هلال السلمان
يستمر الهدوء مسيطرا على الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة مع استمرار مفعول التهدئة المؤقتة في غزة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الصهيوني والتي يفترض ان تنتهي الاثنين إذا لم يجر تمديدها لفترة إضافية.
وفيما يجري تقييم ما جرى في غزة على مدى 48يوما من العدوان الصهيوني وتصدي المقاومة الفلسطينية له ببسالة، كذلك تتركز الانظار والتحليلات على تقييم ما جرى على الجبهة اللبنانية مع العدو من جولة قتال استمرت 47يوما، اي من الثامن من تشرين اول الماضي ، بعد يوم واحد من معركة "طوفان الاقصى".
وترى مصادر مطلعة ان "ما حققته المقاومة الاسلامية على الجبهة اللبنانية يتجاوز عملية الاسناد العسكري لجبهة غزة والتخفيف عن المقاومة في قطاع غزة عبر جر ما يقرب من نصف القوة العسكرية الاسرائيلية الى جبهة الشمال".
وفي هذا السياق، تؤكد المصادر في حديث لـ"المحور الاخباري"، "ان المقاومة صنعت معادلات جديدة على جبهة لبنان سيكون لها تأثيرها والارتكاز اليها في مواجهة اي حرب مقبلة يشنها الكيان الصهيوني على الجبهة الشمالية"، وتضيف المصادر:"أنه من أبرز هذه المعادلات ان المقاومة في لبنان وللمرة الاولى منذ العام 1978 باتت هي التي تحضر عسكريا على الجبهة اللصيقة للحدود خلال اشتعال القتال، فيما يضطر الجيش الصهيوني الى إخلاء شبه كامل لمواقعه الثابتة على طول الحدود، وتوزيع جنوده بين نقاط متحركة وغير محصنة خلف المواقع الامامية او إخفائهم في منازل المستعمرات التي أخلاها بالكامل من المستوطنين، وهذا الوضع هو حالة تراجعية تحصل للمرة الاولى في حالة الصراع بين جيش العدو والمقاومة في لبنان".
وتعتبر المصادر أن "هذا الموقع المتبدل على جانبي الحدود يؤشر الى ان العدو الصهيوني سيكون في اي حرب مقبلة في موقع الدفاع متراجعا الى خط الدفاع الثاني،فيما المقاومة اللبنانية هي في موقع المبادر ميدانيا، مهما كانت قوة النار والتدمير الاسرائيلي تجاه لبنان، وهذا ما سيتجلى بعملية الاقتحام لمواقعه الحدودية تمهيدا لعملية العبور الواسع الى مستعمرات الجليل".
وهنا تشير المصادر الى "حالة كي الوعي والرعب لدى مستوطني الشمال من معادلة عبور قوة الرضوان الى الجليل والتي كانت تؤرقهم في احلامهم واليقظة الى ان شاهدوها بأم العين بغزة في معركة طوفان الاقصى في 7اكتوبر".
وقد بثت وسائل اعلام اميركية وصهيونية مقابلات مع مستوطنين صهاينة نزحوا من مستعمرات الشمال اعربوا فيها عن "رفضهم العودة الى مستعمراتهم في الجليل ما دامت قوة الرضوان تتربص بهم من خلف الحدود" .
وتلفت المصادر الى "الدقة العالية لمجاهدي المقاومة الاسلامية في ضرباتهم اليومية ضد جيش العدو حيث كانت تطال مجموعات العدو المتخفية بين الاشجار وفي الاحراج على مسافات بعيدة وهو ما يدل على عملية رصد دقيقة على مدار الساعة وممتدة على طول الجبهة من الناقورة الى اعالي مزارع شبعا المحتلة".
وتشدد المصادر على ان "ما قامت به المقاومة من عملية تدمير ممنهج لمنظومة التجسس والمراقبة المثبتة على اعمدة كبيرة في المواقع الممتدة على طول الجبهة قد وجهت صفعة قاسية للعدو حيث فقأت بنسبة كبيرة عينه التجسسية على لبنان ما اضطره الى الاستعانة برافعات متحركة لتثبيت الكاميرات عليها لكن المقاومة استهدفت هذه الرافعات المستحدثة ايضا" .
وتلفت المصادر الى "قوة النار التي استخدمتها المقاومة، حيث كانت متصاعدة بدءا من الصواريخ الموجهة والكاتيوشا والغراد الى صواريخ البركان من الوزن الثقيل التي يحمل كل صاروخ منها رأسا حربيا يزن نصف طن، وجرى "حرث" بعض المواقع والثكنات العسكرية بها، وهو ما جرى بشكل جلي مع ثكنة برانيت القريبة من الحدود".
كما ان هذه الجولة القتالية شهدت إدخال و"إختبار" بعض منظومات الدفاع الجوي في مواجهة الطائرات التجسسية الاسرائيلية وقد جرى اسقاط عدد منها بتلك المنظومات.
وبكل الاحوال ترى المصادر المطلعة "ان جولة القتال الاولى التي جرت بين المقاومة اللبنانية وجيش العدو على طول الحدود على مدى 47يوما شكلت ما يشبه المناورة الحية من جانب المقاومة لاي حرب مقبلة لجهة اختبار بعض التكتيكات القتالية تحضيرا لجولات القتال المستقبلية مع الكيان الصهيوني.
خاص المحور الاخباري