نظّم حزب الطاشناق تظاهرة، عند الساعة السادسة والربع بعد ظهر اليوم، أمام السفارة الأذربيجانية في لبنان، حيث ألقيت الهتافات والشعارات إدانةً لتعدي السلطات الأذرية على سيادة أرمينيا وشنّها أعنف الحروب على المدنيين والمناطق السكنية الأرمنية.
كما ألقى لوتفيق أيوازيان خطاب في هذه المناسبة وتم رفع الصوت لمطالبة المجتمع الدولي بالتدخّل السريع لوقف خرق أذربيجان القانون الدولي وتهديد السلم الأهلي الدولي.
كذلك، وجّه المتظاهرون أصابع الإتّهام إلى تركيا كالداعم والمموّل الأساسي لتلك الهجمات منذ سنين.
كما ألقى الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان كلمة في هذه المناسبة، ذكر فيها بدء مقاومة شعبية، في ظلّ التطورات الأخيرة في أرمينيا، في أرمينيا وأرتساخ وكل دول الإنتشار وأدان الهجوم الأذربيجاني على أرمينيا واعتبره امتداد للإبادة الجماعية التي قامت بها تركيا بحق الشعب الأرمني. كذلك أدان بقرادونيان سكوت المجتمع الدولي المريب عن هذه الجريمة المشهودة مثبتين أنّ مصالحهم الخاصة في النفط والغاز أهمّ من أي قانون دولي و سيادة دول وحقوق إنسان. في النهاية، استغرب الأمين العام غياب الأحداث الأخيرة في أرمينيا في الأوساط اللبنانية والعربية.
كلمة لوتفيق أيوازيان:
أيّها اللبنانيون المتحدرون من جذور وأصول أرمنية، ماذا ننتظر؟
إلى متى سنبقى صامتين؟
إلى متى سوف نبقى متفرجين؟
عدونا التاريخي عاد بسيفه القاتل ليضعه على رقاب إخواننا في أرمينيا وآرتساخ. جذورنا الغارسة في عمق التاريخ وفي عمق أرض أرمينيا مهددة مرّة أخرى بالإقتلاع من قبل جحافل أحفاد السلاحقة والتتر.
فيا أيّتها العدالة الإنسانية التي بصق في وجهها الشاعر العظيم ادوم يارجانيان (سيامانتو) قبل أكثر من مئة عام.
إلى متى سوف تمطر عليك أمطار الظلمات؟
أيّها المجتمع الدولي الذي تجاهل مآسي الأرمن عبر التاريخ. إلى متى سوف تغلّب المصالح على العدالة؟
ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟
هل بقي لنا أي شيء سوى الإنتفاضة والثورة؟
منذ فجر الثلاثاء، في 13 أيلول، يستكمل الأعداء ما بدؤوه سابقًا. اعتداءات أذربيجانية على أرمينيا وبدعم تركي، وقد فاقت حصيلة الشهداء في صفوف الجيش الأرميني 135 شهيدًا. فما يجري في أرمينيا ليس ببعيد عن ما يجري في أرتساخ وأوكرانيا وكوسوفو والعراق وسوريا ولبنان وحتّى عن المناوشات التركية-اليونانية.
إنّه زمن نفاذ صلاحية المعاهدات القديمة وتغيير موازين القوى والتأسيس لخرائط ومعاهدات جديدة.
فبعد معاهدة سيكس-بيكو وفيرساي وسيفر وموسكو، الذي منها ما لم ينفذّ ومنها ما خدم لأكثر من مئة سنة. ها قد حان الأوان لمئوية مؤتمر لوزان الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة. وفي زمن التغييرات يجب على المرء أن يحفظ رأسه وعلى الجماعات أن تصون أمنها ووجودها. ما تحاول القيادة الأذرية فعله في أرمينيا ليس مفاجئًا لأنها تتبع الأهداف التالية:
أوّلاً: استغلال الوهن الروسي في أوكرانيا والقوقاز وتحسين مواقفها ونفوذها ومدّ الجسور صوب تركيا التي تريد حصتها من المكاسب التي لم تنجح بالحصول عليها سنة 2020
ثانيًا: تحسين شروط تفاوضها في آرتساخ وإغلاق معبر ميغري التاريخي بين أرمينيا و إيران.
ثالثًا: رفع سعر العاز الأذربيجاني المتدفق إلى أوروبا عبر تركيا ماديًا واستراتيجيًا، هذا الغاز الذي أصبح هاجس أوروبا.
ولكن المفاجئ هو ما بدر من فريق الحكم في أرمنيا بقيادة رئيس الوزراء نيكوا باشينيان وزمرته، من تنازلات مستمرة وتخاذل وخضوع للشروط الأذربيجانية والتركية. ولا يمكن التكهن إلى أين سوف تؤدّي السياسة التي يتّبعها هؤلاء.
ولكل هذه الأسباب
واحتجاجًا على الإعتداءات الأذربيجانية-التركية على أرمينيا و آرتساخ زحفنا اليوم إلى هنا بالآلاف، لنحاصر وكر الضباع القتلة هذا، سفارة دولة الإرهاب أذربيجان والطاغية الهام الييف مرتكب الجرائم ضد الإنسانية. وكما كنا دائمًا نحاصر السفارات التركية في ذكرى الإبادة الجماعية في ٢٤ نيسان سوف نحاصرهم في كل بقاع الأرض حيث يوجد انتشار أرمني لنكشف عن اجرامهم وخبثهم ولنذكّر العالم أجمع بأنّه لن يموت حق وراءه مطالب.
بهمّتنا سوف تنقشع غيوم الظلمات عن سماء أرمينيا وأرتساخ وسائر الأراضي المحتلة من تركيا وأذربيجان ليسطع وهج الحق من جديد.
المحور الاخباري