نفذ الاتحاد العمالي العام اليوم وقفة أمام مقره على طريق نهر بيروت ضمن فعاليات الاضراب والتحركات التي دعا اليها اليوم، في حضور رئيس الاتحاد الدكتور بشارة الأسمر وممثلين عن النقابات والاتحادات.
وتحدث باسم هيئة التنسيق النقابية رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي
نزيه الجباوي ذكر في مستهلها بالوقفة التي حصلت في 26 أيار الماضي "ورفعنا الصوت وكررنا المطالب وتوسّلنا المسؤولين والسياسيين والقائمين على السلطة السياسية التي تحجز آمال اللبنانيين وتطلعاتهم في عيش كريم يحفظ كرامتهم وحقوقهم وصحتهم ومصدر رزقهم، ولكن يا للأسف! هل سنقول وا معتصماه.. هل من منقذاه؟. صمت الآذان وخرست الألسن، ولا من يسمع أو يرى أو ينطق بالحل السحري لتشكيل الحكومة ونحن وصلنا إلى قعر الانهيار".
وتوجه الى السياسيين: أيعجبكم مشاهد الذل وطوابير السيارات أمام محطات المحروقات؟
أيعجبكم عدم توفر الأدوية في الصيدليات ؟ أيعجبكم رفض المستشفيات استقبال المرضى إلا بالملايين العشرين كتأمين أولي؟ أيعجبكم توسل المواد المدعومة في التعاونيات؟
كل هذه المصائب والمشاكل.... ألا تستدعي منكم وقفة ضمير وإنسانية!.إلى أين أنتم ذاهبون بمصير البلد وأنتم تتصارعون على جنس الملائكة، إذا لم تبادروا وتتنازلوا فالعصيان المدني سيكون ملاذنا وطريقنا وبات قاب قوسين أو أدنى.
إذا كنتم تنشدون الحكم والسلطة، حافظوا على الوطن وعلى شعبكم وعلى الكفاءات التي تتقاطر إلى السفارات، بالأمس سمعنا عن هجرة الأطباء واليوم نعلمكم عن هجرة الأساتذة والمعلمين الذين أصبحوا بالآلاف ونبشركم بأنه لن يكون هناك عام دراسي قادم في ظل هذه المآسي والمصاعب. نعم، لأنه بهكذا رواتب وتقديمات لا يمكننا الاستمرار فالكل يسعى لأن يعيش بكرامته التي افتقدها على أعتاب سياساتكم الفاشلة".
أضاف:"آلينا على انفسنا إنهاء العام الدراسي الحالي وإجراء الامتحانات المدرسية والرسميّة، رأفة بطلابنا وبمستقبلهم، لأنناأاصحاب ضمير ولدينا حس المسؤولية الإنسانية والأخلاقية، عسى أن نوفق بإجرائها في ظل عدم توافر مادة البنزين للأساتذة وعلى وزارة التربية السعي في حل هذه المشكلة. ولكن! لا تنتظروا منا ... لأنه ليس بمقدورنا في العام الدراسي القادم، ومواقفنا سوف نعبر عنها في وقتها.
وإلى الدولار..... مصدر العلة والمصيبة التي حلّت بنا، والتي كان حاكم المصرف يطمئننا في كل مرة ويعيدها في كل محطة " أن لا خوف على الليرة" اليوم وصل الدولار لا بل تخطى قيمة الـ 15000 ليرة لبنانية". ارتفاع سعر صرف الدولار ليس إقتصاديا بل سياسيا واستغلاليا في ظل سياسة مالية معقدة فاشلة متآمرة".
وتابع :"منذ اليوم الأول قلناها في هيئة التنسيق النقابية، إنه الثالوث غير المقدس: مصرف لبنان وجمعية المصارف ومحلات الصيرفة. تلك هي الطغمة المالية خصمنا وخصم وطننا، ما بالكم بعض المصارف تحجز أموال الأساتذة المتعاقدين التي حولت لهم بالأمس بحجة أنهم غير موظفين!". ما هذا الصلف وهذا التمادي في التعدي على حقوق الناس؟
ألم يكفيكم حجز أموال المودعين، وتهريب الأموال إلى الخارج وعدم تنفيذ قانون الدولار الطالبي...! فلنتوجه جميعا إلى هناك حيث لب المشكلة إلى مصرف لبنان.... إلى جمعيّة المصارف.. كفى تلاعبا بمصير الناس، بلقمة عيشهم، بصحتهم، بكرامتهم. موعدنا الأسبوع القادم سيكون هناك هيئة التنسيق النقابية والاتحاد العمالي العام العصب النقابي المتحرك".
