الديار: مرحلة طرح المواصفات تمهد للمفاوضات على الاسماء... والمرشحان الابرز فرنجية وعون
السفيرة الاميركية توسع متابعة الاستحقاق... وفرنسا تبلغ: لا مرشح لنا
بري: متمسك بالتوافق ولا رهان على غيره لتقصير الفراغ وانتخاب الرئيس
كتبت صحيفة "الديار" تقول: المعطيات والمواقف لا تبشر بانتخاب رئيس الجمهورية في فترة قصيرة، لا بل ان المتفائلين يتحدثون عن مطلع العام الجديد موعدا لبلورة مشهد الاستحقاق الرئاسي.
وفي ظل الدوران في الحلقة المفرغة من الصعب الحديث عن مقاربة جدية يمكن ان تقصر فترة الشغور او الفراغ الرئاسي، لا سيما في غياب التوافق بين القوى والاطراف السياسية.
لكن البارز مؤخرا اعلان هذه القوى تباعا عن رؤيتها لمواصفات الرئيس الجديد، وكان اخرها ما اكد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان لا يشترى ولا يطعن المقاومة.
مصدر بارز للديار
وفي هذا الاطار قال مصدر سياسي بارز لـ «الديار» ان مرحلة الاعلان عن المواصفات من قبل كل طرف قطعت شوطا كبيرا، فهل اقتربنا من مرحلة مقاربة الاسماء المرشحة، وهل هذا يعني ان ما شهدناه ونشهده اليوم هو تمهيد لمرحلة المفاوضات الجدية حول المرشحين الذين يعتبرون الاوفر حظا؟
وبراي المصدر ان هناك مناخا في شان الاسماء بدأ يتبلور اكثر ان من خلال ما يدور في بعض الكواليس او من خلال بعض المواقف والتلميحات. ويبدو حتى الآن ان هناك تمحورا حول مرشحين قويين: رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وهناك خيار ثالث يمكن سلوكه وفق تسوية داخلية وخارجية بمرشح اخر من بين اسماء عديدة لكن هذا الخيار غير وارد طالما انه لم يجر الدخول في مقاربة الخيار بين فرنجية وعون حتى الان.
وبرأي مصدر نيابي في كتلة مسيحية ان خيار الثنائي الشيعي هو سليمان فرنجية، وان هذا الخيار لم يظهّر بعد بانتظار الدخول في مشاورات مباشرة حول الاسماء.
واضاف ان هذا الخيار سيأخذ مداه ولا يوجد للثنائي اسم آخر طالما ان ترشيح فرنجية هو المطروح حتى اشعار اخر.
واعتبر ان مرحلة التفاوض الجدي حول الاستحقاق الرئاسي لم تبدأ بعد لا داخليا ولا خارجيا، متوقعا ان تكون جلسة الخميس المقبل شبيهة بالجلسة السابقة.
ويبدو ان التجاذبات الداخلية الحادة مرشحة للاستمرار في غياب الحوار او المبادرات الحوارية على انواعها. اما العنصر الخارجي فانه لم يتطور الى مبادرات، بل لا يزال على شكل نصائح عامة ومواقف لحث اللبنانيين على الاسراع في انتخاب الرئيس الجديد.
موقف فرنسا
وفي هذا السياق كشف مصدر مطلع لـ «الديار» عن ان فرنسا جددت نصيحتها ودعوتها للاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية على لسان السفيرة في لبنان ان غريو لعدد من المسؤولين والسياسيين الذين التقتهم.
ووفقا للمصدر فان باريس لم تطرح ولم تبحث باسم اي مرشح، لا بل تجنبت الحديث مع بعض الشخصيات والنواب باسم مرشحين يمكن ان يكسبوا ثقة ودعم فرنسا.
واضاف المصدر» ليس لدى فرنسا اي مرشح لرئاسة الجمهورية، وانها ابلغت من يهمه الامر ان موقفها يتلخص بالدعوة لانتخاب رئيس في اسرع وقت، وانها مع من يتفق عليه اللبنانيون ويختارونه. مع النصح بان يتفقوا على انتخاب رئيس انقاذي يساهم في الاصلاح وليس له خصومات تحد من دوره».
حركة السفارة الاميركية
وفي الشأن نفسه لوحظ ان السفارة الاميركية تحرص على متابعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية واجوائها بشكل مباشر، وان السفيرة الاميركية التي نشطت في وقت سابق باجراء لقاءات مع عدد من السياسيين والاطراف التي تعتبر على علاقة وطيدة بها، تحرص على توسيع دائرة حركتها للاحاطة بكل المواقف المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي وتزويد ادراتها بالتقارير المفصلة عنها.
ووفقا لمصادر متابعة فان السفيرة الاميركية لم تشر الى اسم او اسماء معينة مرشحة للرئاسة، لكنها تركز في لقاءاتها على العموميات والموقف المعروف من حزب الله، موحية ان ليس لواشنطن اي مرشح محدد.
