هلال السلمان
لاتزال إرتدادات الاتفاق السعودي-الايراني برعاية صينية تضرب المنطقة والعالم، وهي ستبقى مستمرة الى أمد بعيد نظرا للتحولات الجيوسياسية التي يتوقع أن يحدثها في المنطقة.
ويطرح المراقبون العديد من التساؤلات حول الاسباب التي دفعت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى حسم خياره والذهاب باتجاه الاتفاق والتفاهم مع ايران بعد عقود من العداء، والتخلي عن الخيار الاخر وهو التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني رغم قطعه شوطا مهما في هذا الطريق؟.
تقول مصادر سياسية مطلعة لموقع "المحور الاخباري"، "إن بن سلمان قام بعملية مفاضلة استراتيجية بشأن الوجهة التي سيتخذها وتؤمن لمشروع حكمه المستقبلي في المملكة السعودية استقرارا لعقود قادمة".
وهو استنتج ان التحالف والتطبيع مع الكيان الصهيوني لن يؤمن له هذا الهدف، فهذا الكيان يعيش حاليا ازمة وجودية تتجلى في الانقسام غير المسبوق في المجتمع الصهيوني والذي وصل الى الشارع، وهناك تخوف من وصوله الى مستوى حرب اهلية، اضف الى ذلك -بحسب المصادر -ان حكومة نتنياهو الحالية هي اكثر حكومة يمينية وتطرفا وخططها الارهابية ضد الشعب الفلسطيني بدأت تتجلى في مجازر الضفة الغربية والحديث عن مسح قرى كاملة عن الخريطة و"هذا كله يضع السعودية بحالة حرج كبير امام العالم الاسلامي اذا ذهبت الى خيار التحالف والتطبيع مع الكيان الصهيوني وهو خيار كان قد اخذ طريقه الى التنفيذ بشكل غير رسمي ومن تحت الطاولة منذ سنوات" .
وتضيف المصادر "ان الازمة الكبيرة لبن سلمان حاليا هي غرقه في وحول اليمن منذ ثماني سنوات وعدم تحقيقه اي مكسب عسكري او سياسي في هذا العدوان رغم انفاقه العسكري الذي بلغ 600مليار دولار،بالمقابل بات اليمنيون قادرون على ضرب كل الاهداف السعودية الحساسة على كامل جغرافيا المملكة، وهو ينسف الخطة العشرية لبن سلمان وما تحويه من بناء مدن نموذجية بحاجة لإستثمارات خارجية، وهذا كله لن يتحقق اذا بقي الوضع في اليمن على حاله من العدوان وقدرة اليمنيين على تنفيذ ردود عسكرية استراتيجية على الاهداف السعودية".
وترى المصادر انه "امام هذه العوامل وغيرها، وجد بن سلمان ان تفاهمه مع ايران يحقق له العديد من اهدافه ويضمن لنظامه استقرارا طويلا، خصوصا اذا اقفل الخاصرة الجنوبية الضعيفة على اتفاق مع صنعاء بوساطة طهران، فضلا عن ان واشنطن كانت قد اوصدت الابواب امام بن سلمان ما أحدث ازمة في العلاقات بين الرياض وواشنطن لأسباب عديدة بينها ابتزازه بملف حقوق الانسان وسمعته السيئة في هذا المجال بعد اتهامه بقتل الصحافي جمال الخاشقجي في سفارة المملكة في تركيا، وهو ملف يبقى مفتوحا في اميركا في المنافسة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
بالمحصلة امام حسابات الربح والخسارة وجد ولي العهد السعودي ان تفاهمه واتفاقه مع ايران يحقق له مكاسب بينما تحالفه وتطبيعه مع الكيان الصهيوني واستمرار غرقه في اليمن سيذهب به وبنظام آل سعود الى المجهول.
خاص المحور الاخباري