*مصطفى قطبي
(إدارة موقع المحور : المقالة تعبر عن رأي الكاتب)
لقد نشأت حركة الأخوان المسلون في معظم الدول العربية في فترة الاستعمار، الذي فرض سيطرته على الوطن العربي خلال الانتداب البريطاني والفرنسي عليه، ولا شكّ أنّ اللّعب الغربي الإسرائيلي فيما يُسمّى بالرّبيع العربي قد دفع أبناء هذا التّنظيم إلى الواجهة، وهذا لم يجر كنتاج لفعل نضاليّ، أو كاستجابة جماهيريّة عميقة، عارفة ما تريد، بل جُلّ التّعاطف الذي كان في البداية مع هؤلاء صدر عن عواطف دينيّة انفعاليّة، ساذجَة، في منطقة يغلب التديّن على سكّانها، أو كما عبّر عن ذلك أهلنا في مصر بطريقتهم الشعبيّة ذات الدّلالة، فقالوا في البداية " دول بْتوع ربّنا"، والدّليل على أنّ هذه الرؤية لم تكن عميقة بالقدر الكافي ذلك التّصدي الجماهيري الذي واجهه حراك الأخوان في كلّ من تونس، ومصر، والذي كانت بداياته قد لُمِست في تركيا.
ومنذ أن عمد حسن البنا إلى تأسيس جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر العام 1928، والمجتمعات العربية لم تعرف الاستقرار، ونحن هنا لا نقصد أن ذلك الفعل كان يمثل لوحده المدعاة الأولى للحالة سابقة الذكر، وإنما نريد تثبيت حقيقة باتت راسخة، ومفادها أن النهج الذي اعتمدته تلك الجماعة كان قد أدى إلى حال من الانقسام شهدته تلك المجتمعات في مواجهة الاستحقاقات التي مرت بها، مثل نكبة فلسطين 1948، وكذا النظرة العربية لطريق النهوض الذي يجب أن تسلكه الأنظمة والمجتمعات على حد سواء، وصولاً إلى النظرة التي يجب أن يبتنيها كلا الاثنين، أي الأنظمة والمجتمعات، تجاه العلاقة مع الآخر الذي يمثله هنا دول الخارج التي هي في جزء منها، بالضرورة، لا تعتنق الإسلام أو لا تدين به. فالجماعات الأخوانية في دول العالم، استنسخت الإيديولوجيا التي وضعها البنا في مصر، وهي باختصار تقوم على العنف والتكفير والإقصاء وإلغاء الآخر. وإذا كان الاعتراف سيد الأدلة، فإن اعترافات قيادات سابقة في تنظيم "الإخوان المسلمين" تكشف حقيقة هذا التنظيم وأن الإرهاب منهجه الأساسي.
وطبقاً لموقع "اليوم السابع" المصري أوضح المتزعم السابق في التنظيم الأخواني، "إبراهيم ربيع" "أن الأجنحة التي يقوم عليها التنظيم الأخواني هي الجناح الدعوي للاستقطاب والتجنيد، والجناح الاقتصادي لتلقي التمويل وإعادة استثمار أموال التنظيم، والجناح الإعلامي لترويج الشائعات ونشر الأكاذيب، والجناح المسلح يقوم بتصفية من يشكل وجوده تعطيلاً لمخطط التنظيم". وأضاف: إن أركان العقيدة التنظيمية الإخوانية هي "الاستباحة ممثلة في الدم والمال والعرض والمحرمات، أما الركن الثاني، فهو الاستغلال ممثلاً في الدين والدماء، والركن الثالث، الانتهازية، والركن الرابع، الكذب وتزوير الحقائق ونشر الشائعات وخداع الناس". وأكد "ربيع" بأن الدين بالنسبة لتنظيم "الإخوان" شعار وستار وسلطة معنوية، ومدخل نفسي وشعوري إلى الجماهير، وأن الهدف الإستراتيجي للتنظيم الإخواني هو تحقيق "الخلافة الإخوانية" ولكي يتم تحقيق الهدف يجب وفق عقيدتهم التنظيمية القيام بالمباح والمحرم." وبدوره اعترف "طارق البشبيشي" القيادي السابق بالتنظيم "أن العنف مترسخ في أدبيات التنظيم"، وقال: "تمثل جماعة الإخوان العباءة الكبرى التي خرجت من تحتها كل جماعات العنف والإرهاب خلال ما يقرب من الـ 100 عام الماضية".
إن استذكار التاريخ ليس ترفاً ولا جلداً للذات لكنه ضرورة قصوى لاستقراء المستقبل، فمنذ وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى السلطة في أنقرة العام 2002، برز "المشروع الإخواني" في تركيا بوضوح معتداً بدعم أمريكي جاء كنتيجة لتحالف سري يبدو أنه تبلور مع وصول باراك أوباما إلى السلطة في واشنطن العام 2009، والراجح هو أن ذلك التحالف كان أحد القواعد التي ارتكز عليها الزلزال الذي ضرب المنطقة العربية بدءاً من تونس ربيع العام 2011 فصاعداً. لقد أقحم أخوان الأتراك أنفسهم في الأزمة المصرية والسوريّة والتونسية والليبية والآن تتدخل هذه الحركة في شؤون الجزائر، بل وفي المنطقة، حدّ أنّهم حاربوا ولا يزالوا يحاربون هذه الدول، والحقيقة أن هذا النهج الأخواني الذي امتطى ظهر العاطفة الدينية ووظفها لم يكن يستهدف عملياً سوى خدمة "القومية التركية"، وقد كشف هذا الهدف عن نفسه تماماً في العقود الأخيرة، أي أن تلك الجماعة لم تكن تبتغي أي شكل من أشكال العالمية، حسب زعمها، بل استهدفت إضعاف ثقة العربي بذاته، لمصلحة التركي، وحكمت على وطنيتنا نحن وقوميتنا نحن "بالكفر والتحريم"، وكان هذا تمهيداً لقبول "سيادة الأتراك" على المنطقة، عبر توفير المقومات النفسية والفكرية لذلك. ويمكن أن نستدل على ذلك ببساطة عبر الإشارة إلى تركيز مفكري "الجماعة" على تمجيد ما يسمى "الخلافة العثمانية" وليس أي "خلافة" أخرى كان مركزها الوطن العربي كالفاطمية أو العباسية أو الأموية، ثم عبر رصد هوس أعضاء "الجماعة" بدراسة اللغة التركية وولعهم بالتاريخ التركي ومتابعتهم المكثفة للفن التركي، رغم تحريمهم للفنون فيما مضى، بما يكشف أننا بصدد "جماعة" غير عالمية وأبعد ما تكون عن أي طرح ديني أممي، وإنما جماعة شوفينية بامتياز لكنها "شوفينية العبيد" أي إنها تشبه الشخص الذي يُفتتن لدرجة التعصب لكن ليس بوطنه وتاريخه وإنما بوطن آخر وتاريخ لا يخصه.
إشكالية "الإخوان المسلمين" الأساسية أنهم مشروع فتنة، والدين لديهم أداة للوصول للسلطة، فهذه الجماعة، بتسمياتها، وبفصائلها في البلدان التي وُجدت فيها، كانت دائماً تقف في صفّ السلطة، ويُعتبَر (التلوّن) ملمحاً في المسيرة الأخوانيّة، يعتمدونه للوصول إلى مآربهم، وعبر تاريخهم ملتحقون بالسلطة، أيّ سلطة تقبل بهم، وترحّب بحضورهم، وهنا لابدّ من ملاحظة أنهم منحازون عبر تاريخهم إلى السلطات والقوى التي تغلب على توجّهاتها الرّجعيّة، حتى وإنْ رفعتْ شعارات ما يتنافى مع ذلك، أو قامت ببعض الإجراءات الخدّاعة، كما يفعل حزب ''النهضة'' الآن في تونس مثلا، ولم يُعرف عنهم أيّ تحالف مع القوى التقدميّة، لأنّ بنيتهم الفكريّة لا علاقة لها بالتقدّم، والفترة التي حاولوا فيها أن يظهروا بمظهر المساند لعبد الناصر، لم تطل، فقد حاولوا اغتياله كما هو معروف، بعد أن ثبت لهم أنّه لا يمكن أن يكون كما يريدون، وهذه الصفات لا تنطبق على الحيثيات الإجرائية، أو التي تفرضها طبيعة التحوّلات المجتمعيّة، بل هي مركوزة بعمق في أفكارهم العقائديّة.
مشكلة "الإخوان المسلمين" أنه ليس لديهم أوطان ليدافعوا عنها، فالوطن لديهم في كل أنحاء ما يسمونه أرضاً إسلامية، وهو تعبير مطاط كذاب منافق، والمؤكد لدينا، أنّ (قيادات الأخوان) على اختلاف تسمياتها كانت، ومازالت تقيم في الغرب معزّزة، مكرَّمة، محميّة، وذلك بإسم حماية الديموقراطية، واحترامها، والغرب، على العموم، وكما نعرف فإنّه لا يقيم ملاجيء للمضطهَدين، وللباحثين عن الحريّة، فهو، في بنيته العمليّة والعقليّة غرب الربّح، والربا، وتأليه الذهب والمال، وما من عمل يتّجه إليه إن لم يجد فيه منفعة ربحيّة، ربويّة، والعمل على بعض السياسيّين ليس أقلّ استثماراً ماليّاً من العمل في آبار النّفط، ونعتقد أنّ ما حدث في ليبيا هو من أقرب الأدلّة وأصدقها على ما نقول. ولكي لا يظلّ الكلام معلّقاً على مشجب التّحليل نذهب مباشرة إلى بعض الأقوال المتداولة بهذا الشأن: الشيخ القرضاوي مفتي تنظيم الأخوان المسلمون، في السابق رفع صوته من ليبيا الجريحة المدمّرة، وأعلن بُشراه لعواصم الغرب التي لا تقوم لإسرائيل قائمة لولاها بأنّ الحركات الإسلاميّة التي حقّقت أغلبيّة في الانتخابات التي جرت في عدد من الأقطار العربيّة سوف تكون (عاقلة) مع الغرب ومع إسرائيل. راشد الغنّوشي الذي تستمع إلى فهمه للإسلام، على ضوء تحوّلات العصر ومعطياته، أو تقرأ مقابلاته، أو كتبه، قد لا تختلف معه كثيراً فهماً، وتنظيراً، وأهدافاً كبرى، ولكنّه ما إن حقق حزبه في تونس أكثريّة انتخابيّة وتقلّد مقاليد الحكم، حتى بدأت تصدر عنه تصريحات ليست بعيدة عن تقديم أوراق الاعتماد لذلك الغرب، ولم يكن حسن التّرابي السّوداني أفضل حالاً. أما في مصر، فقادة (الأخوان) أعلنوا قبل أن تترسّم السلطة في مصر بأنّ جماعتهم يحترمون ''المعاهدات الموقّعة''، وهم يشيرون تخصيصاً بذلك إلى معاهدة كامب ديفيد.
إنّ أخطر ما في جماعة "الأخوان المسلمين"، أنّها إلغائيّة، وهي تعتبر أنّ إلغاء الآخر هو واجب شرعي،ّ عليها أن تقوم به تجاه اللّه، وهي بذلك تنصّب نفسها قاضياً ربّانيّاً، انطلاقاً من مقولتهم الشهيرة "الحكم لله"، وهم يعتقدون أنّهم وحدهم هم ممثّلو هذه الشريعة التي هم عليها، وبذلك يُحلّون أنفسهم محلّ الدّيّان الأعظم الذي هو ربّ العالمين... فقد أقاموا أنفسهم مقام مَن يقرّر مصائر العباد الأخرويّة والدنيويّة، وهذا يعني مصادرة جميع الأقوال، والأفكار، والمباديء، والثقافات التي أنتجتها الإنسانيّة في سيرورتها، واعتبار الرؤية المذهبيّة التي هم عليها وحدها القول الحقّ، والمنطق الفصل، وما عداها ليس هراء فقط، بل كفراً وضلالاً. والشاذ في الموضوع، أنّ الأخوان المسلمين تهدف لإقامة ''شرع اللّه'' كما يعلنون، غير أنّ مسألة العلاقة بين الهدف والوسيلة هنا تعترضنا بقوّة، فهل من الشرعي والجائز أن نًساير إسرائيل والغرب الاستعماري من أجل الوصول إلى سدّة الحكم؟! هذا الذي نقوله ليس افتراضاً، وثمّة شيء منه ماثل على أرض الواقع، ومن يتابع ما هي عليه الحركات (الاخوانيّة) في الوطن العربي سيجد أنّهم قدّموا مبكراً أوراق اعتمادهم لإسرائيل...
فحركة الأخوان المسلمين، لم تكن يوماً نصيرة أو مؤازرة للقضية الفلسطينية، كما أن حديث متزعمي هذه الجماعة الإخوانية على المنابر، وفي جلساتهم، وحلقاتهم، عن معاناة الفلسطينيين، ووجوب مناصرتهم، ودعمهم بالمال، كانت الوسيلة الأبرز لجمع التبرعات الطائلة للجماعة، والتي لم يصل للفلسطينيين منها ولو قرشاً واحداً، بل إنها كانت توضع في جيوب متزعمي الإخوان وتصرف لغايات ظلامية وسوداوية، لا أكثر ولا أقل، دون أن ننسى هنا أيضاً أن استغلال القضية الفلسطينية كان مجرد أداة لتصفية حسابات متزعمي هذه الجماعة مع خصومهم السياسيين في مختلف الدول العربية، وذلك عبر التحريض على الجيوش العربية الوطنية، الأمر الذي يعني أولاً وأخيراً تحقيق المشروع الإسرائيلي، وخدمة أجنداته في المنطقة، عبر إثارة الفتن والقلاقل والتخريب والإرهاب وإضعاف المجتمعات العربية. ما نقوله ليس مجرد اتهامات تفتقد إلى أي أدلة أو براهين، وإنما هي حقائق وثقها أعضاء هذه الحركة الإخوانية أنفسهم، حيث أن "محمود عبد الحليم"، عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين، وأول مؤرخ لتاريخ الجماعة، قال في كتابه "الإخوان المسلمين... أحداث صنعت التاريخ"، "إن التبرعات لم تكن تذهب لفلسطين، ولكنها كانت تستخدم لخدمة الجماعة''. "علي عشماوي" وهو آخر قادة التنظيم الخاص للجماعة، أكد هو الآخر في كتابه "التاريخ السري للإخوان المسلمين"، "أن الإخوان كلما تسنح لهم فرصة المتاجرة بقضية الأقصى، يطالبون بفتح باب التطوع لإنقاذ الأقصى، ومعناه فتح باب التبرع لجمع المال من جديد، ثم شراء السلاح وتخزينه لحسابهم، وتتكدس خزانتهم بالأموال من تبرعات المسلمين من كل الدول الإسلامية.
