قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، إنّ "الوضع اللبناني صعب ومعقّد جداً ووصل إلى مرحلة خطرة".واعتبر الشيخ قاسم في مقابلة مع الميادين، ضمن برنامج "لعبة الأمم" ان المطلوب سعوديا، لا يستطيع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحمله وهو مواجهة حزب الله، ورأى أنّه "لا أحد يستطيع الدفاع عن الوضع الحالي بل من حقّ الجميع القول إننا في مأساة يجب الخروج منها"، قائلاً: "بكل صراحة إذا اتّفق رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس الحكومة المُكلَّف سعد الحريري تؤلَّف الحكومة فوراً".
نائب الأمين العام لحزب الله أشار إلى أنه "في اعتقادنا أنّ المشكلة في أساسها داخلية وأيّ عوامل داخلية أو خارجية هي عوامل ثانوية أمام اتّفاق الرئيسين"، مشدداً على أنه "لا نرى أي مبرر لتأخير الاتّفاق الذي يتطلّب تنازلات متبادلة، وهذه التنازلات ممكنة ولا تمسّ بالجوهر".
وأكد الشيخ قاسم أنّ "المطلوب تقديم تنازلات لا تخلّ أبداً بأي تركيبة حكومية ولا بصلاحية أيّ من الرئيسين"، لافتاً إلى أن "حزب الله طرح علناً من خلال سماحة الأمين العامّ مخرجاً وحلاً فيهما تنازلات متبادلة".
ورأى الشيخ قاسم أنّ "المخرج الحكومي بأن يحرّك رئيس الحكومة مسألة عدد الوزراء ويقبل رئيس الجمهورية عدم وجود الثلث المعطّل"، مضيفاً أنه "لا يبدو أنّ هناك حلاً في الأفق لا داخلياً ولا خارجياً إلا إذا اتّفق الرئيسان عون والحريري".
الشيخ قاسم أوضح أنه "في السابق نقلنا وجهات نظر بين عون والحريري لنرى إمكانية التعديل في الموقف لكن وجدنا إصراراً على الثبات على المواقف"، مضيفاً أنه "إذا استجاب الرئيس عون والرئيس الحريري أو تداولا ووجدا أنّ تدخلنا يساعد على حلحلة بعض الأمور فنحن جاهزون".
وتابع قائلاً: "إذا لم يكن هناك موافقة على أيّ زحزحة وعلى أيّ حلّ فمعنى ذلك أنّ قدرة حزب الله على التدخل معدومة"، مشدداً على أنّ حزب الله "لا يتفرج على الفشل في تأليف الحكومة بدليل المساعي التي جرت والطرح العلني".
الشيخ قاسم نوّه إلى أن "حزب الله لا يستطيع الضغط على عون والحريري لأنّ كل طرف منهما له قناعاته وقراراته" قائلاً: "نحن لسنا مسؤولين عن أحد ولا نستطيع أن نمارس ضغطاً على أحد ولا نقبل أن نكون في هذا الموقع".
ولفت نائب الأمين العام لحزب الله إلى "أننا ننتظر أن تحدث حلحلة معينة ومن البداية كنّا مسهّلين لتأليف الحكومة ولم نكن عقبة"، مشدداً على أنه "من اللحظة الأولى كلّ الدنيا تعرف أنّ حزب الله كان متساهلاً في تأليف الحكومة وليس لنا مطالب خاصة".
وأضاف الشيخ قاسم "نحن جزء من حلحلة المشهد الحكومي لكنّ هذا يتطلّب التجاوب من المعنيين".
ورأى الشيخ قاسم أنّ "الحريري لم يصدّق أنه أصبح رئيس حكومة، والصلاحيات معه حتى لو لم تتشكل الحكومة إلى آخر العهد، بالتالي أنا لا أعتقد أنه سيعتذر"، مشدداً على أنه "نحن لا نطلب أن يعتذر الحريري ونحن رحّبنا بمجيئه وأن يشكّل هو الحكومة هذا أمر مفيد للبنان"
وتابع: "نحن لا نيّة لنا بالدخول إلى بيئات أخرى ومساعدتها معيشياً إلا إذا طلبت ذلك لأنّه يمكن لبعض الموتورين افتعال مشاكل".
وفيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية، قال الشيخ قاسم إنّ "هذه الأزمة تداخلت فيها عوامل متعددة أولها الاقتصاد الريعي"، معتبراً أنّ "الفساد المستشري على مستوى المسؤولين أدّى إلى هدر الكثير من الأموال وتعطيل الكثير من المشاريع".
ورأى الشيخ قاسم أنه "لم تكن هناك أولويات تنفع الناس وهذه مسؤولية الحكومات المتعاقبة". كما ذكر أنّ الضغوط الأميركية من خلال العقوبات والشروط المختلفة التي تفرضها على لبنان "واحدة من أزمات لبنان".
وتابع: "لا ننسى أنّ إرغام لبنان على أن إبقاء النازحين السوريين لديه واحدة من المشاكل الاقتصادية الكبيرة جداً"، لافتاً إلى أنّ "مليون ونصف مليون نازح يستطيعون العودة إلى سوريا تمنعهم الأمم المتحدة والاتّحاد الأوروبي وأميركا".
الشيخ قاسم شرح أنّ "مسألة النازحين السوريين والضغط الدولي لهما تأثير في الوضع الاقتصادي"، مشدداً على أنّ "طريق الحل في البلد للأزمة الاقتصادية الاجتماعية يبدأ بالخطوة الأولى وهي تأليف الحكومة".
وأضاف الشيخ قاسم أنه "ما لم تُؤلَّف الحكومة فكل حلول الدنيا لن تنفع لأنّ الحكومة هي التي يجب أن تضع برنامجاً إصلاحياً وإنقاذيا"، مشيراً إلى أنّ أميركا من المؤثرات في الوضع الاقتصادي على نحو كبير "لكن بإمكاننا التصدي لضغطها إذا ألّفنا حكومة".
نائب الأمين العام لحزب الله علق على مجيء الوزير القطري إلى بيروت بالقول إنّ "لا علاقة له بتأليف الحكومة ولم يتواصل مع حزب الله".
وقال الشيخ قاسم إنه "ليس هناك إثبات حقيقي أنّ هناك شروطاً إقليمية أو دولية تُعيق تأليف الحكومة"، متسائلاً "هل سترضى السعودية في يوم من الأيام عن حزب الله؟ لا لن ترضى".
قناة الميادين