قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في كلمة بحفل تكليف في مدارس الإمام المهدي(عج)،
إن الشعب اللبناني يعيش معاناة مرة وآلام كثيرة بسبب الوضع الاقتصادي والسياسي والمالي والاجتماعي، وبسبب الفساد المستشري وما تراكم من الحكومات السابقة من الأداء للمسؤولين الذي لم يكن يراعي أبسط القواعد التي لها علاقة ببناء الوطن. وإلى الآن نحن نعاني من تدهور يومي بشكل لا يطاق، والناس تقف طوابير من أجل بعض ليترات من البنزين، ولا ترى الدواء في محله ولا سعره، ولا تحصل على حليب الأطفال، وكل هذه المعاناة الموجودة يتحمل مسؤوليتها المسؤولون الذين يجب أن يبادروا ويسارعوا إلى حسن إدارة البلد وإلى تشكيل وتأليف الحكومة لأنه من دون وجود حكومة لا حلول في هذا البلد، والحكومة مدخل ضروري وطبيعي وأسياسي وإلزامي من أجل أن تبدأ عجلة الإصلاح التي نريدها مقدمة لإنهاء هذه المأساة والمعاناة الكثيرة التي عبَّر عنها اليوم بشكل معين الاتحاد العمالي العالم ونحن نؤيد هذا التعبير وهو بالحد الأدنى، ولكن لو تُرك للناس لاستطاعوا أن يعبِّروا التعبير الحقيقي لسمعنا الصراخات تنطلق من كل مكان.
اضاف سماحته حرام أن يبقى البلد بهذه الصورة، إذًا ما هو الحل؟ الحل هو بتشكيل حكومة، ما الذي يشكل الحكومة؟ بحسب الدستور يصدر مرسوم تشكيل الحكومة بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، يجب أن يتفقا، لأن كل المقدمات حصلت، تم اختيار رئيس مكلف من قبل النواب، يوجد رئيس للجمهورية في البلد، إذًا بحسب الدستور الاتفاق بين الرئيسين ينجز الحكومة، كيف يتم الاتفاق؟ لا بدَّ من حوار مباشر بينهما أو حوار غير مباشر للوصول إلى قواعد مشتركة والاتفاق على الأسماء ولإصدار مرسوم الحكومة، للأسف لا توجد آلية في الدستور تتحدث عن كيفية التصرف عند عدم الاتفاق، إذًا أصبحنا ضمن دائرة واحدة اسمها الاتفاق، وكي تتشكل الحكومة بالاتفاق لا بدَّ من قناعة الرئيسين، وهذا يعني أن كل واحد منهما له تصور وله قناعات شخصية لها علاقة بتقديره حول طبيعة الحكومة المناسبة، إذًا إذا اختلف الطرفان لا بد من وجود تنازلات وتعزيز القواسم المشتركة ومحاولة كل واحد منهما أن يستجيب لمطلب الآخر بما يتناسب مع حدود الاتفاق، بغير هذه الطريقة لا يمكن أن تتشكل الحكومة، إذًا الاتفاق مطلوب ، وبكل وضوح أقول : ما نسمعه من خلافات حول التشكيل لا علاقة له لا بموقع رئاسة الجمهورية ولا رئاسة الحكومة، ولا علاقة له بموقع الطائفة وصلاحيات الموقع، ولا علاقة له بمستقبل هذه الطائفة أو تلك الطائفة، كل الإشكالات قابلة للحل، ولكن تحتاج إلى بعض المرونة، وأعتقد أن الوطن والناس يستحقون بأن يكون هناك تنازل عن بعض الأمور التي لا تمس على الإطلاق لا بالصلاحيات ولا بالطائفة ولا بالمواقع، نحن ندعو إلى الاسراع بتشكيل الحكومة وتقديم التنازلات المتبادلة وإلا عدم الاتفاق لا ندري إلى أين سيذهب البلد.
وتابع الشيخ قاسم نحن نسمع بعض الأحيان من يقول: أين حزب الله من التأليف؟ حزب الله في موقع الضغط والتشجيع والترغيب لحصول الاتفاق، أكثر من هذا ماذا يفعل؟ ليس لنا صلاحيات دستورية إلا أن نكون جزءًا من أجزاء الجمع والتوافق والتعاون، وبغير ذلك لا نملك لا صلاحيات ولا نملك قدرة على أن ننجز أمرًا موجود في الدستور كصلاحية للرئيسين، نعم نحن نشجع على التشكيل والتأليف، ونشجع على التنازلات، وسنستمر في المشاركة في المبادرات الإيجابية، شاركنا في مبادرة الرئيس بري، وسنشارك في الدعوة الإيجابية من أجل التلاقي وإلى كل ما يؤدي إلى الاتفاق والتفاهم، لا يجوز أبدًا أن نقطع الطريق أو أن نمنع التواصل والتلاقي بين الرئيسين لأن هذا هو الحل الحقيقي، البعض يعتبر أن حزب الله يستطيع أن يفعل ما يشاء، لا، نحن ملتزمون بالقانون، وملتزمون بضوابط الدولة، إذا كنتم ترونا أقوياء نحن نستخدم قوتنا في محلها الصحيح، أقوياء على إسرائيل، أقوياء للعمل من أجل مصلحة الناس، أقوياء بالخدمة الاجتماعية عندما نستطيع، أقوياء في تأليف القلوب بدل وضع الأسافين، أقوياء في أن نشجع على إقامة الحكومة لأنها هي المدخل الطبيعي، ولكن نحن لا نملك لا قوة إلزام ولا نؤمن بأن يكون هناك فوضى وأعمال غير دستورية لأننا لا يمكن أن نصل إلى نتيجة بهذه الطريقة.
وقال نائب الامين العام لحزب الله : أسمع بعض الأحيان أن الناس يحملوننا المسؤولية، تارة مسؤولية التفاهم مع التيار الوطني الحر، وأخرى لها علاقة ببناء الدولة، فليأتِ أي واحد منهم بدليل واحد على أننا قصّرنا في مكان من الأمكنة، ما علينا نقوم به، وعلى الآخرين أن يقوموا بما عليهم، ولا نكون جيدين إذا كنا على آراء الآخرين ويضعون علامات استفهام إذا كنا ضد آرائهم في بعض الأحيان، نحن لنا رؤيتنا في مصلحة البلد ونعمل بكل ما أوتينا من قوة لهذه المصلحة، سنكون دائمًا سند لتفاهم الرئيسين وندعوهما إلى الإسراع لأن البلد لم يعد يتحمل، ونحن معهما في التفاهم والاتفاق.
العلاقات الاعلامية