المقال السابق

خاص خاص:السعودية تعاقب الطائفة السنية..لهذه الاسباب 
22/05/2022

المقال التالي

حزب الله  حمادة: نتائج الانتخابات تؤسس لطاولة حوار
22/05/2022
حزب الله عندما عبرنا الى ساحة الطيبة وأقمنا أعراس النصر والتحرير

محمود الشرقاوي -ناشط اعلامي 

حّل علينا عيد الفطر السعيد هذه السنه في شهر ايار فكان سعيداً بقدر سعادتنا بشهر الانتصار والتحرير .
ادرت محرك سيارتي وقادتني الطريق مع العائلة من بلدتي ارزاي الى المجهول من جنوب العزة والكرامه ، كانت محطتي الاولى نحو قعقعية الجسر وهناك بدأ شريط الذكريات بالمرور في مخيلتي فبدأت الكلام موجهاً حديثي الى ابني عليّ الرضا البالغ من العمر ١٩ عشر عاماً (ولد بعد التحرير بثلاثة اعوام). 
انظر يا علي هذا النهر هو نهر عبور عمك الشهيد احمد نحو جنته ومراده ، من هنا انطلق مع مجموعه من المقاومين يوم الثلاثاء في ١٩ ايار من العام ١٩٩٢ نحو موقعي علمان والشومرية المتحصنين فوق النهر هناك انظر الى الاعلى،انظر الى علو هذه الهضبه حيث كان يتحصن العدو وعملائه. اترى مدى صعوبة الوصول الى هذا العلو الشاهق المتحصن بالصخور والاشجار ، لقد كان عصياً على البشر لكنه لم يكن عصياً امام عمك وابطال المقاومه .
لقد كانت قدره المقاومة اكبر من كل هذه الصخور والشجيرات والاسلاك الشائكة التي وضعها العدو امام تحصيناته فقد صعدوا وتمركزوا وكانوا بكامل جهوزيتهم للانقضاض على عدونا وعدو الانسانيه جمعاء .
لقد نفذوا يومها واحدة من اكبر عمليات المقاومه الاسلامية نوعاً وتعقيداً ، فقد استطاعوا بعون الله ان يجهزوا على الموقعين وتدميرهم وقتل معظم من كان متواجداً فيه من عملاء وعادوا بأربعة اسرى للعدو اللحدي وشهيدين من بينهم عمك الشهيد احمد مرفوعاً على اكتاف اخوته المجاهدين . 
لقد آلمت هذه العمليه العدو الصهيوني كثيراً لدرجة انه اخلى تواجده في هذه المنطقه منذ تنفيذ هذه العمليه النوعيه . ( بعد عبورنا منطقه علمان )
انظر يا علي هذه هي الارض حيث تتمركز وحدة لقوات حفظ السلام هذه الارض التي رواها عمك بدمه،
عبرنا ولاحت لنا بيوت دير سريان وهضاب الطيبة.
عاد الشريط الى الذاكرة مرة ثانية ولكن هذه المرةة الى ٢١ ايار من العام ٢٠٠٠. 
اسمع يا علي كان يوم ٢١ ايار يوم أحد وكنا قبل يومين قد اقمنا المجلس السنوي لعمك الشهيد في حي السلم 
فقد  اخذنا على عاتقنا ان لا ننساه وكنا نقيم المجلس كل ١٩ من شهر ايار ليبقى حياً فينا وفي نفوس احبته،
كان محمد شرف الدين يقود بنا السيارة في ذلك النهار وكنت انا واخوه علي وحسين والصديق حسين مرمر في الخلف متوجهين من محلة الزهراني نحو النبطية لتقضية ذلك النهار المشمس الجميل .
واذكر انه وفي محلة الزهراني رن هاتف السيد محمد مخاطباً المتصل، انك تمزح معي بلا شك 
لكن دهشة وفرحة محمد لم تخف عنا كثيراً .
