هلال السلمان 
أدركت قيادة الاركان في جيش العدو ومن خلفها القيادة السياسية للكيان الصهيوني امس، أن العربدة الجوية الواسعة في سماء لبنان لم تعد متاحة كما في السابق، مع إطلاق المقاومة الاسلامية صاروخا مضادا للطائرات على طائرة تجسس صهيونية كانت تحلق على علو شاهق في سماء الساحل الجنوبي فوق منطقة الزهراني، وهو الصاروخ الثاني من نوعه الذي تطلقه المقاومة على طائرات العدو التجسسية التي تخرق السيادة اللبنانية، حيث سبق أن أطلقت صاروخا مماثلا العام الماضي على طائرة تجسس كانت تحلق فوق اقليم التفاح وأجبرتها على الانكفاء الى داخل فلسطين المحتلة، وجاء إطلاق الصاروخ امس بعد يومين فقط على تمكن مجاهدي المقاومة من اسقاط طائرة تجسسية معادية بالاسلحة المناسبة، عندما خرقت الحدود الدولية شرق بلدة بليدا في قضاء مرجعيون . 
وكان هذا القرار، "بتفعيل منظومة الدفاع الجوي لدى المقاومة"، قد اتخذ بعد العدوان الصهيوني الفاضح على حي معوض في الضاحية الجنوبية لبيروت بطائرتين مسيرتين مفخختين بمتفجرات عام 2019، حيث كشف عنه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، مؤكدا حينها ان "خيار التصدي للطائرات المسيرة في سماء لبنان قد اتخذ من قبل قيادة المقاومة" . 
مصادر مطلعة تؤكد في حديث لموقع "المحور الاخباري"، أن "اطلاق الصاروخ على المسيّرة المعادية امس يشكل بداية مرحلة جديدة في سياق تصدي المقاومة لخروقات العدو، ووضع حد لخروقاته الجوية على لبنان"،وترى أن "هذا الخيار بات ضروريا بعد تمادي العدو في خروقاته للسيادة اللبنانية، في خرق لجميع القرارات الدولية ومنها القرار 1701 دون ان يكون هناك اي نتائج للتحركات الدبلوماسية لردع العدو عن انتهاكاته "،وتضيف المصادر ان "المعادلة الجديدة ستكبل الحركة الجوية الاسرائيلية في سماء لبنان، وستجبر العدو على تقييد عمل طائراته التجسسية وسيعمل على اطلاقها بمديات مرتفعة جدا ما يمنعها من تحقيق نتائج استطلاعية كما كان يحصل في السابق " .
وتختم المصادر ان "اطلاق الصاروخ من قبل المقاومة على المسيرة الاسرائيلية، يشير الى انتقال المقاومة من مرحلة الصبر الاستراتيجي، الى مرحلة الرد الاستراتيجي"، الذي يبدو انه سيطبع المرحلة المقبلة من المواجهة بين محور المقاومة والكيان الصهيوني .