تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون وحدات الجيش المنتشرة في البقاع، مطلعا على الوضع الأمني وكيفية تنفيذ المهمات العملانية.
بداية، زار العماد عون مقر فرع مخابرات منطقة البقاع في أبلح، حيث استمع إلى إيجاز عن الوضع الأمني، وتوجه إلى العسكريين بالتهنئة بعيد الأضحى المبارك وعيد الجيش، وقال: "شهد الوضع الأمني تحسنا ملموسا في منطقة البقاع بفضل جهودكم وتضحياتكم. الأمن في هذه المنطقة للجميع دون استثناء. لن نسمح لأحد بزعزعة الاستقرار ولا العودة إلى الماضي. بفضلكم يشعر المواطنون بأمان وأنا فخور بكم".
ثم انتقل إلى قاعدة رياق الجوية، حيث افتتح مبنى مدرسة القوات الجوية والتقى الضباط والعسكريين، ونوه بالإنجازات التي "يحققونها بفضل عزيمتهم وإصرارهم، وذلك رغم كل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها والإمكانات المتواضعة"، وقال: "المجتمع الدولي يراهن على الجيش اللبناني لأنه العمود الفقري للبنان وعامل استقراره وكل ذلك بفضلكم".
ختام الجولة كان في مقر قيادة اللواء السادس في بعلبك، حيث اطلع على المهمات الأمنية التي ينفذها عناصر اللواء، وملاحقة المطلوبين والمخلين بالأمن. وتوجه إليهم بالقول: "تواجهون الأخطار والتحديات بشكل يومي وتنفذون مهماتكم بمهنية واحتراف. بفضل جهودكم ومهنيتكم، شهد الوضع الأمني في مدينة بعلبك ومحيطها تحسنا بشكل كبير ولافت، وبفضل شجاعتكم وانضباطكم استعادت الدولة هيبتها".
وشدد على أن "الأمن خط أحمر، والجيش لن يسمح بالعبث بأمن منطقة بعلبك ولا أي منطقة أخرى مهما كانت الأثمان والتضحيات"، مشيرا إلى أن "أهل بعلبك هم دعاة سلام، والمخلون بالأمن لا يحظون بأي غطاء سياسي من أي جهة كانت"، وقال: "أبناء بعلبك هم أبناؤنا، وندعو المطلوبين إلى تسليم أنفسهم لتسوية أمورهم القانونية وإلا فالجيش بالمرصاد ودم العسكريين لن يذهب سدى".
وتطرق العماد عون إلى الأوضاع الراهنة قائلا: "يبدو أن الوضع يزداد سوءا، والأمور آيلة إلى التصعيد لأننا أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم. مسؤوليتنا كبيرة في هذه المرحلة، ومطلوب منا المحافظة على أمن الوطن واستقراره ومنع حصول الفوضى. تجربة الأمس كانت مثالا لذلك. أهنئكم على ضبط أعصابكم وتفويت الفرصة على من أراد إحداث فتنة".
أضاف: "في ظل تردي الوضع الاقتصادي، تزداد معاناة الشعب اللبناني على مختلف الصعد، وتزداد معاناة العسكريين أيضا. تنتظرنا تحديات كثيرة قد تتطلب منا جهودا استثنائية في كيفية التعامل معها. أعلم حجم المهمات الملقاة على عاتقكم في هذه الظروف الصعبة والدقيقة، في وقت تعيشون هاجس توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة لعائلاتكم بسبب تدني قيمة رواتبكم".
وتابع: "نتابع أوضاعكم عن قرب، ونسعى بكل جهودنا عبر التواصل مع الدول الصديقة والشقيقة، إلى طلب المساعدات وتوفيرها لكم. يتهموننا بالتسول، لأجلكم ولأجل عائلاتكم سنفعل المستحيل. لا وطن من دون جيش ولا استقرار أو أمن من دون وجودكم وتضحياتكم. لي ملء الثقة بأنكم، ورغم هذه المعاناة، ستستمرون بأداء واجبكم على أكمل وجه، لأنكم أنتم أمل الشعب وأنتم استقرار لبنان، وبفضلكم ينعم أهلنا بالأمان".
وأردف: "شعبنا يثق بنا وكذلك المجتمع الدولي، والجميع يعلم أن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي لا تزال فاعلة. الجيش هو الرادع للفوضى. أعلم أنكم لن تسمحوا لأي كان باستباحة أرضنا، ولن تسمحوا لهذه الظروف أن تفقدكم انتماءكم لوطنكم وهويتكم وأرضكم".
وختم: "ما نعيشه اليوم هو أزمة مرحلية وستمر، سنجتازها بفضل إرادتكم وعزيمتكم".
رصد المحور