اكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان أن المطلوب تسوية رئاسية تخلصنا من كسل هذه الحكومة الجبانة.
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين عليه السلام في برج البراجنة، أشار فيها إلى أنه "ومنذ بدء التاريخ لليوم ما زال الطغيان السمة العامة للعالم، وما زالت الأكثرية المظلومة أسيرة الأقلية الظالمة، وسبب ذلك بالأغلب الأعم انهزام الأكثرية المظلومة وتقاعسها. فالله يريد أن يقول لخلقه وناسه أنتم الأكثرية، وبيدكم القوة النوعية والقدرات التغييرية، وعليكم إعادة تنظيم أنفسكم، ولا يجوز أن تبقوا رهينة جبار أو طاغية يستعمل الفقراء لضرب الفقراء، فهو بهذا السياق يشكل الطبقات الفقيرة على طريقة جيش وشرطة وموظفي إدارة وقضاء لنهب البلد والناس والسيطرة على إمكانات العالم، طبعا حسب إمكانات كل دولة وكيان".
أضاف :"والأمثلة لا تحصى في العالم وداخل الدول، ولكن المثال الصاخب والأهم اليوم، ما يجري بحق سوريا التي تعاني من أسوأ زلزال، وناسها ما زالوا تحت جبال من ركام الأنقاض، ورغم ذلك ما زالت واشنطن وبروكسل تتعامل معها بطريقة الأنياب والمخالب والحصار القاتل وقانون قيصر الإجرامي، من دون أي تنديد عالمي أو عربي أو إسلامي، سوى من قلة شجاعة تعد على الأصابع".
وتابع:"على أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وخلف الفظاعات، ضرب أيضا سوريا وخلف الفظاعات، إلا أن أغلب الدول هبت لإنقاذ تركيا التي ناشدنا العالم إغاثتها وإغاثة سوريا، إلا أن الشعب السوري بقي أسير الترسانة العقابية المتوحشة التي تقودها واشنطن وأوروبا، وتلتزم بها أغلب الدول العربية والإسلامية انقيادا لطغيان واشنطن، وليس انقيادا لله سبحانه وتعالى. واليوم الوضع في سوريا مخيف، والفظاعات مرعبة، وما نراه أكبر من كارثة، بحيث أن الناس تموت كل لحظة تحت الأنقاض، فيما واشنطن وبروكسل تقودان أسوأ سياسة حصار وعقاب تمعن بقتل الشعب السوري تحت عين أكثر العرب والمسلمين الذين يتفرجون بوقاحة، وإذا تحرك بعضهم فليس أكثر من موقف استعراضي رخيص لرفع العتب، كل ذلك بخلفية انقيادهم لفرعون هذا الزمان واشنطن. لذلك نعيش اليوم زمن انقياد أغلب العالم لربوبية واشنطن العجوز بخلفية وثنية جديدة قذرة".
وأكد المفتي قبلان أن "ما يجري اليوم في سوريا مذبحة أمريكية أوروبية تطال شعبا بأكمله بخلفية طغيان لا سابق له، والمسلمون اليوم مطالبون بأن يعودوا لله، وليس للوثن واشنطن، والله تعالى يقول (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء). وبنفس الخلفية يريد الله تعالى أن يقول للخلائق، لا تساهموا بصنع الطغاة ولا تكرسوا طغيانهم، ولا تقتلوا أنفسكم، ولا تعينوا على استعباد أطفالكم وأجيالكم، والله تعالى يقول لكم صباحا ومساء (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار). واليوم النار هي كل ظالم وفاسد وجبار وطاغية، سواء كان كيانا عالميا كواشنطن وحلفها الأطلسي الأوروبي، أو ماليا أو نقديا أو تاجر سوق أو محتكرا أو صرافا أو بنكا يتعامل مع عباد الله بوحشية لا نهاية لها، شراكة في ما بينهم، والأخطر انقياد كثير من الفقراء لهذه الكيانات الطاغية، والله تعالى يقول (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا)، وما أكثر من ينقاد ذليلا لواشنطن على حساب دينه وضميره وأخلاقه وعلاقته مع ربه، وما أكثر من ضيع دينه لصالح "هبل" جديد يعكف حقيرا أمام خدمته، والله يقول (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا). ولقد أنبأنا رسول الله أن كثيرا من هذه الأمة يعود وثنيا، ويجري فيه ما جرى في الأمم السابقة حذو النعل بالنعل".
وأضاف:"لذا، من وحي الزلزال العنيف أذكر هذا الصنف بيوم الزلزلة العظمى، حيث يقول الله تعالى (إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الأنسان ما لها)، يقول (ما لها) خائفا مرعوبا مدهوشا، على طريقة "أين المفر"، فيأتيه الجواب المحتوم بلسان (كلا لا وزر * إلى ربك يومئذ المستقر * ينبأ الأنسان يومئذ بما قدم وأخر)، وذلك بلحظة أبدية نهائية وفق حقيقة قوله تعالى (ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون)، والله تعالى وعدنا النصر والتأييد وسلطنة الحق، ولن يخلف الله وعده، وما يوم الإمام الحجة المهدي(عج) ببعيد".
وكرر المفتي قبلان دعوته "لكل كيان ومنظمة وشعب حر في هذا العالم لمد يد المساعدة للشعبين التركي والسوري، وحتما من لا يفعل وهو قادر يرتكب أسوأ عناوين الإجرام. وهنا أقول الأمم المتحدة ومنظماتها والمنظمات الغربية والدول الغربية تتفرج بشماتة على الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري، هذه هي صورة الغرب المجرم، والأيام دول، واليوم علينا وغدا لنا إن شاء الله".
ووجه خطابه للدول العربية بالقول:"مزقتكم واشنطن، واستفردت بكم، وداست كرامتكم، واليوم أغلب الدول العربية والإسلامية فريسة مالية ونقدية واقتصادية وأمنية وسياسية لواشنطن، واليوم سوريا وغدا أنتم، والحر من يكسر قانون قيصر، ويخلع أغلال واشنطن عن عنقه، وما أقل الأحرار في بلاد العرب".
كما توجه المفتي قبلان بالشكر "للطواقم اللبنانية من كل الطوائف التي سارعت لإغاثة الشعب السوري والتركي، ونتمنى أن تتعلم الحكومة اللبنانية بعض دروس الشرف والشجاعة من شعبها وناسها، علها تتحرر من العبودية الأميركية التي ما زالت تدوس القرار السياسي بأقدامها".
واعتبر المفتي قبلان أنه "من غير المقبول أبدا اللعب بشعبنا وأهلنا بالوعود الكاذبة والنفاق الحكومي، سواء موضوع الدولار والدواء والتعليم والكهرباء وغيرها؛ وبصراحة أكثر لقد مللنا من هذه الحكومة المستعبدة، والمطلوب تسوية رئاسية تخلصنا من كسل هذه الحكومة الجبانة"... موجها خطابه للقوى السياسية :"لبنان من قعر إلى قعر أعمق، والتعويل على أكاذيب واشنطن تضييع للوقت وللبلد، ومن يعول عليها تعويل على فراغ، مضافا إلى أنه خيانة، ومن غير المسموح تسليم لبنان لواشنطن وتوابعها".
وأكد قبلان أن "السيادة اللبنانية تمر في مجلس النواب فقط، واللعبة الدولية مرفوضة بشدة، والمطلوب من القيادات الروحية والوطنية تدشين موجة وطنية للضغط على القوى السياسية التي تراهن على اللعبة الخارجية للنزول عن الشجرة. والمطلوب من بعض القيادات التاريخية أن تكون واقعية أكثر، لأن زمن لبنان المزاد العلني انتهى، والآن لبنان هو لبنان".
رصد المحور الاخباري