أكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن الكلام في جبهة لبنان هو رهن الميدان وهذه سياستنا، مشددًا على أن الميدان هو الذي يفعل ويتكلم وبعدها يأتي ردّنا، لافتًا إلى أن المشهد العام الذي بدأناه من غزة إلى الضفة إلى اليمن إلى العراق إلى سورية إلى إيران إلى لبنان يقول، إننا في معركة جمع الإنجازات ومعركة الوقت الذي يساعد بإنزال الهزيمة بالعدو.
وأوضح أن الفشل الميداني والخشية من توسع الجبهات وضغط المهجرين لدى الكيان في الداخل وضغط عوائل أسرى العدو سيضيق الخناق والوقت على العدو.
وقال السيد حسن نصر الله أن تدمير مقر الحاكم العسكري في صور قبل 41 عاماً كان من أعظم مصاديق قوله تعالى " وليسوؤوا وجوهكم "، وما حدث في 7تشرين أول/ أكتوبر بفلسطين هو أيضاً من أعظم مصاديق "وليسوؤوا وجوهكم".
وفي احتفال يوم الشهيد الذي نظمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق اللبنانية قال السيد نصر الله هذا اليوم هو يوم شهيد حزب الله ونقصد به كل شهيد من أول شهيد مع انطلاق مسيرة المقاومة في حزب الله عام 1982 إلى آخر شهيد تم تشييعه اليوم، واليوم قُرانا في الجنوب والبقاع وفي بيروت شيّعوا العديد من الشهداء الأعزاء.
واعتبر السيد نصر الله أن دم الاستشهادي أحمد قصير ودماء كل الشهداء هي التي انتصرت على السيف الأميركي الإسرائيلي المصلت على منطقتنا.
ولفت إلى أن الشهداء في مسيرتنا لهم مكانة خاصة ونحن نشعر ببركاتهم في كل ساعة وكل يوم، بالأمن والأمان والتحرير والحرية والشرف والحماية من خلال قوة الردع التي صنعوها، مؤكدًا أنهم أهل الايمان بالله ورسله وأنبيائه وكتبه، وأهلهم صابرون وراضون بقضاء الله وقدره وهم يحفظون إنجازات أبنائهم، وأصبحوا شركاء بالدم في هذه المسيرة.
كما، تقدم الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله من كل عوائل الشهداء بالتبريك بانتمائهم لقافلة سادة الوجود الذين اجتباهم الله تعالى فاختارهم شهداء في ركب الأنبياء والأولياء، معترفًا لهم بالثبات والتضحية والوفاء وبالتخلي عن كل أطماع الدنيا، مؤكدًا أنهم هم الذين يدافعون عن هذه المسيرة، مشيدًا بكلامهم منذ 8 تشرين الأول عن استعدادهم لتقديم المزيد دفاعًا عن لبنان وغزة.
العدوان "الإسرائيلي" على غزة
وتابع السيد نصر الله حديثه قائلًا: هناك حدثان يتعاظمان، الأول هو العدوان الصهيوني على المدنيين في غزة، والحدث الثاني هو التصدي البطولي والعظيم للمقاومة الفلسطينية ضد قوات العدو.
وحول هذا الموضوع قال السيد نصر الله إن غزة تتعرّض لعدوان مؤلم وجرائم عظيمة لم تتوقف منذ 7 تشرين الأول، والغريب أن ضمن هذه الجرائم الاعتداء العلني على المستشفيات من قبل العدو بحجج واهية، مؤكدًا أن هذا الانتقام المتوحش يعبّر عن طبيعة وحقيقة الكيان، والذي يُراد منه إخضاع الشعب الفلسطيني واللبناني وشعوب المنطقة، وليس فقط أهالي غزة.
