هلال السلمان
بهدوء وروية واتصالات بعيدة عن الاضواء من مقر الرئاسة الثانية في عين التينة،"ينسج" الرئيس نبيه بري "خيوط اللعبة" للجلسة الاولى لمجلس النواب الجديد، التي ستنعقد ضمن مهلة 15يوما لانتخاب رئيس المجلس ونائب الرئيس وأميني سر وثلاثة مفوضين في هيئة مكتب مجلس النواب .
وبحسب المتابعين فإنه "ليس مهما الرقم الذي سيناله الرئيس بري للفوز برئاسة المجلس، انما المهم والذي سيحصل ان الرئيس بري هو المرشح الوحيد وهو الذي سيحمل مطرقة الرئاسة مجددا تحت قبة الندوة البرلمانية"،ووفق المتابعين فإن الاتصالات التي يقوم بها الرئيس بري تتناول كامل تشكيلة هيئة المكتب لجهة نائب الرئيس وباقي الاعضاء الخمسة، وكان لافتا استقبال بري اليوم في "عين التينة" لمدة ساعة تقريبا، نائب عكار سجيع عطية وهو نائب ارثوذوكسي، وهي الطائفة التي تتولى نيابة رئيس مجلس النواب.
الاخير نائب مستقل ضمن كتلة "إنماء عكار"،التي تضم 4نواب، وقد أبلغ الرئيس بري تهنئة زملائه في الكتلة،وأبدى في تصريح له بعد اللقاء الاستعداد للتعاون مع الرئيس بري، وردا على سؤال لموقع "المحور الاخباري" عما اذا كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس؟، يقول النائب عطية "انه ليس مرشحا لكنه مستعد لتحمل المسؤولية في هذا المجال اذا طرح اسمه لهذا المنصب"، وردا على سؤال آخر للموقع عما اذا كانت كتلة "انماء عكار" ستصوت للرئيس بري رئيسا للمجلس؟، يقول النائب عطية "بالمبدأ نعم" .
ويعتبر هذا الموقف من النائب العكاري مؤشر لما يجري نسجه للجلسة النيابية، وعليه بات النائب عطية ضمن لائحة المرشحين لمنصب نائب الرئيس، التي باتت تضم النائب الياس ابو صعب عن "تكتل لبنان القوي" والنائب غسان حاصباني عن "حزب القوات" والنائب ملحم خلف عن قوى ما يسمى "المجتمع المدني" .
وفي السيرة الذاتية للنائب سجيع عطية بحسب اوساط قريبة منه، فهو نائب معتدل سياسيا، يقدم الهم الانمائي لعكار على اي شيء آخر، تولى رئاسة اتحاد بلديات عكار 18سنة، كان رئيسا لبلدية رحبة، عمل مديرا لأعمال نائب رئيس الحكومة الاسبق عصام فارس لسنوات طويلة، نال في الانتخابات الاخيرة 1948صوتا تفضيليا.
بكل الاحوال، فإنه لم يرشح عن لقاء عطية مع الرئيس بري اية معطيات عما اذا كان البحث تناول منصب نائب الرئيس، لكن مجرد الزيارة الى "عين التينة" واستمرار اللقاء قربة الساعة يعد مؤشرا في هذا السياق، وهنا ترى بعض الاوساط ان استقبال بري للنائب عطية ربما أراد من خلاله توجيه رسالة لبعض القوى التي تفرض شروطا عليه للتصويت له في رئاسة المجلس، ومن هؤلاء رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي تحدث عن لائحة شروط خلال المهرجان الذي اقامه التيار السبت الماضي في قاعة بيال، كذلك الامر مع "حزب القوات" الذي اعلن انه لن يصوت للرئيس بري رئيسا لمجلس النواب، وفي هذا السياق، تعرب اوساط قريبة من "عين التينة" عن امتعاضها من تلك الشروط التي اعلنها باسيل .
بالاجمال، ايام قليلة تفصلنا عن الجلسة الاولى لمجلس النواب الجديد، وفي سياق التحضير اللوجستي لها، أوعز الرئيس بري اليوم بتخفيف الاجراءات الامنية حول مجلس النواب في ساحة النجمة وفتح بعض الطرق وإزالة بعض الحواجز الاسمنتية، على أمل سير الامور نحو إزالة "الحواجز السياسية" العالية داخل البرلمان لما فيه مصلحة المواطن الذي يرزح تحت كاهل ازمة اقتصادية واجتماعية هائلة .
خاص المحور الاخباري