قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، في تقرير لجورج مالبرينو، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، استبق اتفاقا بين واشنطن وطهران، ليؤيد محادثات سرية في العراق مع إيران. واعتبر الكاتب أن ولي العهد السعودي الذي وصفه بـ“العنيد” أدرك أن اتجاه الرياح تغير في الشرق الأوسط، وها هو يريد “علاقة جيدة” مع أكبر خصم للسعودية في الشرق الأوسط. فمنذ انتخاب جو بايدن في واشنطن، لم يعد الوقت مناسباً للمواجهة مع طهران، ولكن مفاوضات فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 أدت إلى انفراج مع طهران، يرغب فيه ساكن البيت الأبيض الجديد. وأعلن محمد بن سلمان، مساء الثلاثاء، في مقابلة مطولة مع صحافي سعودي في محطة تلفزيونية سعودية أن “إيران دولة مجاورة وكل ما نتمناه هو (أن تكون لدينا) علاقة جيدة ومميزة. لا نريد مشاكل مع إيران. على العكس من ذلك، نريد أن تنمو إيران…. وتقود المنطقة إلى الازدهار”. في المقابل، أكد الكاتب أنه لم يتغير شيء في سلوك طهران أو حلفائها في الشرق الأوسط، وهذا ما ظهر يوم الثلاثاء من خلال إطلاق طائرات مسيرة جديدة على قاعدة عسكرية في جنوب المملكة من قبل الحوثيين في اليمن، حلفاء إيران في شبه الجزيرة العربية. ومع ذلك “فقد تغير المشهد بالفعل وراء الكواليس”، حسب الكاتب. وأشار إلى أنه في آذار الماضي، عُقدت محادثات سرية إيرانية- سعودية في بغداد. ومع أن الرياض وطهران نفتا ذلك، لكن مسؤولا عراقيا أكد لـ“لوفيغارو” وجود هذه المحادثات، قائلا: “السعوديون هم من أرادوا هذه اللقاءات.اقترحوا باكستان لكن إيران رفضت. وعندما اقترحت السعودية العراق قبلت طهران لأن لها نفوذا حقيقيا هناك”. واعتبر أن هذه الاتصالات السرية السعودية- الإيرانية في بغداد، تحظى بدعم الولايات المتحدة، وكاذلك الصين، الشريك التجاري الرئيسي لإيران والسعودية. ويشرح المسؤول العراقي في بغداد قائلاً: “السعوديون يقولون إن جميع أوجه التقدم في المنطقة – بما في ذلك طرق الحرير الصينية – لا يمكن أن تنجح إذا لم يتم التقارب بين الخصمين في الخليج”. وأيضا، ثمة حافز آخر للرياض، هو رفع العقوبات عن إيران بعد الاتفاق النووي بين الإيرانيين والأمريكيين في فيينا.
لوفيغارو