وأضاف السيد نصر الله أن العدو يريد تحطيم إرادة المطالبة بالحقوق المشروعة والدفع بثقافة الاستسلام وأن يقول لكل الفلسطينيين من خلال جرائمه في غزة: انسوا أرضكم ومقدساتكم. ورأى أن العدو يخطئ من جديد في حساباته لأن جرائمه في فلسطين منذ 1948 لم توقف العمل المقاوم بل تعاظم وصولًا إلى ما أنجزه المقاومون في كتائب القسام في 7 تشرين الأول.
ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك وسائل إعلام عربية وكُتاب عرب يساعدون بشكل متعمّد أو غير متعمّد على تحقيق الهدف الإسرائيلي، مؤكدًا أن شعوبنا لن تيأس لأن خيارها الوحيد هو المقاومة وليس الاستسلام والخضوع وإن غلت وتعالت التضحيات كما يحصل في غزة وفي الضفة الغربية.
تبدل في الرأي العام العالمي
كما أوضح السيد نصر الله أنه إذا كانت شعوبنا ترفض التطبيع بمعزل عن إرادة بعض الحكام قبل المجازر في غزة، فهم بعد هذه الوحشية سيكون رفضهم للتطبيع مع العدو أصلب وأقسى، مؤكدًا أن العدوان على غزة سبّب تبدل الرأي العام العالمي وكشف الزيف الإسرائيلي.
ولفت السيد نصر الله إلى أن تبدل الرأي العام العالمي يخدم أهل غزة ومشروع المقاومة، معتبرًا أن الأهم هو ما نشهده من مظاهرات تحصل في واشنطن ولندن وباريس والدول الأوروبية لأنها تضغط على حكوماتها.
كما، رأى أنه لا يوجد في العالم اليوم من يدعم هذا العدوان إلا الإدارة الأميركية وتابعها الإنكليزي، وبسبب المجازر التي يرتكبها العالم لم يعد يتحمل هذا الأمر ما يشكل عامل ضغط عليهم.
هذا، وأكد السيد نصر الله أن أميركا هي التي تدير هذا العدوان وهي من تستطيع وقفه، وفي "إسرائيل" هناك حمقى يفكرون بمستقبلهم فقط كنتنياهو وغالانت، مشددًا على أن كل الضغط والاستنكار يجب أن يتوجه إلى الأميركيين وكل عوامل الضغط يجب أن تتركز على الإدارة الأميركية لأنها صاحبة القرار.
القمة العربية - الإسلامية في جدة
وعن انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في جدة، قال السيد نصر الله، إن هناك قمة تجمع 57 دولة عربية وإسلامية، والعالم والشعب الفلسطيني يتطلعون إلى هذه القمة.
وأضاف: الفلسطينيون يتطلعون إلى هذه القمة ولا يطالبونها بإرسال الجيوش وبما لا تقدر عليه، بل يطالبونها بالحد الأدنى بالوقوف وقفة رجل واحد وأن تطالب الأميركيين بوقف العدوان وأن تتوعد بإجراءات جديّة.
وسأل السيد نصر الله: هل من المعقول أن 57 دولة عربية وإسلامية لا تستطيع فتح معبر رفح لإدخال المساعدات والدواء والماء والوقود وتستنقذ الجرحى؟
المعركة في غزة
وحول المعركة القائمة في قطاع غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، قال السيد نصر الله: القتال في غزة يجري في ظروف قاسية جدًا وواقع نفسي صعب ورغم ذلك يقاتل المجاهدون بقوة أقوى ألوية النخبة الإسرائيلية، وهذا دليل عجز كيان العدو، لافتًا إلى أن شجاعة وإبداع وإقدام المجاهدين في غزة هو الحاسم اليوم بدرجة كبيرة في مسار الأمور، مؤكدًا أن الرهان الحقيقي هو على الميدان.
الجبهات المساندة - الضفة الغربية واليمن
وأوضح السيد نصر الله أن من جملة الجبهات المساندة التي يتحدث عنها العدو هي جبهة الضفة الغربية التي تُقلق العدو ويخشاها، والجبهة الثانية هي جبهة اليمن الذي اتخذت قيادته وشعبه قرارًا جريئًا وأرسلوا على دفعات الصواريخ والمسيّرات باتجاه الكيان الغاصب، والتي تصدت لها أميركا، ومع الأسف بعض الدول العربية.
