الديار: المجلس الدستوري يتجه لرفض الطعن ومعركة كسرعظم بين عون وبري
أميركا والسعودية تصبان معركتهما ضد المقاومة… واشنطن: حزب الله في الحكومة يعيقنا
روسيا مستعدة لاستثمار 1.5 مليار دولار في إنشاء مصفاة الزهراني والحكم اللبناني يرفض
كتبت صحيفة" الديار" تقول: تمر الاعياد حزينة هذا العام على اللبنانيين وسط انهيار مالي وانسداد حكومي من الصعب الخروج منه، في ظل رفض الثنائي الشيعي مسار التحقيق الذي يقوم به المحقق العدلي طارق البيطار في انفجار مرفأ بيروت وبين عدم قدرة او رفض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون التدخل في القضاء. وتوازيا مع الوضع المتأزم داخليا، فشلت المساعي التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والسعودية حسب مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى، بعد ان الزمت الرياض جدول اعمال لميقاتي يرتكز على سحب سلاح حزب الله ووضعه بيد الدولة، وهذا امر يتعذر على ميقاتي تنفيذه.
من ناحية روسيا، ابدت موسكو رغبة في التوصل الى حل في لبنان، الا ان هناك فرقا كبيرا بين الرغبة والامر الواقع، ذلك ان القضية اللبنانية مرتبطة بالوضع الاقليمي، وبخاصة مصير مفاوضات فيينا بمعزل ان تكللت بالنجاح او فشلت في نهاية المطاف.
اضف الى ذلك، قدمت روسيا عرضا للحكم اللبناني باستثمار مليار ونصف مليار دولار عبر إنشاء مصفاة للنفط في الزهراني جنوب لبنان، والذي بحسب الخبير الاقتصادي حسن مقلد يؤمن كل حاجة لبنان من المشتقات النفطية والغاز، بالإضافة إلى تصدير 100 ألف برميل إلى الخارج، ولذلك انعكاساته الاقتصادية على ميزان المدفوعات أنه يخفف 3 مليار دولار ويؤمن إدخال عملة صعبة الى لبنان، غير ان السلطة رفضت العرض.
في غضون ذلك، دخلت البلاد مرحلة الانتخابات النيابية التي بدأت كل القوى اللبنانية بالتحضير لها والتي تمهد للانتخابات الرئاسية، الا ان الامن الاجتماعي يرخي بظلاله على هذه الاستحقاقات رغم اهميتها، بخاصة اذا استمر التدهور المالي وارتفاع سعر الدولار وعجز الحكومة الحالية عن فرض تدابير لتخفيف حدة الازمة وخصوصا على المواطن.
وباختصار، لا يزال المشهد السياسي اللبناني مأزومًا، سواء على صعيد القاضي بيطار او على صعيد العلاقات العربية، وتحديدا السعودية.
المقايضة فشلت واحتدام الخلاف بين عون وبري
بداية، في الوضع اللبناني الداخلي، سقطت المقايضة بعدما انفضحت امام الرأي العام واصبح تطبيقها مكلفا شعبيا، وفقا لمصادر مطلعة حيث كان يجري العمل على تسوية بين التيار الوطني الحر وبين الرئيس بري تتضمن تسليم الوطني الحر «راس البيطار» والتصويت لمصلحة تشكيل لجنة محاكمة الرؤساء والوزراء مقابل موافقة المجلس الدستوري على انتخاب ستة نواب لست قارات بضوء اخضر من رئيس مجلس النواب. وقالت هذه المصادر المطلعة ان التيار الوطني الحر وافق في بدء الامر على المقايضة بعد مسعى البطريرك الراعي لرأب الصدع وحل الخلاف، نظرا للانهيار المالي الذي يشهده لبنان. ولكن الوطني الحر تراجع عن موقفه بعد ان رأى انه لا يتحمل ان يكون الطرف الذي «كسر البيطار»، وبخاصة على الصعيد الشعبي.
وعليه، كشفت اوساط سياسية بارزة للديار ان الخلاف بين الرئاسة الاولى والرئاسة الثانية يحتدم اكثر فاكثر حيث يتبين حاليا ان الرئيس بري لا يريد ان يهادن العهد والتيار الوطني الحر. كما تشير الامور الى ان المواجهة بين الطرفين ستكون معركة كسر عظم ولن يكون هناك مساحة للتسوية بينهما. ذلك ان الرئيس بري يرى ان عهد الرئيس عون شارف على الانتهاء، وبالتالي يسعى لقطع الطريق على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للانتخابات الرئاسية المقبلة. وبطبيعة الحال، لن يخطو بري خطوة تؤدي الى تعويم باسيل. اما حزب الله فهو حريص على المحافظة على البيئة الشيعية لاحباط اي محاولة خرق حسب الاوساط السياسية البارزة، كما يريد الحفاظ على العلاقة مع رئيس الجمهورية والغطاء المسيحي، غير ان مطالب عون في الاونة الاخيرة اصبحت كبيرة، ابرزها تبني المقاومة جبران باسيل رئيسا للجمهورية في حين ان حزب الله لم يحسم الأمر بعد.
