الديار: المبادرة الفرنسية تتحرك: ماكرون يؤكد لعون المساعدة بالملف الحكومي.. واتصالات تشمل الحريري وقيادات .. المساعي تفشل في وقف التراشق الناري بين بعبدا وبيت الوسط فهل يقوم حزب الله بدور الاطفائي؟.. الجيش ينجح في لجم التدهور في طرابلس.. ولقاحان للجم كورونا في شباط
كتبت صحيفة "الديار" تقول : بقي التراشق الساخن بين الرئيسين عون والحريري واستتباعا بين تياري المستقبل والوطني الحر سيد الموقف في ظل ظل اجواء ملبدة لا تؤشر الى امكان احراز تقدم للمصالحة بين الطرفين بعد فشل كل المحاولات المحلية حتى الآن، وفي ظل غياب بروز اطفائي مؤثر يخمد النيران المستعرة بين بعبدا وبيت الوسط.
وكشفت مراجع مطلعة لـ "الديار" في هذا المجال امس عن ان الجهود المبذولة حتى الآن محليا تدور في حلقة مفرغة ، مشيرة الى ان بكركي لم تقدم على اي خطوة جديدة بعد تكرار نصائحها للطرفين من اجل تخفيف حدة الاحتقان واستئناف التواصل بينهما. كما ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المستمر في مسعاه، لم يتمكن حتى الآن من احداث خرق في جدار العلاقة المتوترة بين عون والحريري.
وقالت المراجع ان هناك حاجة لإطفائي محلي قادر ومؤثر للمبادرة الى الوساطة المباشرة بين بعبدا وبيت الوسط، لافتة ان مثل هذا الدور قادر على ان يؤديه حزب الله الذي ينظر بحذر الى ما جرى ويجري، خصوصا في ظل تفاقم السجال الحاد بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وفي ضوء ما جرى في طرابلس.
واشارت هذه المراجع الى ان بعد تحرك بكركي وتفويض اللواء ابراهيم بالتحرك لتبريد الاجواء، لم يصدر عن اوساط حزب الله اي اشارات جديدة توحي بدخوله المباشر على خط الوساطة بين بعبدا وبيت الوسط.
وفي ظل هذا المشهد وفشل المساعي الداخلية تتطلع الاوساط الى باريس وما يتوقع ان تقوم به خصوصا بعد اعلان الرئيس ماكرون نيته القيام بزيارة ثالثة للبنان بعد "التحقق من امور اساسية" لم يكشف النقاب عنها.
وفي هذا المجال، كشف مصدر لبناني مطلع لـ "الديار" امس ان اعادة تحريك المبادرة الفرنسية ما زالت في طور "المراقبة والمتابعة والجوجلة"، مشيرا الى ان كلام الرئيس ماكرون الاخير يعكس نظرته الى الازمة القائمة في لبنان والحاجة الى توسيع نطاق اتصالات باريس لتشمل استكمال التواصل مع الادارة الاميركية الجديدة بعد تواصله الاخير مع الرئيس بايدن واجراء اتصالات اخرى مع دول خليجية وفي مقدمها السعودية ، بالاضافة الى اتصالات قد تتمثل بمحاولات جس نبض طهران بطريقة او بأخرى.
واضاف المصدر ان ماكرون اكد مجددا في الدردشة الاعلامية اول من امس ان فرنسا لن تتخلى عن لبنان وان خريطة طريق مبادرتها ما تزال على الطاولة ، وهذا الموقف يعزز الاعتقاد بأن فرنسا عازمة على اجراء اتصالات وجوجلة مكثفة لتقويم الوضع تمهيدا لترتيب زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة للبنان وتأمين فرصة نجاح هذه الزيارة وتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي اشارة للبدء في استئناف تنشيط حركة باريس في
اطار مبادرتها، برز امس اتصال الرئيس ماكرون بالرئيس عون والتداول معه في الاوضاع الراهنة وما آل اليه مسار تشكيل الحكومة العتيدة.
ووفقا للبيان الرسمي الذي وزعته دوائر بعبدا، فإن الرئيس الفرنسي جدد للرئيس عون التأكيد على وقوف بلاده الى جانب لبنان في الظروف الراهنة التي يمر بها ومساعدته في مختلف المجالات، لا سيما في ما يتعلق بالملف الحكومي.
وشكر عون ماكرون على مواقفه الداعمة للبنان وحرصه على تعزيز العلاقات اللبنانية - الفرنسية وتطويرها في المجالات كافة، منوها خصوصا بالمبادرة الفرنسية المتعلقة بالمسألة الحكومية، ومجددا الترحيب بزيارة الرئيس ماكرون للبنان.
وقالت مصادر مطلعة للديار بعد الاتصال ان التحرك الفرنسي سيستعيد زخمه بعد ان تهيأ الاجواء المناسبة لزيارة ماكرون لتفادي حصول صدمة غير ايجابية ثانية كما حصل سابقا.
وعلمت الديار ايضا ان اتصالات ماكرون ستشمل مسؤولين لبنانيين آخرين، منهم الرئيس الحريري، بالاضافة الى بعض القيادات السياسية تمهيدا لتهيئة اجواء لزيارة ناجحة للرئيس الفرنسي.
وكان مصدر نيابي مطلع على الاجواء الفرنسية قد اوضح للديار قبل خبر الاتصال، انه ينتظر حصول اتصالات فرنسية مع المسؤولين اللبنانيين في اطار الجوجلة التي تقوم بها باريس لتهيئة الاجواء المناسبة لزيارة ماكرون، ولم تستبعد مصادر مطلعة ان يجري ماكرون اتصالات بمسؤولين لبنانيين آخرين، ومنهم الرئيس المكلف سعد الحريري. كما لم تستبعد قيام الموفد الخاص للرئيس الفرنسي بزيارة قريبة لبيروت.
وامس استمر التراشق بين المستقبل والتيار الوطني الحر. ودعا التيار في بيان هيئته السياسية الحريري الى "الاسراع في تشكيل حكومة بالاتفاق والشركة الكاملة مع رئيس الجمهورية".
وقال "ان الاعتبار الوطني يحتم ان يتوجه رئيس الحكومة المكلف فورا الى القصر الجمهوري، ويقلع عن سياسة التلهي برمي الاخرين بما هو غارق فيه من مآزق وتشابكات سياسية محلية واقليمية وانتظارات دولية ، متلطيا في خبايا جبهات واهمة".
واستغرب التيار منطق "تربيح الجميلة" بالحرص على حقوق المسيحيين من جانب الذين رفضوا الاعتراف بشرعية الممثل الاكبر للمسيحيين فعرقلوا انتخابه لسنتين ونصف السنة الى ان فرضت حاجتهم لرئاسة الحكومة ان يوافقوا على ترشيحه.
ورد تيار المستقبل ببيان شديد اللهجة قال فيه "ان اتهام تيار المستقبل باعتماد منطق تربيح الجميلة مردود للتيار الوطني الحر بعد ان تم اختصار حقوق المسيحيين، وبينها احزاب وقيادات وشخصيات لها حضورها التاريخي".
واضاف "لعله من المفيد تذكير اللبنانيين بالجهة التي اقتحمت بكركي في يوم من الايام ووجهت اكبر اهانة لرمز المسيحيين في لبنان".
وقال "اما دعوة الرئيس المكلف للتوجه فورا الى القصر الجمهوري، فكان على التيار الوطني الحر سؤال رئيسه السابق رئيس الجمهورية لماذا لا يوقع على التشكيلة الحكومية الموجودة في مكتبه منذ اكثر من خمسين يوما بدلا من احتجازها".
وختم "اننا في زمن العهد القوي جدا في التعطيل والعرقلة والتسلق فوق حقوق الطائفة للانقلاب على الطائف".
الوضع الطرابلسي والاحتجاجات
على صعيد آخر، تواصلات حركة الاحتجاجات امس في طرابلس وبعض المناطق بوتيرة تراجعية، لا سيما في ضوء الانتشار المكثف للجيش في المدينة والاجراءات الامنية المشددة التي اتخذت بعد احداث الخميس الماضي التي اشعلت المدينة.
وقطع المحتجون الطرقات واحرقوا الاطارات في بعض احياء طرابلس. كما نفذ عدد محدود من المحتجين وقفات واعتصامات امام منزل وزير الداخلية في قريطم ورياض الصلح ومناطق اخرى في البقاع والجنوب.
وترأس مدير العمليات في الجيش العميد الركن جان الشدياق اجتماعا امنيا موسعا في طرابلس جرى فيه عرض الاجراءات الامنية المتخذة في المدينة.
واكد على اهمية التنسيق الكامل للجهود وتبادل المعلومات بين المؤسسات الامنية ، مؤكدا ايضا على استعداد الجيش لتقديم المؤازرة الفورية لتلك المؤسسات عند الضرورة بهدف حماية السلم الاهلي في المدينة ومنع اعمال الشغب. وجدد رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب امس، خلال اتصال مع مفتي طرابلس الشيخ محمد امام، ان اعمال الشغب التي حصلت والاعتداءات على السراي والمحكمة الشرعية والبلدية هي اعتداء على الدولة ولن تمر دون محاسبة.
وشدد خلال اتصال برئيس البلدية رياض يمق على ان احدا لن يستطيع طمس تراث طرابلس، مشيرا الى انه طلب فتح تحقيق شفاف في ما حصل في المدينة.
من جهة اخرى، بقي عدد ضحايا كورونا مرتفعا امس واعلنت وزارة الصحة وفاة 61 شخصا. وتراجع عدد الاصابات الى 2631 حالة.
ومساء امس، غرد وزير الصحة حمد حسن معلنا موعد وصول لقاحين ضد كورونا فايزر في منتصف شباط واسترازينيكا في نهاية الشهر نفسه، وقال في تغريدته "بعد تأكيد فايزر على بدء تسليم اللقاح في منتصف شباط. منصة كوفاكس تبلغنا رسميا الآن وصول الشحنة الاولى للقاح استرازينيكا في الاسبوع الاخير من شباط. بالتعاون والالتزام نجتاز هذه المرحلة من تفشي الوباء بعون الله".
صحيفة الديار