وختم الجباوي:"دعوا خلافاتكم ومصالحكم جانبا ولنلتف جميعا حول قضية تجمعنا ولا نختلف عليها. لبنان بأمانة شعبه وناسه وليس غيرهم من يحميه".
الأسمر
ثم تحدث الاسمر، فقال:""يجب علينا ان ندافع عن لبنان واللبنانيين، هناك محاولة لتهجيرنا من البلد وما نراه انهيار كل المنظومات الصحية والتربوية والاقتصادية والمستشفيات واصبح الحد الادنى للاجور اقل من 30 دولار، ما نراه اليوم محاولة اغتيال للشعب اللبناني ودعوته للهجرة".
اضاف: "يجب التصدي من أجل الحفاظ على ما تبقى من لبنان وكل فئات الشعب، وهذا لا يتحقق الا من خلال حكومة انقاذ تمهد لاستقرار سياسي وتمهد للمعالجات الاقتصادية وما عدا ذلك ضرب من المحال".
واشار الى ان الاتحاد العمالي العام "يتحرك تحت عنوان واحد هو الحفاظ على ما تبقى من لبنان عبر تأليف حكومة انقاذ والحفاظ على المؤسسات كمرفأ بيروت الذي يتداعى ومصالح المياه واوجيرو والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي".
وقال: "توقفوا ايها الساسة عن التراشق والاتهامات والمحاصصة وبادروا الى حكومة انقاذ"، معتبرا ان الاتحاد العمالي هو "القوة الوحيدة الجامعة في لبنان من دون اي تحيز".
وتابع الاسمر:"نزل البعض الى الشارع وقطعت الطرقات ودمرت المؤسسات والاملاك الخاصة والعامة، بينما الاتحاد العمالي العام يتصرف بصورة حضارية، واليوم قطعت بعض الطرق من قبل بعض المحتجين الذين يموتون كل يوم".
اضاف:"انتم تقتلون الاجيال وهناك 250 الف خريج جامعي لا يجدون عملا، ان ما يحصل كارثة. والاتحاد العمالي حريص على كل عامل بمن فيهم المياومون".
وانتقد فقدان الدواء والمحروقات مع إصرار البعض على الصراع وتراشق التهم في حين ان الخطط الاقتصادية غير موجودة مع رفع مقنع للدعم مقابل لا شيء"، سائلا:أين هي البطاقة التمويلية التي وعدتم بها؟
ورأى ان ما يحصل "يخرج عن نطاق العقل، متوجها للسياسيين بالقول: "توقفوا عن تنفيذ سياسة القتل في حق الشعب وبادروا الى تقديم الحكومة الانقاذية، فالشعب اللبناني الذي صدر الحرف الى الخارج اصبح يلهث خلف لقمة العيش واذا لم يتوقف وراء لقمة عيشه، وان لم تبادروا لتشكيل حكومة انقاذ فإن الفوضى ستكون عارمة".
وتوجه بالشكر الى من هم في الحكم ودعموا الاتحاد العمالي العام، معتبرا "ان شعب الاتحاد يجتمع مع مناصري الاحزاب حول لقمة العيش والاتحاد استطاع جمع الموالين والمعارضين"، داعيا الى "عدم تحميل الاتحاد المسؤولية، فمن لا يريد هذه السلطة فليغيرها في صناديق الاقتراع، ونحن رأينا كيف تنتج نفس السلطة في الانتخابات".
وقال: "راهنوا على الحوار وليس على تخوين الاخر وعلى عقد اجتماعي جديد وليس على الشعارات خصوصا مع اصحاب العمل والهيئات الاقتصادية، وعندما يفشل الحوار نرفع السقف اكثر فاكثر".
وشدد على ان "التخوين لا يفيد بشيء لانه يؤدي الى الشارع والفوضى والسرقة والقتل"،
وقال: تعالوا وتحاوروا مع الاتحاد العمالي مع عقد اجتماعي جديد الى جانب تقديم التنازلات لمصلحة استمرار الاجهزة الامنية التي تئن والى الدواء ولقمة العيش وليس من خلال اتهام الاتحاد العمالي العام بأنه مطية للسياسيين وهو لم يقطع طرق ولم يعتد على الاملاك العامة والخاصة بل هو موجود مع الشعب والعمال والموظفين والفقراء والاسر الاكثر فقرا".
وختم:"أوقفوا قتل اللبنانيين، والسياسيين بتصرفاتهم يساهمون بقتل وتهجير الشعب، بأكمله وفي حال لم تشكل حكومة انقاذ سريعا، فاننا بذلك نقتل الشعب اكثر فاكثر".
رصد المحور