تصادف اليوم 15 ذي الحجة الحرام ذكرى مولد الامام علي بن محمد الهادي، العاشر من ائمة اهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
الإمام الهادي (ع)، هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى عاشر أئمة الشيعة الإمامية والمعروف بالنقي والهادي، وقد امتدت إمامته 34 سنة منذ شهادة أبيه الجواد [عليه السلام] سنة 220 هجرية حتى رحيله [عليه السلام] سنة 254 هجرية.
قضى أكثر سنوات إمامته في مدينة سامراء، وكان ذلك بأمر من الحاكم العباسي، وعاصر بعض حكام العباسيين أشهرهم المتوكل، وللإمام مرقد في سامراء يقصده المسلمون، وقد تعرض سنة 2006 و2007 م لعمليتين تخريبيتين قامت بها مجموعات وهابية تكفيرية أدّت إلى تدمير القبة والمنائر بالكامل.
سجّلت المصادر الحديثة الكثير من الأحاديث المروية عنه في مجال تفسير القرآن والفقه والأخلاق بالإضافة إلى الزيارة الجامعة التي تحتوي مضامين عقائدية، وتلقي الأضواء على قيمة الإمام ومكانة الإمامة في الفكر الشيعي.
اهتم الإمام الهادي عليه السلام بشأن شيعة أهل البيت، وعمل على تربية الكثير من الشخصيات، منهم: عبد العظيم الحسني، وعثمان بن سعيد، وإبراهيم بن مهزيار.
نسبه وكنيته وألقابه
والده الإمام محمد الجواد [عليه السلام] تاسع أئمة الشيعة، وأمّه أمّ ولد يقال لها سمانة أو سوسن.
يلقب [عليه السلام] وابنه الحسن بـالعسكريين، وإنّما لقّبا بذلك لفرض السلطة العباسية الإقامة الجبرية عليهما في سامراء التي كانت يومها معسكراً للجند.
ومن ألقابه [عليه السلام] التي تعبّر عن محياه الكريم وسيرته الزكيّة النجيب والمرتضى والهادي والنقي والعالم والفقيه والأمين والمؤتمن والطيب والمتوكل. يكنى بأبي الحسن الثالث ، وأبي الحسن الأخير تمييزاً له عن الإمام الكاظم [عليه السلام] المكنى بأبي الحسن الأوّل وعن الإمام الرضا [عليه السلام] المكنى بأبي الحسن الثاني.
وكان نقش خاتمه: «الله ربّي وهو عصمتي من خلقه».
ولادته وشهادته
ولد الإمام [عليه السلام] حسب رواية كل من الكليني والشيخ المفيد والشيخ الطوسي وابن الأثير بـصُريا - قرية أسسها الإمام موسى بن جعفر [عليه السلام] - على ثلاثة أميال من المدينة، للنصف من ذي الحجّة سنة 212 هـ.
واستشهد - كما نقل الشيخ المفيد وغيره - بسرّ من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومأتين، وله يومئذ إحدى وأربعون سنة وأشهر، وكانت مدة إقامته في سامراء عشرين سنة وتسعة أشهر. وحددّت بعض المصادر الثالث من شهر رجب تاريخاً لشهادته [عليه السلام] . وهناك من أثبتها في الخامس والعشرين أو السادس والعشرين من جمادى الثانية. وكانت شهادته في عصر الخليفة العباسي الثالث عشر المعتز العباسي.
رصد المحور