ولفت السيد نصر الله إلى أن ما قام به الإخوة في اليمن له آثاره الكبيرة ولو أن الصواريخ والمسيّرات اليمنية فرضًا لم تصل، ففي اليمن هناك حكومة وجيش وليس كباقي حركات المقاومة ما أعطى دعمًا للمقاومة الفلسطينية.
وأكد السيد نصر الله أن اليمن يقوم بخطوات كبيرة ومباركة مع العلم أنه وُجّهت إليه تهديدات بإعادة العدوان عليه.
الجبهات المساندة - العراق
وتابع السيد نصر الله حديثه عن الجبهات المساندة لفصائل المقاومة في غزة، قائلًا إن المقاومة الإسلامية في العراق هي أيضًا تستهدف القواعد الأميركية في سورية والعراق دعمًا لغزة، وقد طرحت معادلة وقف العدوان على غزة حتى يتوقف استهداف قواعد الاحتلال، لافتًا إلى أن الأميركي حتى الأمس صباحًا اعترف بـ46 هجومٍ على قواعده في سورية والعراق وإصابة 56 جندي.
كما، اعتبر السيد نصر الله أن هذه شجاعة عالية من المقاومة العراقية لأنها تقاتل أميركا التي تملأ أساطيلها البحار وهي تواجهها بالنار، والأميركيون أرسلوا تهديدات للإخوة في العراق وهنا في لبنان.
ولفت السيد نصر الله إلى أن السفيرة الأميركية في لبنان نفت أي تهديد لحزب الله من قبل الإدارة الأميركية، مشيرًا إلى أنها إما كاذبة أو جاهلة، وأوضح أن أميركا لم تترك قناة غربية وعربية ولبنانية لإيصال التهديدات إلا وأوصلت عبرها التهديدات، ولكن هذا التهويل لم يوقف العمليات لا في اليمن ولا في العراق ولا في لبنان.
الجبهات المساندة - سورية
هذا، ورأى السيد نصر الله أن سورية في الحقيقة هي أيضًا تحمل مع محور المقاومة عبئًا كبيرًا جدًا وموقفها ثابت في كافة المحافل الدولية، معتبرًا أنه رغم موقفها الصعب اليوم إلا أنها تحضن حركات المقاومة، لافتًا إلى أن أي عملية من الجولان يقوم كيان العدو بقصف مطارَي دمشق وحلب.
وأضاف أن المسيّرة التي وصلت إلى "ايلات" وأثارت الرعب هناك ضاعت "إسرائيل" في تشخيص الجهة التي انطلقت منها ووصلت في نهاية المطاف إلى اتهام إحدى تشكيلات حزب الله واستهدفت سورية وسقط لنا شهداء هناك.
كما، أوضح أن سورية التي تعرضت لحرب كونية على مدى 12 عامًا وتُحاصر بقانون "قيصر" اقتصاديًا ولا يزال جيشها منتشرًا على مساحات واسعة لمواجهة الجماعات الإرهابية
الجبهات المساندة - إيران
وعن مساندة الجمهورية الإسلامية لفصائل المقاومة قال السيد نصر الله، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم بشكل كامل ومستمر حركات المقاومة، وإذا كان هناك من قوة للمقاومة في لبنان وفلسطين وفي المنطقة فبالدرجة الأولى يعود للدعم المالي والعسكري من إيران.
الجبهات المساندة - لبنان
وتابع السيد نصر الله حديثه قائلًا: أما الجبهة اللبنانية فمنذ 8 تشرين الأول العمليات مستمرة وفي ظل الحضور الدائم للمسيّرات المسلحة الإسرائيلية وهو عامل جديد في المواجهة، رغم ذلك عملياتنا مستمرة، مؤكدًا أنه عندما يذهب "أولادكم وإخوانكم لاستهداف العدو بالصواريخ الموجهة أو القذائف المدفعية هم بمثابة استشهاديين وهذا يعبّر عن مدى شجاعتهم"
هذا، وأوضح انه حصل ارتقاء في العمل المقاوم، كمي ونوعي، بالأسلحة وبالعمق، وأضاف: هذه المرة الأولى التي نستخدم المسيّرات الانقضاضية وصواريخ البركان حيث زنة المتفجرات فيه ما بين 300 إلى 500 كلغ تنزل على رؤوس قوات العدو.