انه ابن عمي حسن وهم في محلة وادي الحجير يتجمعون للدخول الى الاراضي المحتلة ، لقد قال لي ان الحشود تتجمع بشكل كبير ما هي الا قليل من الوقت وسوف نعبر وتصبح الارض المحتلة محررة بإذن الله. 
والله يا علي من فرحتنا لم نصدق ما سمعنا وبدون اي تردد توجه السيد محمد بالسيارة الى النبطية ومن هناك نحو القعقعية ومنها نحو وادي الحجير وعند وصولنا كانت الحشود تزداد وتتعقد الطريق من ازدحام الناس التي كانت وجهتهم جميعاً صعوداً نحو دير سريان ومنها نحو الطيبة المحتلة.
لقد شعرنا بطول الطريق وقتها 
لقد كانت طويلة بطول سلسلة الشهداء الذين توجوا النصر بدمهم ، 
وبقدر طول هذه السلسلة من الشهداء 
كانت حينها الطريق تقصر شيئاً فشيئاً 
وصلنا الى البوابة التي كسرتها سواعد المجاهدين امام الحشود وانطلقنا نحو القرى لتحريرها من دنس العدو . 
انظر يا علي هنا تجمع الناس حولنا على جانبي الطريق مرحبين مهللين للنصر ناثرين الارز على الجماهير الصاعدة من القرى المحررة سابقاً ،
كانت فرحة عارمة لا توصف .
عبرنا دير سريان ولاحت لنا لوحة على جانب الطريق 
{الطيبه ترحب بكم } 
انظر يا محمود قال مرمر لقد وصلنا لقد وصلنا 
مهما قلت لك وشرحت وكررت 
ولكن قسماً بدم عمك يا علي كانت فرحة لاتوصف وانا جالس على نافذة السيارة رافعا العلم الاصفر وروح عمك الشهيد احمد ترفرف فوقه فرحاً وكأني به اراه مغشياً عليه فرحاً كعادته حين كنا نجالسه .
عبرنا نعم عبرنا ووصلنا الى ساحه الطيبة وتوجهنا مباشرة الى دكان الحج اسعد شرف الدين والد السيد محمد وعلي وحسين وقد كان اللقاء مع الوالد مدوياً بفرحة لا توصف لقد تحررنا نعم لقد تحررنا .
نعم لقد دخلت الى هذه الارض المحررة ولاول مرة في حياتي من دون ان يكون فيها اي اثر للمحتل سوى بقايا مراكزه المهجورة المتروكة بفعل ضربات المقاومة .
نعم لقد تحررت هذه الارض بفضل دماء عمك والشهداء ممن سبقه ولحقه ،
عندها هممت على الارض ساجداً مقبلاً الارض التي حررت .
بقيت الوفود تتوالى الى ساحة الطيبه  مع وصول كاميرا "المنار" ومراسلها وقتها الاستاذ عماد مرمل ابن الطيبه 
تجمعنا واقمنا حلقات الدبكه وانشدنا المقاومه والتحرير حتى المساء 
نعم لقد اقمنا حلقات الدبكه في ساحه الطيبه منذ ساعات التحرير الاولى 
نعم لقد دبكت يا علي حتى انقطع بي النفس في هذا اليوم التاريخي .
ايه نعم يا علي هذه قصتي مع هذه الارض التي ارتوت بدماء الشهداء كعمك احمد وغيره من الشهداء، نعم نعم لقد دبكت يا علي .
ومع اخر جملة لي ختمت بها حديثي مع عليّ الرضا 
نظر اليّ وانا اراه من خلال مرآة السيارة متمتماً بجملةة هزت كياني وجعلني اتسمر في مكاني فأوقفت السياره جانباً واخذت نفساً عميقاً حابساً دمعتي في عيوني لقد اذهلتني جملتك فعلاً يا بني  
لقد لخصت شريطي بجملتك هذه في ثوانٍ.
قائلًا 
انظر يا ابي: "لقد دبكت في ساحة الطيبة ساعة التحرير، ولكن نحن سنصلي في القدس ".

بريد المحور الاخباري

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة