تدور معارك طاحنة بين اجنحة الفصائل الارهابية في ريفي اللاذقية وادلب ، وشنت ما تسمى "هيئة تحرير الشام" هجوما على تنظيم "جند الشام" الذي يقوده أبو مسلم الشيشاني، والذي تقع نقاطه على تماس مباشر مع نقاط تنظيم أبو فاطمة التركي ومقاره، وتمكنت من السيطرة على كل نقاط الشيشاني بعد اتفاق على تأمين خروج آمن له ولمقاتليه إلى نقطة لم يتم تحديدها بعد، في حين ما زالت المعارك مستمرة مع تنظيم "جند الله" الذي أعلن مواصلته القتال ومنع الجولاني من اختراق تحصيناته وإيقاع عدد من مقاتليه قتلى وأسرى خلال الاشتباكات.
يعتبر تنظيم "جند الله" من أكثر التنظيمات دموية. يخضع المنتسبون إليه لدورة استتابة تستمر 6 أشهر، قبل قبولهم في المعسكرات القتالية.
قُتل أبو فاطمة التركي قبل 3 سنوات في غارة للتحالف استهدفته شمال إدلب، وهو مؤسس تنظيم "جند الله" الذي يقوده حالياً أبو حنيف الأذري ضمن مجلس يتحدّر معظم قادته من أصول أذربيجانية، باستثناء الشرعي العام من أصول جزائرية، وآخر مسؤول الأنصار من الجنسية السورية.
بدأ الجولاني محاولاته لاستئصال التنظيم قبل شهور، عبر اعتقال أفراده أو تصفيتهم بعمليات متفرقة، بعد فشله في الوصول إلى نقاط تحصينهم في جبل التركمان في ريف اللاذقية، وذلك إثر خلافات بدأت قبل سنوات، منذ أن دخل أفراد التنظيم إلى البلاد، وتنقّلوا بين ريفي حلب وإدلب، وبعدها إلى دير الزور، خلال مبايعة البغدادي الذي طردهم بعد خلاف دموي، إلى أن عادوا إلى ريف إدلب الشمالي، الذي قتل فيه قائد التنظيم أبو فاطمة التركي بغارة لطائرات التحالف.
يضمّ التنظيم مقاتلين من تنظيم "داعش" فرّوا من دير الزور، ومنشقين عن "حراس الدين" من جنسيات مختلفة، إلا أن معظمهم من الجنسية الأذربيجانية، وكانوا ضمن جماعة أصولية متشددة تنشط في أذربيجان قبل الحرب في سوريا، ومن ثم قدموا إليها لإقامة ما يسمى "إمارة الخلافة" التي حاولوا تأسيسها في بلدة الدانا شمال إدلب، إلى أن طردهم الجولاني منها، وفرّوا إلى جبل التركمان، حيث يتحصنون الآن.
رصد المحور