ولفت إلى أن هناك ارتقاء بالعمق سواء بالكاتيوشا أو بالمسيّرات، وهذا ما استلزمته طبيعة المعركة.
وأشار إلى أن أحد مستشفيات الجليل يقول، إنه وصل إلى مستشفاهم أكثر من 350 إصابة من الجنود والمستوطنين، عدد كبير منهم وصل بجروح خطيرة.
كما، أكد السيد نصر الله أن الأسبوع الماضي كان هناك استهداف لمدنيين، حيث تعرضت سيارات للإخوة في كشافة الرسالة، ما أدى إلى سقوط بعض الجرحى منهم، وقد تم الرد بإحدى عمليات المقاومة على هذا الاعتداء، كما تعرضت سيارة مدنية لعدوان صهيوني ذهب ضحيته جدة وحفيداتها الثلاث، والتي ردّت عليها المقاومة وبسرعة، وكانت المرة الأولى التي نستهدف فيها كريات شمونة بالكاتيوشا.
ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك ما لم نُعلن عنه وهو الإدخال اليومي لمسيّرات الاستطلاع التي يصل بعضها إلى حيفا وعكا وصفد، وأضاف بعض المسيّرات يعود وبعضها لا يعود ونحن نرغب بألا تعود لأنه يستنزف القبة الحديدية والباتريوت، وهذا عمل يومي قد يصل إلى 3 مسيّرات.
وأضاف شهدنا في الأيام الماضية موجة جديدة من التهديدات الإسرائيلية باتجاه لبنان بسبب الارتقاء الكمي والنوعي في هذه الجبهة، مؤكدًا أن المسار العام في جبهة جنوب لبنان مستمر وستبقى جبهة ضاغطة.
هذا، وأشاد السيد نصر الله بالمجاهدين الأبطال والبيئة الحاضنة التي تتحمل المواجهة في الجبهة اللبنانية وعبء التهجير والخسائر المادية، مشيرًا إلى أن الموقف اللبناني العام مؤيد أو متفهم لما تقوم به المقاومة جنوبًا إلا بعض الأصوات الشاذة والمحدودة.
السيد نصر الله: الكلام في جبهة لبنان هو رهن الميدان
كما، أكد السيد نصر الله أن الكلام في جبهة لبنان هو رهن الميدان وهذه سياستنا، مشددًا على أن الميدان هو الذي يفعل ويتكلم وبعدها يأتي ردّنا، لافتًا إلى أن المشهد العام الذي بدأناه من غزة إلى الضفة إلى اليمن إلى العراق إلى سورية إلى إيران إلى لبنان يقول، إننا في معركة جمع الإنجازات ومعركة الوقت الذي يساعد بإنزال الهزيمة بالعدو.
وأوضح أن الفشل الميداني والخشية من توسع الجبهات وضغط المهجرين لدى الكيان في الداخل وضغط عوائل أسرى العدو سيضيق الخناق والوقت على العدو.
وختم السيد نصر الله كلمته قائلًا: لا تستهينوا بالدعاء، أدعوكم إلى الدعاء بالنصر وتعجيل النصر واختصار الزمن والدعاء لأحبائكم في الضفة وغزة، معاهدًا كل شهدائنا الأبرار الأعزاء الأحباء بأن نمضي في هذا الطريق كمقاومة وبيئة وشعب وعوائل ومضحين ونحفظ ونصون أهدافهم ونراكم إنجازاتهم لنصل إلى النصر النهائي والنصر النهائي آتٍ آت آت آت إن شاء الله.