رعى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد اللقاء السنوي الذي نظمه "التجمع الاسلامي لاطباء الاسنان" في منطقة جبل عامل الثانية، في النبطية، وكانت له كلمة قال فيها: "انه من دواعي الاعتزاز ان ينعقد هذا اللقاء ونحن نستحضر قيم قادتنا الشهداء الذين سبقونا بالعطاء في هذه المسيرة الايمانية الوطنية الجهادية التي ترنو الى بناء وطن محرر سيد، صاحب قرار، والى بناء دولة تحقق العدل والانصاف ويحكمها القانون وتقوم فيها المؤسسات، هذا طموح رسمناه منذ بداية مسيرتنا وخطونا خطوات كبيرة ومهمة من اجل تحقيق بعض ما طمحنا اليه، وشخصنا العوائق والمحفزات من اجل مواصلة مسيرتنا لتحقيق كامل اهدافها".
أضاف: "منذ انطلقنا بقيادة اناس اخلصوا لوطنهم واخلصوا ايمانهم وصدقوا اخوانهم وارادوا خيرا لبلادهم، استفزهم الاحتلال الصهيوني فراحوا يعبئون الناس ويشحذون الهمم ويرسمون معادلات للنصر ويواجهون بالبداية باللحم العاري والامكانات الضئيلة المتواضعة التي قيل فيها يومها ان العين لا تقاوم المخرز ولكن الارادة الايمانية بالحق المشروع غيرت المعادلات واثبتت ان هذه الارداة اقوى من كل حديد ودبابات العدو وطيرانه، ولقد قلبنا المعادلة مع العدو رأسا على عقب واسقطنا تفوق الكيان الصهيوني، بعد ان حررنا ارضنا وفرضنا معادلة الانتصار على هذا العدو، واسقطنا مع ذلك الدور الوظيفي للكيان الصهيوني الذي لم يعد له حظ من النجاح، الا مع المنهزمين، اما من يملك ارادة المقاومة والمواجهة وحفظ السيادة الوطنية لا يستطيع عدو مثل العدو الصهيوني الآن ان يفعل معه اي شيء، هذا العدو دخل في نفق الازمة الداخلية الوجودية تكاد تطيح بكيانه وبكل ما قدمه في سالف الزمان".
وتابع: "المعادلات التي رسمها قادتنا ومسيرتنا، معادلات تنبني على ان الانسان موقف، اما ان يعيش عزيزا سيدا كريما واما ان يكون بطن الارض خير له من ظهرها، هذا التحدي الوجودي عندما يترجم حركة مخلصة دؤوبة ناشطة مضحية تستطيع ان تقلب الموازين، وبالفعل ايها الاحبة اين نحن اليوم عما كنا عليه في العام 1982، كنا نشعر باننا مجرد افراد قلائل ومجموعات صغيرة، يكاد الناس ان يتخطفونه، كان الواحد لا يجرؤ ان يكون حتى بين عائلته، ان يقوم بعمل مقاوم او يشارك في عمل مقاوم، لكن الأن يخجل الانسان حينما ينأى بنفسه عن خط وخيار المقاومة لان هذا الخط وهذا الخيار هو الذي جعلنا نحس بوجودنا وبوطنيتنا وبشخصيتنا وبهويتنا وبكرامتنا الانسانية وجعل بلدنا موضع اهتمام وتتبع النافذين في العالم الذين لا يجدون في الشرق الاوسط او في منطقتنا كيانا يستحق الاهتمام غير الكيان العدواني الصهيوني الارهابي الذي يتناغم مع قيمه الحضارية التي يخدعوننا بها في الظاهر ويمارسونها حق الممارسة في اوطانهم، لان هذا الخط وهذا الخيار هو الذي جعلنا نحس بوجودنا وبوطنيتنا وبشخصيتنا وبهويتنا وبكرامتنا الانسانية، وجعل بلدنا موضع اهتمام وتتبع النافذين في العالم الذين لا يجدون في الشرق الاوسط، او في منطقتنا كيانا يستحق الاهتمام غير الكيان العدواني الارهابي الذي يتناغم مع قيمه الحضارية التي يخدعوننا بها في الظاهر ويمارسونها حق الممارسة في اوطانهم".
وقال: "أسمحوا لي ان اكون صريحا معكم، لاقول بأن احترام الآخر والحوار مع الآخر، تطبيقه في داخل من يحمل هذا الشعار في وطنه، اما حين تمتد مصلحته على حساب مصالحنا الوطنية، لا يعود هناك مكان لا لاحترام الاخر، ولا للاعتراف بالاخر اصلا. يعترفون بك طالما انك تحقق مصلحة لهم، اما ان تكون انسانا تستحق الوجود كنظير لهم في الانسانية فهذا ما لا يؤمنون به، ولا يمارسونه على الاقل، لم نكن بحاجة لدليل تعاطيهم معنا، الازمة الكارثية التي حلت بعد الزلزال الذي اصاب سوريا وكيف تعاملوا انسانيا، فجحدوا كل قيمهم الانسانية وتصرفوا وفق مصالحهم الاستعمارية، والنفوذية الطامعة في بلادنا وفي مصالحنا، وبكل الاحوال لهم شأنهم ولنا شأننا، وخلافنا في هذه النقطة بالذات مع اخرين في الداخل والخارج اننا لا نقبل ان يملي الخارج ارادته على استحقاقاتنا الوطنية. لا نقبل ان يسمي الخارج رئيس جمهوريتنا، لا نقبل ان يرهن الخارج مصيرنا السياسي ومستقبل اجيالنا نتيجة سياسة عقوبات وحصار ظالم منفرد تقوم به دولة نافذة خلافا للقانون الدولي وتمردا على مجلس الامن وسلطة الامم المتحدة لانها تشعر انها هي الاقوى في هذا العالم".
أضاف: "يستطيعون ان يلحقوا أذى وألما بنا وبشعبنا ولكن لا يستطيعون ان يكملوا المشوار في هذا الامر، لاننا سرعان ما نبتدع الاسلوب الذي يوجعهم ويؤلمهم ويدفعهم الى ان يكفوا اذاهم عن بلدنا وعن شعبنا وهذا ما اشار اليه وألمح اليه سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير. صحيح اننا في الداخل نريد بناء دولة والآن نعير كيف لا نحاسب المفسدين كما نحاسب اعداءنا، وكأن المطلوب ان نستخدم القوة والسلاح لمحاسبة من اخطأ وافسد وأوقع البلد في كارثة اقتصادية استجابة لمصالحه الشخصية او الفئوية او الانانية، لكن هو بالنهاية ابن بلدنا، نتعامل مع المفسد بالاحتكام الى القانون من اجل ردعه ومن اجل محاسبته ومعاقبته، ومن اجل الضغط حتى لا يتجرأ احد غيره على مخالفة القانون، لكن للاسف اسمحوا لي ايضا ان اكون صريحا، ربما هناك من يتواطأ على القانون في بلدنا من اكثر من جهة بحيث يضيع المرتكب ولا تستطيعون محاكمته".
وتابع: نحن بحاجة الى اعادة النظر في جسمنا القضائي، في سلطتنا القضائية، واعادة النظر في اجهزتنا الامنية، واعادة النظر في بعض القوانين التي تتصل بالعقوبات وتتعاطى مع المخلين، المخالفين للقانون وتسمح بمحاكمة ومحاسبة المرتكبين دون ان تذهب بالوطن الى حيث تصفية حسابات داخلية شخصية او فئوية، وهذا ما يجب ان نلحظه حين نعيد النظر، نحن نريد ان نحقق استقرارا وعدالة في بلدنا، لكن لا نريد ان نصفي حسابات مع احد، بكل صدق وبكل محبة وبكل صراحة، تصفية الحسابات يعني استخدام منطق الاستقواء، استخدام منطق القوة، اما تحقيق العدالة والانصاف معنى ذلك العودة الى القانون، وتحكيم القانون. تعالوا نستقوي جميعا من اجل التحصن بالقانون وتطبيق القانون، وليطبق القانون على الجميع، ولا بأس ان ننتهي مما سبق ونقول لنفتح صفحة نلتزم بها جميعا بأن لا نخالف القانون الذي نضعه من اجل استقرار بلدنا ومن اجل تحقيق مصالح شعبنا، وما يقبل ان نتحاور حوله في الداخل لا يستقيم مع العدو ايها الاعزاء، العدو لا يفهم الا لغة القوة، ولذلك نحن ميزنا تماما في مسيرتنا بين استخدام القوة والمقاومة والتصدي والمواجهة بكل اشكالها مع عدو يريد ان يسلبنا حريتنا وارادتنا وسيادتنا وان ينتهك هذه السيادة وهذه الكرامة وان يبسط نفوذه على ارضنا، وبين الداخل الذي يتطلب عيشا واحدا، ويتطلب مرونة ويتطلب تفهما وتفاهما ويتطلب حرصا على تطبيق القانون وهذه كله يحتاج الى حوار، ويحتاج الى رحابة صدر، ونحن ندعي اننا من اكثر القوى التي تملك صدرا رحبا لمعالجة اوضاع الداخل، ونحن ندان ويعاب علينا اننا نملك سعة الصدر هذه، وعلى اي حال لسنا نادمين على ما لم نستطع ان نصلحه في الداخل بالحوار وبالتفاهم، ونترك للعبة الديموقراطية ان تأخذ مداها، واذكر هنا اننا حين اعدنا النظر بقانون الانتخاب الذي كان قائما على اساس الاكثرية، اعتبر الكثيرون من شعبنا ونحن منهم ان النظام النسبي هو الاكثر انصافا في التمثيل والاكثر صدقية في التمثيل واستجبنا لهذه المطالب ورحنا ننسج ونشارك في صياغة قانون انتخاب لن يأتي على خاطرنا ولا على ما كنا نطمح اليه، لانكم تذكرون ان مقولتنا الدائمة كانت انذاك ان النظام النسبي لا يستقيم مع الدوائر الكثيرة والصغيرة وانما يحتاج النظام النسبي ليكون منصفا واقرب الى التمثيل العادل يحتاج الى دوائر كبرى تحقق الاندماج الوطني وتحقق الانصهار وتحقق العيش الواحد فعلا في الدوائر التي يحصل فيها الانتخاب، وخطونا تلك الخطوة في الحقيقة من اجل ان نصل الى نظام انتخابي اكثر عدالة واكثر انصافا اكثر من النظام الاكثري الذي كانت تتحكم فيه بعض القوى والرموز وتصادر اراء كل اللبنانيين، واقول ان كثيرا من القوى المتمردة الآن على مشاركتنا نحن في السلطة ما وصلوا الى المجلس النيابي إلا نتاج القانون الذي رسمناه ووافقنا عليه، لكن للاسف ان الشعارات تستهلك في هذا البلد مجانا ولا طائل تحت اساءة استخدامها".
وختم رعد: "لا اريد ان اطيل عليكم، لكن حسبي ان اقول ان الازمة التي نمر بها مفتاح الحل فيها ان نتفاهم داخليا برؤية اقليمية منفتحة لمصلحة بلدنا ونأتي برئيس يستطيع ان يدير هذه المرحلة، وعندما نصل الى هذا الرئيس تنجلي بعض الغيوم وترتد بعض العقوبات وتنحصر بعض التشنجات ويبدأ مسار تنشيط الوضع الاقتصادي ويحتاج ايضا ذلك الى همة عالية في ابداع ما يمكن ان نسميه الاطلاع بالخطط الوطنية الهادفة الى تنشيط قطاعاتنا الاقتصادية التي يعول عليها من اجل تأمين سيولة للازمة ومن اجل تأمين استقرار اقتصادي نحتاجه في هذا البلد ويعين شعبنا على الصمود في مواجهة التحديات الطارئة التي تتوالى بين الفينة والاخرى، واسمحوا لي اخيرا ان اتوجه لكم بالشكر جميعا على مشاركتكم في هذا اللقاء، والشكر لعميد كلية الاسنان في الجامعة اللبنانية لحضوره ومشاركته معنا، والشكر للتجمع الاسلامي لطب الاسنان ولا ينبغي ان ننسى شكر التجمع على ما انجزه من فوز نقابي خلال الفترة الماضية على امل ان نجد نشاطا مهما ينعكس لمصلحة اطباء الاسنان ولمصلحة الوطن".
بعد ذلك قدم رعد دروعا تقديرية لثلة من اطباء الاسنان القدامى في المهنة، وتسلم درعا تقديرية من طقش ومنتش، وتسلم البروفسور عون درعا تقديرية، وأقيم عشاء تكريمي.
وكان استهل اللقاء بمحاضرة علمية لمدير شركة cedars software solutions حسين مشيمش عن " تطوير برمجة العيادات " وتخللها نقاش مع الحضور.
الوكالة الوطنية للاعلام