الديار: صمود الشعب الفلسطيني احبط خطط «اسرائيل» وحماس لا تزال متجذّرة بغزة
الهدنة صامدة وتحرير 39 فلسطينياً مقابل 13 «اسرائيلياً» بجهود قطرية
القوات اللبنانية: الرئيس بري وعدنا بإدراج «قيادة الجيش» على جدول أعمال الجلسة التشريعية
كتبت صحيفة "الديار" تقول:انتصرت فلسطين واهل غزة بثبات المقاتلين الابطال من حماس والجهاد الاسلامي حاملين «الياسين» على اكتافهم، ما اجبر «اسرائيل» على القبول بهدنة انسانية وتبادل اسرى اقتضى تحرير 150 اسيرا فلسطينيا من سجون العدو مقابل الافراج عن 50 اسيرا «اسرائيليا» لدى كتائب القسام، في حين كان يعتبر جيش الاحتلال انه قادر على تصفية حماس خلال اسابيع واسترجاع محتجزيه دون قيد او شرط. ولكن على ارض الواقع، ارتطمت حسابات العدو الاسرائيلي بالحائط، فلم يتمكن من انهاء حماس، بل كبدته المقاومة الفلسطينية خسائر في صفوف جنوده، وايضا في عتاده، الى جانب قدرتها على الصمود وعلى شن عمليات هجومية على العدو، وليس فقط ردعه. ونتيجة هذه التطورات الميدانية، كثفت «اسرائيل» الغارات الجوية مدمرة المباني في غزة تعويضا عن ضعفها العسكري في المواجهات البرية، وها هي اليوم تنفذ هدنة انسانية لاربعة ايام، وتبادل اسرى بينها وبين حماس.
وهذه الهدنة ترعاها الوساطة القطرية والمصرية التي اقتضت تسليم حماس 50 محتجزا للعدو الاسرائيلي مقابل الافراج عن 150 اسيرا فلسطينيا ما دون 19 سنة من الاطفال، الى جانب اسرى من النساء من السجون الاسرائيلية وتسليمهم الى عائلاتهم.
من جهتها، قالت اوساط سياسية للديار ان المشهد لا يزال معقدا، لان محور المقاومة لم يكشف عن اوراقه لناحية دخوله في حرب شاملة، ام الاكتفاء بمؤازرة المقاومة الفلسطينية في غزة عبر عمليات عسكرية محدودة النطاق. واستطردت بالقول ان حماس صمدت وحاربت بشراسة جيش الاحتلال الذي يتخبط اليوم في ضعف عسكري، متسائلة اذا كانت الهدنة فقط لاربعة ايام ام أنها ستطول اكثر من ذلك بما ان العالم يريد انهاء هذه الحرب. وتابعت ان «اسرائيل» عند بدئها بالحرب على غزة كانت ترفع شعارا بانها لن توقف الغزو الا بعد التأكد ان قطاع غزة لن يكون تهديدا لامنها ولحياة المستوطنين في غلاف غزة، كما انها لن تقبل بعد الان ان تحكم حماس القطاع. ولكن الميدان اظهر ان جيش الاحتلال امام مواجهات عنيفة ستدوم لشهور، وربما لسنة، وهذا يكبدها خسائر كبيرة في جيشها، وايضا عجزا في ميزانيتها وفي اقتصادها. وهنا شككت هذه الاوساط في ان تكون شروط الدولة العبرية لا تزال نفسها بعد التوغل البري وتداعياته السلبية التي ترتد عليها يوما بعد يوم.
وفي سياق متصل، يسود هدوء حذر في جنوب لبنان في ظل توقف الاعتداءات الاسرائيلية، فضلا عن ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كان قد اوضح في اطلالته ان الحزب يساند المقاومين في غزة من جنوب لبنان. اما اليوم، وبما ان الهدنة الانسانية نافذة المفعول في غزة، وهو ما امتد الى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة حيث يسود الهدوء الحذر منذ صباح يوم امس.