أما "طارق أبو السعد"، الباحث في الشؤون الإسلاموية فقد قال: "إن دور الجماعة في حرب فلسطين أكذوبة، ردَّدَها الإخوان على مدار تاريخهم، ليسمعها البسطاء من المنضمين إليهم ويصدقوها، مشيراً إلى أن الواقع شاهد على مواقفهم المخزية التي تكشف زيف ما دونوه في مذكراتهم، وعما قدموه لنصرة قضية فلسطين، ومقاومة العدو الصهيوني، لافتاً إلى أن الإخوان يلوون عنق الحقيقة، ويزعمون أنهم وحدهم المدافعون عن القضية الفلسطينية، في حين أنهم لم يقدموا شيئاً، ومروا على كثير من المواقف مرور الكرام دون أن يتخذوا أي رد فعل يتناسب مع حجم ما يزعمون. وهنا لنا أن نستشهد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصياً والذي أدلى في العام 2013 بشهادة محتواها أن الرئيس المصري "محمد مرسي" كان ينوي توطين الفلسطينيين في مصر وبيع القضية الفلسطينية، وخدمة دولة إسرائيل، من خلال تنازله عن مساحة تمتد على طول الحدود الشرقية لمصر بعمق 40 كيلو متراً ليرحل إليها سكان غزة.
ومن باب تأكيد المؤكد، فإنّ مواقف تنظيم "الإخوان المسلمين"، الأخيرة من الاحتلال الإسرائيلي، لا تشير إلى افتراق إيديولوجي بين الاثنين، ففي خطبة ألقاها المؤسس "حسن البنا" أمام لفيف من مريديه العام 1940، ونقلها عضو الجماعة أحمد عيسى عاشور، أثنى "البنا" على ما سماه "العرق اليهودي"، وقال بالحرف: "اليهود وطنهم الأصلي هو فلسطين"! ورغم مرور ثمانين عاماً على تلك الخطبة لم يجرؤ أحد من قيادات التنظيم على انتقادها في مختلف فروعه العربية، والمؤكد هو أن إسرائيل كانت مدركة تماماً لتلك الحالة التي لا تسجل أي عداء في العمق، بل كانت أول من يمنح الأعذار لتصريحات تفرضها ضرورات الشارع، هذا يمكن لحظه بكثافة في أدبيات مراكز الأبحاث وفي مواقف العديد من صناع القرار الإسرائيلي، ففي نيسان 2017 كتب "شلومو بن عامي" وزير الخارجية الإسرائيلي السابق مقالاً في مجلة "بروجيكت ساينديكيت" نصح فيه الرئيس "دونالد ترامب" بعدم اتخاذ قرار يصنف تنظيم "الإخوان المسلمين" إرهابياً، وفي بداية الحرب على سورية نشر مركز "أورشليم للسياسة العامة" مقالاً لـ ايال زيسر آب 2011 قال فيه: إن "صعود الإخوان المسلمين للسلطة في سورية هو الأفضل لإسرائيل لأنه سيؤدي إلى استبدال دمشق القوية بدمشق الضعيفة"، ثم أضاف في مقاله: إن "النظام الحالي في دمشق هو الخصم الرئيسي لإسرائيل، والعقبة الرئيسية أمام صعود قوة إسرائيل كطرف مهيمن على الشرق الأوسط".
خلاصة الكلام: ويل أمة فيها مثل هؤلاء، وويل لإسلام فيه هؤلاء، والحمد لله أنّ شعوب المنطقة، وصلت إلى قناعة أكيدة بخطورة تنظيم "الإخوان المسلمين" على المنطقة بمجملها، وفي كل يوم تتكشف خيوط جديدة عن تلك الأدوار الكارثية، التي يلعبها التنظيم في بيع القضايا والحقوق العربية، وفي تخريب بنية ونسيج الكثير من الدول والشعوب، ومن الطبيعي التحسب للمخاطر، والعمل الجدي مع القوى اليسارية والقومية الموجودة على الساحة العربية لمواجهة هذه المخاطر بإقناع الجماهير ببرامج عمل مستقبلية ديمقراطية، تطالب بتطبيقها الشعوب على الأرض العربية، مبتعدين بذلك عن الوقوع في أحابيل ديمقراطية مضللة، تجبر المجتمع العربي على أن يكون أسير ثقافة متعلقة بالسلوك والملابس، بدلاً من أن تكون متعلقة بمعالجة الهموم الاقتصادية والانفتاح على الحداثة.
كاتب صحافي من المغرب.
بريد المحور