عقدين من الزمن، للاحتلال الاسرائيلي، لتُخضع عيد وطنيا رسميا لمزاجية سياسية وحسابات طائفية ضيقة، تُعطَّل فيها المؤسسات او تعمل... بناء للمزاج السياسي!، فان الحدث ما زال يشكل مفصلا هاما في حياة اللبنانيين، وبخاصة الذين يدركون معنى ان يكون اكثر من 12 بالمئة من مساحة لبنان محتلا، والاحساس بحجم المعاناة التي تكبدها مئات الالاف من اللبنانيين، الذين دفعوا ضريبة غالية عن اثنتين وعشرين سنة من احتلال انتهى بهزيمة مدوية، ما تزال اصداؤها تُسمع داخل الكيان الاسرائيلي.

يحيي اللبنانيون اليوم، الخامس والعشرين من ايار، الذكرى التاسعة عشرة لتحرير الجنوب، في مناخات من العدوانية الاسرائيلية في البر والبحر والجو، على الرغم من الصورة الهزيلة التي تبدو عليها اليوم، المؤسسة العسكرية الصهيونية الغارقة في تأزماتها جراء حال العجز التي اظهرتها قدرات المقاومة التي نجحت في ان تكسر صورة «الجيش الذي لا يُقهَر»!.

السخرية التي تعامل بها المجتمع الصهيوني، من الهزيمة التي مُنيت بها المؤسسة العسكرية الاسرائيلية في جنوب لبنان في ايار العام 2000، جاءت لتُتًرجِم التشكيك بقدرتها على تأمين الحماية لجمهور المستوطنين على امتداد فلسطين المحتلة، بعد ان كان حزب الله اشبه بـ«شبح» لا يرونه، واصبحوا اليوم على بعد امتار قليلة منه، فالصورة بعد الخامس والعشرين من ايار قبل تسع عشرة سنة، مختلفة تماما عن الصورة التي كانت قائمة قبل هذا التاريخ، بعد تحولت المستوطنات الواقعة في الشمال الفلسطيني المحتل والمتاخم للحدود مع لبنان، من نعمة للوافدين من دول العالم للاستيطان في فلسطين المحتلة، وامتياز يُعطى لاصحاب الحظوة، الى نقمة تصل الى حد اللعنة على السكن على تماس مع مخاطر قادمة من الشمال، اقرَّ بها كبار جنرالات الاحتلال، وتتمثل بقدرات وامكانيات حزب الله التي تمنح المقاومة القدرة على الوصول الى داخل المستوطنات الشمالية.

كثيرون ممن عايشوا تلك المرحلة الاستثنائية في تاريخ لبنان، ما زالت ذاكرتهم تختزن يوميات القرى والبلدات الجنوبية التي خضع سكانها لسيطرة الاحتلال وكانوا عرضة لكل انواع التنكيل والاعتقال والابعاد، اضافة الى عمليات التصفية الجسدية التي طالت معتقلين واسرى داخل زنازين الاحتلال، ويقول احد هؤلاء من بلدة الخيام التي اقيم على ارضها في الثكنة العسكرية القديمة التي اقامها الفرنسيون في العام 1933، معتقل زُج في زنازينه اكثر من ثلاثة آلاف مواطن، في الفترة الممتدة من العام 1985 تاريخ استخدام قوات الاحتلال للمعتقل وحتى انهيار احد اكبر معاقل الاحتلال، اثر اجتياح جموع المواطنين من بلدة الخيام للمعتقل وتحرير الاسرى منه، مقابل فرار السجانين الذين بدوا وكأنهم يركضون بلا ارجل، للالتحاق بمن سبقهم الى خلف الحدود، تاركين خلفهم ادوات لابشع اساليب التعذيب التي حصدت معتقلين واسرى فضوا تحت التعذيب... اسعد نمر بزي، احمد فضل الله ترمس، ابرهيم محمد ابو عزة، بلال السلمان، هيثم دباجة، حسين علي محمود، علي عبدالله حمزة، زكيا نضر، ابراهيم فرحات وصبحي شكر.

ويضيف: خمسة ايام بدأت في الحادي والعشرين من ايار اكتملت صورته في الخامس والعشرين، كانت اشبه بمخاض عسير لولادة جديدة، حوّلت المواقع المحصنة والثكن العسكرية للاحتلال الى هياكل ـ بفضل مسيرة سنوات من المقاومة وتضحيات الالاف من الشهداء والجرحى والمعوقين والمعتقلين والاسرى والمعاناة والتنكيل، من دون ان تنال من هذه المسيرة حملات التسويق التي سعى الاحتلال الى تعميمها في اوساط المجتمع الدولي، بان اسرائيل نفذت انسحابها من جنوب لبنان، تنفيذا للقرارين 425 و426 الصادرين عن الامم المتحدة في العام 1978!

} ما شاهده الجنوبيون قبل تسعة عشر عاما، يختصر حكاية }

ففي الوقت الذي كانت فيه حشود الجنوبيين تزحف نحو القرى والبلدات المحتلة، كان المستوطنون يتلقون التعليمات بوجوب الالتزام داخل الملاجىء، حتى تنجلي الصورة كاملة، اما من نصَّبه الاحتلال «قائدا» لميليشياتها ولـ«جمهورية» مسخ مسماة «دولة لبنان الحر»، فلم يجد في نهايته قبرا يلحده، لينتهى في مثل هذا اليوم، قبل تسعة عشر عاما، الفصل الاصعب من فصول الاحتلال، وبقيت مزارع شبعا والتلال الشرقية لبلدة كفرشوبا والقسم الشمالي لبلدة الغجر، بانتظار ملحمة جديدة للمقاومة، تعيد للارض طُهرها.

} التهديدات بالحرب الثالثة على لبنان متواصلة.. رغم «قوة الردع» المتآكلة! }

بعد تسعة عشر عاما على الهزيمة الاسرائيلية في جنوب لبنان، وما تلاها في العام 2006 من انكسارات عسكرية ما زال المجتمع الصهيوني منشغلا بها، فان التهديدات الصهيونية بشن الحرب الثالثة ضد لبنان لم تتوقف، وبقيت ماكينة الاحتلال تسوِّق لاستعدادات للدخول في الحرب، بالرغم من تزايد التقارير التي تحدثت عن عجز اسرائيلي في توجيه ضربة قاصمة لـ«حزب الله»، وذكر تقرير للقناة 13 العبرية، ان «الجيش الإسرائيلي» يؤمن بأنه أضاع فرصة خلال حرب لبنان الثانية التي وقعت في صيف العام 2006، وبأن قوات الجيش باتت أكثر استعدادا لمواجهة لبنان وحزب الله مرة أخرى، رغم وجود ثغرات أو إخفاقات عسكرية واضحة.

واشار التقرير الى انه تم وضع بنك أهداف محتمل للحرب الثالثة المقبلة، وهو ما يزيد عن ألفي هدف، لكن القناة العبرية أوضحت أن الجيش الإسرائيلي يخشى الدخول في حرب برية مع لبنان، وأن لدى حزب الله قدرات عسكرية كبيرة، زادت بأضعاف مقارنة بتلك القدرات إبان عام 2006، ونقلت عن لسان مسؤول الشكاوى السابق في الجيش الإسرائيلي، وهو برتبة جنرال قوله أن «اسرائيل لا يمكنها الدخول بأي حرب برية حقيقية، لانها ليست على استعداد تام لهذه الحرب، وربما في مسألة العقيدة القتالية الإسرائيلية أيضا، وفي قوة الردع التي باتت تتآكل».

صحيفة الديار

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة