أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين أن غياب الإمام السيد موسى الصدر هو جرح نازف لا يبرد إلا بمجيئه مع أخويه لأنّ لبنان والعالم العربي بحاجة إلى هذا العقل والشخصية القيادية. وفي حديث لـ"إذاعة النور" ضمن برنامج "السياسة اليوم" أكد السيد صفي الدين أن الامام الصدر كان يحمل رؤية مميزة على مستوى المنطقة، وأفكاره لم تكن أفكاراً ترتبط بلبنان فقط وهذا يكشف عن التطلع الكبير لهذه الشخصية، وأضاف: من استهدف الإمام الصدر استهدف هذا البلد لأنه كان يمثل علامة فارقة في رؤيتها للبنان.
رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أكد أننا سنصل إلى تحصيل حقوق لبنان في النفط والغاز من خلال المسارات المتاحة بين أيدينا وأحداها القدرة والقوة الموجودة بين ايدينا وباعتمادنا على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، واعتبر أنّ الاسرائيلي والاميركي يراوغان ولا يمكن أن نثق بكلامهما ونحن ننتظر الوقائع، معتبرا أن الكيان الصهيوني في حالة ارباك كبيرة ونحن سنبني موقفنا في قضية النفط والغاز بناءً على الموقف الاسرائيلي الرسمي ولن نعلق على الإعلام العبري. وأضاف سماحته إنّ لغةَ الثقة لدى المقاومة هي جزء من المعركة فنحن نثق بربنا وتجربتنا ومجاهدينا ونثق بفهمنا لعدونا ولا نبني معادلات وهمية بل معادلات قائمة على وقائع.
وأوضح السيد صفي الدين أن الترسيم لا يعني التنقيب، والمصلحة أن يكون الترسيم والتنقيب معاً لأن الهدف والمهم هو التنقيب، معرباً عن اعتقاده أن الأميركي والإسرائيلي سيعمدان عند انتهاء الترسيم إلى إدخال لبنان في دهليز التنقيب، ودعا إلى ضرورة وجود آليات للحفاظ على ثروة لبنان من النفط والغاز كي لا تضيع.
ورأى السيد صفي الدين أن هناك مشكلاً بنيوياً في فهم طبيعة هذا البلد والأدوار والوظائف الملقاة على المسؤولين، وأضاف أن البعض تعوَّد على طريقة معينة بأن يعتمد على الخارج، مؤكداً أن هذه الطريقة انتهت، واعتبر أن هناك أناس في هذا البلد تعودوا على "الشحادة"، وهي ثقافة يجب أن تنتهي.
السيد صفي الدين قال إن لدى حزب الله رؤية للحلول المتصلة بالمشاكل المتتالية في لبنان لكن هذه الأفكار بحاجة إلى توافق، ومعظم الأمور بحاجة إلى تفاهم مع الآخرين وهذا ما يجيب على الاتهام الباطل الذي نتعرض له كل الأعوام الماضية، ولفت إلى أن الذي يشارك في السلبية واليأس إنما يعمل على تلبية أوامر خارجية ويشارك في الضغوط الأميركية القصوى على لبنان، وشدد سماحته على أن كل ما نفعله يهدف إلى عدم إيصال اللبنانيين إلى حال من اليأس والإحباط الكاملين لأن هناك عواقب وخيمة لذلك لا يريد البعض إدراكها.
وفي الشأن الحكومي أكد السيد صفي الدين أن حزب الله سبّاق في التعاون ويعمل على تذليل العقبات، مشيرا الى أن الاطراف السياسية تُظهر جدية في الوصول إلى حكومة ونحن نعتقد أنه يجب أن تذلل العقبات وأن تطغى سياسة التنازلات من أجل الوطن ومصلحة كل الناس، واضاف: العلاج ليس باستنكاف الحكومة إنما هو بالقرارات التي تعالج الوضع المعيشي لبداية الانقاذ.
وفيما خصَّ استحقاق الانتخابات الرئاسية، دعا رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله إلى العمل على انتخاب رئيس جمهورية ضمن المهلة المقررة، وقال سماحته: نحن نتواصل مع الجهات المعنية والمؤثرة في هذا الاستحقاق، موضحاً ان حزب الله لا يرشح أحداً إلى رئاسة الجمهورية انما هو في موقع الداعم، والمرشحون هم من يعملون.
السيد صفي الدين تطرق إلى الأحداث التي شهدها العراق خلال الايام القليلة الماضية، وقال: لا تعليق خاص لدينا بالنسبة للأحداث العراقية، لكن ندعو دائماً بالخير لهذا البلد العزيز ونتمنى لشعبه دائماً أن يكون ملتئماً بكافة انتماءاته السياسية والطائفية لأنّ الشعب العراقي بأمس الحاجة إلى أعلى مستوى من الوحدة والتكافل والابتعاد عن كل ما يثير الأزمات، مشيراً إلى أننا لا نحبذ عبارات مثل عرقنة لبنان ولبننة العراق.
وأكد السيد صفي الدين أن واشنطن تحمل مشروعًا كبيرًا في المنطقة، وهناك حملةُ هيمنةٍ اميركية على العراق من خلال التدخل في شؤونه الداخلية، بينما الجمهورية الاسلامية الايرانية تساعد الشعوب في المنطقة، لافتا الى أن العراق ولبنان بلدان متشابهان بالتعرض لحملات، لكن الحديث عن أنهما ساحتا نزاع بين إيران وأميركا غير دقيق.
اذاعة النور