اجواء بري
وفي غياب الحركة الجادة والناشطة للتقدم نحو تسريع انتخاب رئيس الجمهورية وتقصير فترة الفراغ الرئاسي قالت مصادر مقربة من عين التينة امس لـ «الديار» ان الرئيس بري يؤكد انه على الرغم من عدم المضي في الحوار هو متمسك بوجوب تحقيق التوافق على رئيس الجمهورية في اقرب فرصة او وقت ممكن لانجاز هذا الاستحقاق.
ويرى ان هناك ملفات وازمات عديدة يحتاج التصدي لها الى انتظام المؤسسات الدستورية بدلا من تكريس واطالة فترة الشغور او الفراغ في رئاسة الجمهورية. وان من بين هذه الملفات او الازمات ما تحتاج الى توافق، فكيف بالاحرى اذا كان هناك استحقاق على مستوى كبير من الاهمية مثل الاستحقاق الرئاسي؟ الا يحتاج هذا الاستحقاق الى توافق؟
وتضيف المصادر ان الرئيس بري يفتح قنوات التواصل مع الجميع وسيبقى يراهن على الاتفاق والتوافق على انتخاب الرئيس الجديد، والمهم العمل على تقصير فترة الفراغ لان البلد لا يحتمل اطالتها.
بري وميقاتي وصيغة للكهرباء
والبارز امس زيارة الرئيس ميقاتي الى عين التينة واجتماعه مع الرئيس بري حوالي الساعة، حيث تركز البحث على موضوع الكهرياء وتناول مواضيع اخرى منها مشروع قانون الكابيتال كونترول المطروح على جدول اعمال جلسة اللجان النيابية غدا.
واكتفى ميقاتي بعد اللقاء بالقول ردا على سؤال» اتفقنا على صيغة حول الكهرباء».
ولم تشأ مصادر رئيس المجلس الافصاح عن هذه الصيغة مكتفية بالقول ان موضوع الكهرباء اخذ حيزا مهما من الاجتماع.
وعلمت الديار من مصادر مطلعة ان ميقاتي بحث مع بري في صيغة تأمين تمويل شراء الفيول اويل لتشغيل معامل الكهرباء، والالية الممكنة والقانونية لصيغة تامين التمويل.
واتفق على الصيغة ومتابعتها في المجلس بعد اجرائها في اطار الحكومة من الوزارات المعنية.
كما علمت ان الاجتماع الذي كان ترأسه ميقاتي يوم الاربعاء الماضي لهذه الغاية لم ينته الى نتيجة حاسمة، وان حاكم مصرف لبنان يركز على الخطوة القانونية المتعلقة بتوفير ضمانات من المصرف لشراء الفيول.
وحرص ميقاتي على وجوب تسريع شراء الفيول لتشغيل المعامل وتامين التيار بين ٨ و١٠ ساعات يوميا، مع اعتماد التسعيرة الجديدة للكهرباء.
ووفقا للمعلومات ايضا فقد شدد على سريان مفعول التسعيرة بصورة فورية على ان تدفع اعتبارا من مطلع العام الجديد، مؤكدا على وجوب اتخاذ الاجراءات الفنية والادارية والمالية اللازمة لهذه الخطوة وعلى العمل من اجل تامين الفيول في خلال فترة قصيرة.
وتفيد المعلومات ان وزير الطاقة وليد فياض كان اقترح ان تحتسب التسعيرة بدءا من اول العام المقبل وان تتلازم مع عملية دفع الفواتير بدلا من احتسابها من الآن، لكنه وافق بعد ذلك على ما اكد عليه رئيس الحكومة.
والمعلوم ان خيار شراء الفيول لتشغيل معامل الكهرباء اتخذ منذ اسابيع بقرار من ميقاتي، وانه جاء بعد ان تدخلت الادارة الاميركية ومنعت حصول لبنان على هبة الفيول اويل من ايران، وبعد ان فشلت كل المحاولات لتزويد لبنان بالغاز المصري عن طريق الاردن وسوريا وكذلك تزويده بالتيار من الاردن بسبب الفيتو الاميركي بعد ان كانت واشنطن قد اعلنت انها لن تعارض هذا المشروع.
وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اعلن في خطابه اول امس «ان ايران وافقت على طلب الوفد اللبناني الذي زارها من اجل مساعدة لبنان في موضوع التزود بالفيول اويل لكن اللعنة الاميركية منعت المساعدة».
وقال نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم في تغريدة له امس» منع لبنان من استلام هبة الفيول الايراني ٦٠٠ الف طن، وقيمتها حوالي ٣٥٠ مليون دولار، وبالتالي منع من الاضاءة بالكهرباء ست ساعات يوميا لعدة اشهر «.
صحيفة الديار