وصلت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إلى جزيرة تايوان، وذلك وسط جوّ مشحون بالتوتر بسبب رفض الصين لهذه الزيارة. ولدى وصولها إلى تايوان، اعتبرت بيلوسي، أن تلك الزيارة تؤكد التزام أميركا الراسخ بدعم الديمقراطية في الجزيرة، التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.
وقالت بيلوسي، في بيان عقب وصولها تايوان إن “زيارة وفد الكونغرس لتايوان تكرس التزام أميركا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان”، مضيفة “ستركز مناقشاتنا مع القيادة التايوانية على إعادة تأكيد دعمنا لشريكنا وعلى تعزيز مصالحنا المشتركة”.
وشددت بيلوسي “”زيارتنا هي واحدة من عدة وفود من الكونغرس إلى تايوان – وهي لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد، مسترشدة بقانون العلاقات مع تايوان لعام 1979 ، والبيانات المشتركة بين الولايات المتحدة والصين والتأكيدات الستة”. ونوهت بأن الولايات المتحدة “تواصل معارضة المحاولات الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن لتايوان”.
وأفاد تلفزيون الصين المركزي، أن مقاتلات من طراز “سو-35” تابعة للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني اتجهت نحو مضيق تايوان، بينما كانت طائرة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، تقترب من تايوان. وجاء في البيان: “مقاتلات من طراز “سو-35″ تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني تعبر مضيق تايوان”.
ودانت وزارة الخارجية الصينية بشدة زيارة بيلوسي إلى تايوان، واعتبرت الوزارة أن الزيارة بعثت بإشارات خاطئة لما تسميه قوات “الانفصاليين”.
واحتجت الوزارة في بيان اليوم الثلاثاء على وصول رئيسة مجلس النواب الأميركي إلى تايوان، نانسي بيلوسي، قائلة إن الزيارة بعثت “بإشارات خاطئة” إلى القوات الانفصالية التي تسعى إلى “استقلال تايوان”. واعتبرت بكين الزيارة الأميركية لتايوان “استفزازا سياسيا هائلا”.
وأعلن الجيش الصيني، عن إجراء تدريبات عسكرية في ست مناطق حول تايوان، من الخميس الموافق لـ4 آب/أغسطس إلى الأحد المافق لـ 7 آب/أغسطس، من الشهر الجاري.
وكتبت صحيفة غلوبال تايمز الصينية التي نقلت النبأ، عبر حسابها في تويتر: “سيجري جيش التحرير الشعبي الصيني تدريبات عسكرية وأنشطة تدريبية مهمة، بما في ذلك وتدريبات بالذخيرة الحية، في ست مناطق محيطة بجزيرة تايوان، من الخميس إلى الأحد”.
وتعتبر بكين أي زيارة لرئيسة مجلس النواب الأميركي استفزازية. ويزور مسؤولون أميركيون تايوان بشكل متكرر، تعبيرا عن دعمهم لسلطات الجزيرة، إلا أن زيارة بيلوسي ستكون الأولى لمسؤول بهذا المستوى، منذ زيارة رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت غينغريتش، عام 1997.
ودانت وزارة الخارجية الإيرانية، زيارة بيلوسي إلى تايوان، معتبرة أن هذه الزيارة انتهاك لوحدة الصين الشعبية. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان: “يعد احترام السيادة الوطنية للدول أحد المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، حيث تحذر المادة 2 من الميثاق الأعضاء من أي سلوك يضر بالسلامة الإقليمية والاستقلال السياسي للدول الأخرى”.
وأضاف:”تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية احترام وحدة أراضي البلدان أحد أسس سياستها الخارجية، ولا شك في أن دعم سياسة الصين الواحدة تصب في هذا الإطار”.
وتابع كنعاني: “نعتبر السلوك المسبب للتوتر الأخير لمسؤولي النظام الأميركي في التدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية الصين الشعبية وانتهاك وحدة أراضي هذا البلد نموذجًا للتدخلات الأميركية في مناطق ودول مختلفة من العالم، وهو ما أدى فقط إلى زيادة عدم الاستقرار وتأجيج النزاعات، وبالتالي فهو مدان من قبلنا”.
وأوضح: “أصبحت الأحادية وانتهاك القوانين والالتزامات الدولية إجراءً ثابتًا في السياسة الخارجية الأميركية، وتجربة انسحاب هذا البلد من الاتفاقيات متعددة الأطراف، بما في ذلك خطة العمل الشاملة المشتركة، وتطبيق العقوبات اللاإنسانية وغير القانونية ضد الشعب الإيراني، دليل واضح على ذلك وعدم تقيد هذا البلد بالتزاماته”.
كما صرح نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشيوف، اليوم الثلاثاء، بأن زيارة بيلوسي، إلى تايوان، استفزاز صريح يتعارض مع موقف الولايات المتحدة تجاه مبدأ “صين واحدة”. وكتب كوساتشيوف، على قناة تليغرام، أن: “الجانب الصيني- وهذا يجب أن تفهمه واشنطن بوضوح- لديه كل الأسباب المشروعة للدفاع عن سيادته ووحدة أراضيه في مضيق تايوان”.
كما أشار السياسي الروسي إلى أنه يراقب بقلق بالغ الموقف المتعلق بـ “بدء الزيارة الاستفزازية لنانسي بيلوسي إلى تايوان”. وأكد كوساتشيوف، أنه على الرغم من أن إدارة الرئيس الأميركي تقول إن رئيسة مجلس النواب “حرة في اتخاذ أي قرار بدون التنسيق مع الفروع الأخرى للسلطة، فإن زيارة تايوان التي لم يتم الاتفاق عليها مع سلطات جمهورية الصين الشعبية هي “استفزاز صريح، يتعارض تمامًا مع الموقف الرسمي للولايات المتحدة تجاه وجود صين واحدة “.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الوضع حول جولة بيلوسي وزيارتها المحتملة لتايوان، استفزاز يؤدي إلى المزيد من التوتر في المنطقة.
رصد المحور الاخباري / وكالات