ومن ناحية اخرى، يظهر المتضرر الاكبر من الشلل الحكومي هو رئيس الجمهورية حيث هو غير قادر على انجاز اي عمل في الوقت الحالي، في حين ان الضرر اقل على رئيس الحكومة الذي يتابع عمله عبر اجتماعات وزارية لحل بعض الامور للتعويض عن عدم انعقاد مجلس الوزراء، الى جانب استفادة ميقاتي من شبكة علاقاته الخارجية.
ارتداد سقوط المقايضة في المجلس الدستوري
وحول المجلس الدستوري الذي يدرس قرار الطعن الذي تقدم به تكتل لبنان القوي بانتخاب ستة نواب لست قارات والذي لديه مهلة حتى الثلاثاء لاصدار قراره، تقول المعلومات ان هناك انقساما بين وجهات نظر القضاة حيث يحتاج المجلس الدستوري لسبعة اصوات للموافقة على الطعن، الا ان الاكثرية غير متوافرة، وبالتالي تميل الامور الى رفض الطعن لناحية تصويت المغتربين. ويتخوف رئيس الجمهورية وصهره من تطيير النصاب مطلع الاسبوع المقبل. وبذلك يكون الطعن غير موجود وتكون الصفعة السياسية لهما كبيرة!
فشل مساعي ماكرون بين لبنان والسعودية
في غضون ذلك، تشير اوساط ديبلوماسية للديار ان ماكرون سعى الى فتح ثغرة في جدار العلاقة السعودية – اللبنانية وتحسين العلاقة بين البلدين، الا ان الرياض وضعت شروطا تعجيزية اوصلت هذه المساعي الى طريق مسدود. وامام هذا الواقع، لفتت مصادر وزارية مطلعة للديار ان الرئيس ميقاتي قرر التريث في فترة الاعياد ليضع خطة جديدة تؤدي الى حلحلة احدى العقدتين، سواء عقدة القاضي البيطار او العلاقات العربية.
الحزب التقدمي الاشتراكي: عدم انعقاد الحكومة يسرع الانهيار ويفاقم الازمات على الناس
الى ذلك، قال الموفد للشؤون الاعلامية في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة للديار ان انعقاد الحكومة امر ضروري بصرف النظر عن الاشكالات القائمة، بخاصة ان هناك ازمات متراكمة على الناس، منها الوضع الصحي وارتفاع الدولار ومفاوضات صندوق النقد الدولي التي تستلزم وجود حكومة منتجة تأخذ الاجراءات المطلوبة. وتابع ان استمرار عدم انعقاد مجلس الوزراء يفاقم هذه الازمات التي ذكرت بشكل دراماتيكي ويسرع في الانهيار الحاصل اليوم. وشدد حديفة على ان موقف الحزب التقدمي الاشتراكي هو فصل العمل الحكومي عن كل المسارات المتعددة، من بينها المسار القضائي حيث يجب ترك التحقيق في انفجار مرفا بيروت يسير وفق الاليات القانونية المتاحة دون ان يؤثر في العمل الحكومي.
القوات اللبنانية: المغترب اللبناني لن يصوت لباسيل وفريقه بسبب نهجه السيىء
اعتبرت مصادر القوات اللبنانية ان المجلس الدستوري يفترض ان ينظر بالطعن المقدم انطلاقا من حق المغترب اللبناني في التصويت لجميع النواب في لبنان، اما حصر تصويت المغتربين بعدد من نواب محددين ومعينين في الخارج فهو تعد على حق المغترب اللبناني في المشاركة في الواقع السياسي في وطنه الام، وبالتالي غير مقبول حرمان المغترب هذا الحق. واعربت القوات عن املها في ان يرد المجلس الدستوري الطعن الذي تقدم به التيار الوطني الحر من اجل افساح المجال امام المغترب اللبناني في ان يكون مساهما اساسيا في نهضة لبنان وجزءا لا يتجزأ من حالة التغيير في بلاده، وليس فقط ان يقتصر دور المغترب على توفير المال للبنان. وكشفت مصادر القوات اللبنانية ان التيار الوطني الحر قدم الطعن لاعتبارات سياسية ذلك لانه يعلم ان المغترب اللبناني لن يصوت للنائب جبران باسيل وفريقه لسببين بما ان المغتربين ايضا مقسمون لفئتين. الفئة الاولى من المغتربين هي سيادية ولن تصوت للتيار والفئة الثانية من المغتربين التي هاجرت حديثا من لبنان والتي تعتبر انها تركت وطنها بسبب الحالة الكارثية الناتجة من ممارسات التيار الوطني الحر في الحكم.
اما عن زيارة رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل الى بيروت وما حصل في مخيم البرج الشمالي في صور، فاشارت مصادر القوات الى ان الدكتور سمير جعجع كان واضحا في موقفه حيث دعا وزارة الداخلية الى مصارحة الشعب اللبناني عبر تقرير يشرح مجريات الحادث في المخيم. ورأت القوات اللبنانية انه من غير المسموح وجود اي بؤرة امنية في لبنان خارجة عن سلطة الدولة، ولذلك ما يحصل على هذا المستوى هو جزء من الفلتان القائم في البلاد لان الدولة لا تبسط سيادتها على كامل الاراضي اللبنانية.
الصليب الاحمر: المستشفيات غير جاهزة لمواجهة كورونا حاليا
على الصعيد الصحي، أكد الامين العام للصليب الاحمر جورج كتانة وجود مشكلة في المستشفيات الخاصة، في ظل التراجع الكبير في أعداد الأطباء وانخفاض حجم الأدوية المزمنة والمعدات الطبية، لافتاً الى ان 30 % من الممرضات والأطباء غادروا البلد، فيما المستشفيات غير جاهزة بسبب غياب القدرة المادية والأوضاع الاقتصادية.
زيارة خالد مشعل والانفجار في مخيم صور
على صعيد آخر، وعن زيارة رئيس حركة حماس خالد مشعل، تؤكد معلومات لـ «الديار» ان هناك تعاملا لبنانيا فاترا مع الزيارة، ولا سيما من قبل حزب الله وتحالف 8 آذار.
وتكشف المعلومات ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رفض استقبال مشعل كما كل محور المقاومة واحزاب 8 آذار يقاطع الزيارة ويتعامل معها كأنها غير موجودة.
والمقاطعة هي لمشعل وليس لـ «حماس» وذلك بسبب اتخاذ مشعل موقفا مؤيدا لما يسمى بـ «الثورة السورية» وخروج الحركة من دمشق ونقل مكتبها السياسي الى الدوحة في بداية الازمة السورية، الامر الذي أثار حالة من الغضب في أوساط القيادة السورية التي لم تغفر هذا الموقف له حتى الآن، واغلاقها كل الأبواب في مواجهة الوساطات لاستقبال أي مسؤول من حركة «حماس» في دمشق سواء مشعل، او خلفه اسماعيل هنية، او أعضاء في المكتب السياسي.
وعن اسباب التصعيد بين «فتح» و «حماس» وقطع التواصل بين «فتح» و «حماس»، يؤكد قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب لـ «الديار»ان قرار المقاطعة جاء بعدما ذهبت «حماس» في اتهاماتها بعيداً من دون ادلة وسوق الاكاذيب والشائعات.
ويؤكد ان لا علاقة للامن الوطني الفلسطيني و «فتح» والامر في عهدة القضاء اللبناني لتحديد اسباب اطلاق النار ومن هي الجهة التي تقف وراء مطلقي النار.
ويشدد على ان تصعيد «حماس» هدفه التغطية على انفجار مخزن السلاح في مخيم برج الشمالي ومقتل ضابط التدريب فيها حمزة شاهين، والجميع بات يعلم هذه الرواية رغم اننا ننتظر ايضاً تحقيق السلطات اللبنانية.
ويكشف ابو عرب ان «حماس» وبشكل مفاجىء عادت لتهدئ من خطابها تجاه «فتح» والامن الوطني الفلسطيني». كما يكشف عن اتصالات اجراها حزب الله بفتح وحماس للتهدئة ومنع اي انجرار الى القتال في المخيمات، كذلك قامت الدولة اللبنانية بالاتصالات اللازمة للتهدئة وتوقيف المطلوبين وارساء الامن في المخيمات.
بدوره، قال قائد شهداء الاقصى اللواء منير المقدح للديار ان المعلومات الاولية وفق بيان حماس تقول ان الحادث في مخيم البرج الشمالي في صور حصل بسبب ماس كهربائي ادى الى اشتعال مازوت وانفجار ذخائر في المسجد واطنان من الاوكسيجين التي تستخدم لمرضى كورونا. وتابع المقدح انه خلال الجنازة حصل اطلاق النار، ولكن التحقيقات تجريها الدولة اللبنانية، وقد اعلن ان السلطة الفلسطينية مستعدة لتسليم اي شخص تستدعيه الدولة. واكد ان الفلسطينيين لديهم كامل الثقة بالقضاء اللبناني ولن تتوارى السلطة عن رفع الغطاء عن اي مطلوب. واشار الى ان السفارة الفلسطينية في لبنان رفضت استقبال مشعل بعد اصدارها بيان يتضمن وقف كل اعمال التنسيق والتعاون مع حماس بعد حصول انفجار البرج الشمالي في مدينة صور.
صحيفة الديار