الهدنة الانسانية المؤقتة وتبادل الاسرى
الى ذلك، انسحب جيش الاحتلال من مستشفى الشفاء بعد نحو 10 أيام على اقتحامه وتدمير أجزاء فيه، من بينها مولدات الكهرباء ومضخات الأوكسجين وأجهزة الأشعة. كما نفذت قوات الاحتلال تفجيرات في بعض أقسام المستشفى ومبانيه.
في عملية تبادل الاسرى، الوساطة القطرية والمصرية اقتضت تسليم حماس 50 محتجزا للعدو الاسرائيلي مقابل الافراج عن 150 اسيرا فلسطينيا ما دون 19 سنة من الاطفال، الى جانب اسرى من النساء من السجون الاسرائيلية وتسليمهم الى عائلاتهم خلال الايام الاربعة.
و بعد دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ، دخلت 150 شاحنة اغاثة عبر معبر رفح، بينها 4 شاحنات غاز طهي و 3 شاحنات وقود، كما توافد اهالي غزة الى المناطق التي نزحوا منها خلال العدوان الاسرائيلي لتفقد بيوتهم.
وافرج العدو الاسرائيلي عن 39 اسيرا، بينهم 24 امرأة و15 طفلا من سجن الدامون. الجدير بالذكر ان جميع الاسرى الذين اطلقت سراحهم «اسرائيل» هم من الضفة الغربية المحتلة والقدس، وفقا للمفوض الفلسطيني لشؤون الاسرى.
من جهة اخرى، وصل الى الجانب المصري من معبر رفح 13 اسيراً «اسرائيلياً»، بعضهم من مزدوجي الجنسية، وهي الدفعة الاولى من الاسرى، الى جانب تسليم حماس 12 عاملا تايلانديا بجهود قطرية كانوا قد وصلوا عن طريق الخطأ الى قطاع غزة.
الديبلوماسية الصبورة
نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس و «إسرائيل»، نموذج للدبلوماسية الصبورة التي نأمل أن تؤدي الى درجة من الهدوء بالمنطقة.
بدورها، قالت بريطانيا ان «اسرائيل» لن تكون امنة ما لم يكن هناك امن للشعب الفلسطيني. اما اسبانيا وبلجيكا، فقد لوحتا باتخاذ قرار فردي للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة في حال لم يتعرف بها الاتحاد الاوروبي.
تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون
اما في الداخل اللبناني، فقد كشفت مصادر القوات اللبنانية لـ «الديار» ان الرئيس نبيه بري وعد تكتل الجمهورية القوية انه اذا لم يتم التمديد من خلال حكومة تصريف الاعمال، فسيُعتمد التشريع لتحقيق هذه الخطوة. ومن جهتها، وعدت القوات بحضور جميع نوابها للجلسة التشريعية التي خلالها سيتم تأجيل تسريح قائد الجيش. ذلك ان تكتل لبنان القوي يرفض التمديد للعماد جوزاف عون، وعليه قد يكون من الصعب انجاز ذلك من خلال الحكومة.
واضافت مصادر القوات اللبنانية ان تعيين قائد جيش جديد في ظل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، يعد تجاوزا لاحدى صلاحياته بما انه الوحيد الذي يحق له تعيين قائد للمؤسسة العسكرية. واشارت القوات اللبنانية الى ان مزايدات النائب جبران باسيل رئاسيا ومسيحيا تبيّن انها غير صحيحة، وان السبب الرئيسي هو خلافه الشخصي مع العماد جوزاف عون. وانطلاقا من معرفة باسيل ان البطريرك الماروني لا يريد اي شغور في قيادة الجيش ويرفض ضرب التراتبية من خلال الاعلى رتبة، ذهب (النائب باسيل) باتجاه بدعة التعيين، اي بمعنى اخر ضرب احدى صلاحيات رئيس الجمهورية.
ورأت القوات اللبنانية ان الجيش اللبناني هو اخر عمود للاستقرار في لبنان، ولذلك تصر على تأجيل تسريح قائد الجيش.
صحيفة الديار