عقد لقاء علمائي تشاوري بعنوان "لبنان لن يكون محايدا ما دامت أرضنا محتلة"، شارك فيه علماء دين من: "حركة التوحيد الإسلامي"، مجلس علماء فلسطين في لبنان، "الهيئة السنية لنصرة المقاومة"، جمعية "نور اليقين"، "الهيئة الإسلامية الفلسطينية"، جمعية "ألفة"، جمعية "بدر الكبرى"، و"حركة الأمة"، في مجمع كلية الدعوة الإسلامية في بيروت، عرضت خلاله، بحسب بيان، "التطورات المحلية والإقليمية والدولية، وموقف العلماء ودورهم في هذه المرحلة المهمة والخطيرة التي يمر بها الوطن والأمة، ولجبه التحديات التي يفرضها التحالف الأميركي - الغربي - الصهيوني مع الجاهلية العربية، وخصوصا حقها في مقاومة الأطماع الصهيونية وتحرير كل أرض محتلة، وعلى رأسها مهد عيسى ومسرى رسول الله محمد".
وخلص المجتمعون إلى "التأكيد ان لبنان لن يكون محايدا ما دامت أرضنا محتلة، فالكيان العبري لم يتخل في يوم من الأيام عن عدوانيته ومشاريعه وأطماعه في لبنان، وخيراته ومياهه وثروته النفطية، ووقائع يوميات العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ اغتصاب فلسيطن عام 1948 تؤكد ذلك".
واعتبروا أن "طرح قضية "تدويل الأزمة اللبنانية"، والمناداة بـ"حياد لبنان"، هما مخالفة صريحة للأسس التي قام عليها لبنان، كما أن طرحهما لا يمكن أن يحقق للبنان الهدوء والاستقرار، ولنا في تجارب الحرب الأهلية مثال ساطع حين توافد إلى بلدنا المندوبون الدوليون، وكان أقصى ما قدموه من خدمة، محاولة الموفد الأميركي دين براون، تهجير شركائنا في الوطن، للقضاء على أهم صيغة تعايش إنساني في هذا الشرق، مع أن جمال شرقنا العربي عموما، واللبناني خصوصا، إنما هو بتنوعه القومي والعرقي والمذهبي، وهذا غاية رسالات السماء".
ورأوا ان "الوجه الآخر لدعوة التدويل والحياد هو استهداف للمقاومة بكل أطيافها، والتي جاءت بنصر كبير للبنان والعرب، وغير مسبوق في تاريخ الصراع العربي - "الصهيوني"، وفرضت توازنا للرعب، وحرمت العدو ممارسة غطرسته وعدوانيته على لبنان، كما كان يحصل بشكل شبه يومي منذ العام 1948 حتى شهر أيار من العام 2000".
وذكروا بأن "العدو لم ينفذ أي قرار دولي منذ اغتصابه فلسطين، والذي فرض عليه تنفيذ القرار 425 الانسحاب من الأراضي اللبنانية من دون قيد أو شرط هي بطولات وتضحيات المقاومين، الذي حققوا الانتصار الكبير في أيار 2000".
ولفتوا الى أن "الحياد في مجرى الصراع المحتدم في المنطقة، سواء مع العدو الصهيوني أو مع مجموعات الغلو المصطنعة، والغريبة عن ديننا ومجتمعاتنا، هو في أحد أشكاله وقوف مع الإرهاب، الذي أكدت الوقائع أنه يستخدم لاستهداف لبنان ونسيجه الوطني والديني، والمقاومة قامت وتقوم بدورها الوطني في هذا المجال، ولعل ما حصل في معلولا السورية خير مثال على ذلك، وعلى أهمية سلاح المقاومة ودوره الوطني والقومي والإنساني".
وأكدوا أن "الدعوة إلى الحياد والتدويل ونزع سلاح المقاومة لن يكون ما دامت هناك أراض محتلة، وفي مقدمها القدس وبيت لحم والجولان، لأن التجربة الواضحة والعملية تؤكد أن العدو لن يتخلى عن شبر احتله إلا بفضل سواعد المقاومين".
ودعوا "البطاركة والمفتين ورجال وعلماء الدين الى ان يكونوا في الصف الأول في مقاومة المحتلين لأرضنا، والدفاع عن المستضعفين، فموقعنا الحقيقي خلف الرسل والأنبياء، وليس خدمة الطغاة والمحتلين والأشقياء، وفي ذلك يقول سيدنا عيسى "من ليس له سيف فليبع ثوبه وليشتر سيفا".
ولاحظوا ان "الأزمة التي يعانيها لبنان اليوم اقتصاديا، وماليا، ومعيشيا، وسياسيا، سببها النظام اللبناني الطائفي الفاسد، وسياسة الهدر ونهب المال العام، والسياسة المصرفية المشبوهة، لذلك لا يجوز للمراجع الدينية التغطية على الفاسدين من أبناء طوائفها، ولا بد من رفع الحصانات عن كل من تسلم المسؤولية وأوصل البلد إلى هذا الدرك، أيا كان دينه أو مذهبه أو حزبه".
وسأل العلماء: "كيف يمكن لبنان أن يكون على الحياد وطائرات العدو الإسرائيلي تستبيح بشكل شبه يومي سماءنا، بل أكثر من ذلك، جعلتها منصة للاعتداء السافر على دولة عربية شقيقة، هي سوريا".
رصد المحور