قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: "نحن نعمل على وقف الانهيار، ونحتاج إلى معالجة الكثير من القضايا الاجتماعية وترتيب الأمور المعيشية والرواتب لكي نبدأ في عملية الانقاذ وننطلق بلبنان من جديد".
وشدد على "ضرورة تكاتف جهود أبناء طرابلس وتضامنهم للنهوض بالمدينة والعمل على تسويقها سياحيا، في ظل هذا الانتعاش السياحي الذي يشهده لبنان بجهود وزير السياحة وليد نصار"، مثنيا على "مبادرة رئيس مجلس إدارة شركة الصمد للاستثمار السياحي مصطفى الصمد في إقامة شهر سياحي كامل في طرابلس".
كلام ميقاتي جاء خلال رعايته حفل إطلاق حملة "أهلا بهالطلة" السياحية في طرابلس، والتي تنظمها شركة "الصمد للاستثمار السياحي" في مطعم "الحاج علي"، بحضور وزير السياحة في حكومة تصؤيف الأعمال وليد نصار ونقيب أصحاب المطاعم والباتيسيري طوني الرامي وعدد من أصحاب المؤسسات السياحية ومسؤولي القطاعات الإنتاجية في طرابلس.
وعبر ميقاتي عن "سعادته بلقائه مع هذه الوجوه الطرابلسية"، لافتا إلى أن "المشكلات التي نواجهها هي نتيجة تراكمات طويلة، وقد أمسكنا الجمرة بيدنا من أجل الانقاذ".
وقال: "تسلمنا المسؤولية والبلد في حال إفلاس كاملة، وما نقوم به اليوم هو تحويل البلد من الافلاس الى التعثر، عسى أن نوقف الانهيار لكي ننتقل من ضفة إلى ضفة، ونحن نعلم الأزمات الموجودة، ونعلم ماذا فعل التضخم الحاصل على كل الصعد، فضلا عن الصراعات السياسية التي تمنع الكثير من الحلول".
ودعا ميقاتي "أبناء طرابلس الى رفع شعار: لا ترثي نفسك لكي لا يرثيك من حولك"، لافتا إلى أن "كل المناطق تعاني أوضاعا صعبة"، مشيدا ب"رؤية وزير السياحة الذي وجد أن القطاع السياحي يمكن أن يكون المنقذ كونه ينطلق من الحس اللبناني الذي يعتمد على الخدمات ويعرف كيف يطور ويعمل، خصوصا أننا بلد صناعة خدمات".
أضاف: "إن سبب لقاءنا اليوم هو أن الأخ مصطفى الصمد، بادر الى تنظيم شهر سياحي كامل في طرابلس، ونحن سنكون الى جانبه. واليوم، أنتم موجودون هنا. وفي الاسبوع المقبل، ستكون هناك مجموعة من الصحافيين من كل لبنان ستأتي إلى طرابلس للاطلاع على ما تختزنه من جماليات ومن معالم أثرية وتاريخية، فهذه المدينة نريد الاهتمام بها، فلا أحد يهتم بمدينتنا إذا لم نهتم بها نحن. لذلك، علينا أن نكون دائما متكاتفين، وجنبا الى جنب، وأن تتضافر الجهود لنتعاون دائما على البناء".
علي الصمد
وكان الاحتفال بدأ بكلمة لعلي الصمد، الذي "عرض الأزمات التي تواجهها طرابلس"، وقال: "لن نيأس، وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل خدمة مدينتنا وإظهار أبهى صورة عنها".
مصطفى الصمد
ثم ألقى رئيس مجلس إدارة شركة "الصمد للاستثمار" مصطفى الصمد، وهو صاحب المبادرة السياحية، كلمة أكد فيها أن "في طرابلس مقومات اقتصادية وسياحية تستطيع أن تنهض بالمنطقة بكاملها"، داعيا إلى "تفعيل كل هذه القطاعات، لا سيما السياحية، وفي مقدمها الجزر التي وهبها الله لهذه المدينة وما زالت حتى الآن معطلة، بينما البلدان المجاورة تعمل على إيجاد جزر صناعية، فضلا عن محطة القطار، وحلويات ومأكولات طرابلس والأسواق المتخصصة والحرف المختلفة".
وشدد على "ضرورة تعاون القطاعين العام والخاص لتفعيل الحضور السياحي لطرابلس"، وقال: "لا أعتقد أن التقصير في طرابلس سببه الدولة فقط، بل نحن مقصرون بحق مدينتنا، فنحن لم نفعل شيئا، بل نكتفي بالتفرج على ما تقوم به المناطق الأخرى. وبناء عليه، إبتداء من 10 آب الى 10 أيلول سننظم برنامجين سياحيين بشكل مجاني ومن دون أي تكلفة، والنقل سيكون مؤمنا للجميع من كل المناطق، ومن يريد أن يحجز يمكن أن يتصل بمكتب السياحة في طرابلس. وخلال ثلاثة أشهر، سنسلم مكتب السياحة تطبيقا حول كل ما يمكن للسائح أن يقوم به في طرابلس".
ودعا "كل القطاعات السياحية إلى أن تضع إعلاناتها في هذا التطبيق وبشكل مجاني".
وزير السياحة
وألقى نصار كلمة أكد فيها أن "زياراته لطرابلس تأتي بناء على توجيهات الرئيس ميقاتي، الذي دائما يسأله ماذا أعددتم للمدينة"، مثنيا على "مبادرة السيد مصطفى الصمد بترميم مكتب السياحة في طرابلس، وبخطوة رئيس غرفة التجارة توفيق دبوسي منح الوزارة مكتبا في حرم الغرفة ليصبح هناك مكتبان للسياحة في المدينة".
وقال: "نحن لا ننسى طرابلس، ولكن نرى في كل منطقة، في ظل الظروف الصعبة أن القطاع الخاص يلعب دورا كبيرا، بالتعاون مع القطاع العام، وكل النشاطات التي قمنا بها كانت بالشراكة مع القطاع العام ولم نكلف الخزينة قرشا واحدا".
أضاف: "بالنسبة إلى لجنة السياحية التي شكلناها في طرابلس، وضعنا أفكارا جيدة، لكن في النهاية يجب أن يجتمع أبناء المدينة على تنظيم العمل لكي نخرج بنتائج إيجابية، فطرابلس هي ثاني أكبر مدينة في لبنان، فهي مدينة أثرية، ويمكن أن تلعب دورا كبيرا إنطلاقا من موقعها الجغرافي وإمكاناتها الأثرية والسياحية، فضلا عن المرفأ والمعرض والمطار".
ودعا "المجتمع المدني الطرابلسي الى التحرك على غرار ما يحصل في مناطق أخرى من أجل النهوض السياحي بعاصمة لبنان الثانية".
وتخلل اللقاء عرض لتفاصيل البرنامجين السياحيين، إضافة الى عرض لتطبيق "كزدرني" المهتم بتفعيل السياحة في مختلف المناطق اللبنانية، ومنها طرابلس.
كما كانت كلمة للدكتور وسيم الناغي حول "ضرورة تفعيل كل القطاعات الاقتصادية والسياحية في طرابلس، لا سيما معرض رشيد كرامي الدولي".
رصد المحور الاخباري