اكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة، التي القاها في مسجد الإمام الحسين عليه السلام في برج البراجنة، أن لعبة التجويع والحصار خارجية بأيد داخلية.
واعتبر أن "مرض لبنان سياسي، والسرطان الذي يفتك بالبلد سياسي طائفي، والحل من هنا يبدأ، والأخطر لعبة المقاول السياسي في بلد ينزف، ويحتاج إلى إرادة وطنية توقف هذا النزف، وسط نيران الحصار الذي تقوده واشنطن ومجموعة إقليمية تتعامل مع لبنان بأسوأ مما تتعامل معه تل أبيب".
وقال: "ليفهم الجميع أن لعبة الخنق والحصار والتجويع وتأجيج الأسعار والدولار التي تحرق الأخضر واليابس لا شك هي لعبة خارجية بأيد داخلية، وهي أشد عداء للبنان من الجيوش الغازية، فيما هناك من أسس صناديق مالية مفخخة بحرائق طائفية، ونزاعات انفصالية، ليقود حملة الانتخابات النيابية على طريقة ضرب لبنان من الداخل، وليس لمساعدة الشعب اللبناني. فالمطلوب من السلطات اللبنانية منع هذه اللعبة الخبيثة، لأنها بمثابة وقود على طريق الحرب الأهلية. كما أن توقيت الإنقاذ المالي الغامض بشروط الصندوق النقد الدولي جزء من لعبة واشنطن وحلفائها لتفكيك الشيفرة الداخلية، وعسكرة الحدود الشرقية، وتمرير الحدود البحرية بالطبعة الإسرائيلية، ولشد الخناق على عنق البلد، فقط لأنه بلد مقاوم، فيما جماعة القرار السياسي في كوكب آخر، وكأن البلد طاولة للمراهنات".
وأشار المفتي قبلان إلى أن "البلد اليوم بلا تحقيق مالي، وبلا مسؤولية سياسية، وبلا مبادرات إنقاذية، فيما الإغلاق السياسي حتما يمر بكلمة السر الأميركية، صاحبة القول الفصل في الكمين القضائي الذي يستهدف اتهام طائفة بتفجير المرفأ، ودفع البلد نحو خراب داخلي بخلفية لعبة دولية شبيهة باللعبة الخبيثة التي قادها ديتلف ميلس من قبل. والعين ليست على لبنان، بل على ضرب المقاومة من باب اترك لبنان يسقط لتسقط المقاومة، ومن يدفع الثمن هو شعب لبنان من كل الطوائف، وللأسف الجرافات الإعلامية السياسية المرتزقة تعيد تزوير الحقيقة، على طريقة الجيوش المعادية"
ورأى أن "ترك البلد لجداول أسعار المحروقات والمواد الغذائية والدواء والدولار وقراصنة المصارف، وعنجهية الحاكم، وغدا للتسعيرة المفروض تهريبها بخصوص رسوم الكهرباء والمياه والدولار الجمركي وباقي الرسوم والضرائب هو مشروع قتل متعمد للشعب اللبناني، واللص ليس الشعب، ومن نهب البلد ليس الشعب، والمطلوب معاقبة اللص وليس الشعب المنهوب".
وقال: "على الجميع ضرورة قول الحقيقة، لأن كتمان الحقيقة ضياع للبلاد والعباد، وأنتم تعلمون أن مشكلة البلد وتفليسه ونهب ودائعه ليس بمن حرر وقاتل ليسترد البلد ويحمي الدولة وموارد الناس، بل بالوكيل الذي حول نفسه قنابل سياسية ومالية أسوأ من سيارات داعش الانتحارية. وما نعاني منه الآن نتيجة خيانة مالية سياسية، كشفت البلد عن أخطر انهيار تاريخي، والبلد يعيش لحظة انقسام عمودي كارثي، والحل بالوحدة الوطنية، والعيش المشترك، وليس بالدبابات المالية التي أسست لها دول تعتقد أن حل مشكلة الشرق الأوسط تبدأ بتدمير لبنان من الداخل".
وتوجه "الى كل من يهمه أمر هذا البلد، لبنان أكبر من لعبة المال والحصار، ونحن كمكون وطن أكبر من أن نهزم بهذه الطريقة، ومشكلتنا ليست بالحصار بمقدار ما هي بالقرار السياسي، والانتخابات على الأبواب، والتحالفات ستكون على أي لبنان نريد، لبنان المحكوم من بيروت، أو لبنان المحكوم من عوكر وحلفائها الغارقين بالحقد والأنانية الطائفية السياسية. والمطلوب أن نكون لبنانيين، مسلمين ومسيحيين، لأن أعداءنا يمتهنون سياسة الأوطان المطبوخة"، محذرا من "زعيق بعض الزعامات السياسية صاحبة التاريخ الطائفي، والتي تريد لبنان على طريقة مذابح ليبيا، وليس على طريقة لبنان الوطني وسلمه الأهلي وعيشه المشترك".
وختم: "تذكروا أننا في قلب العاصفة، والمعركة أشد سخونة، والانتخابات بمثابة بركان عابر للدول، فاحذروا لعبة الأمم، لأنها حطب الفتن، ومحرقة الوطن".
رصد المحور