المقال السابق

خاص الكاميكازي اليمني يضرب سفينة تجارية اسرائيلية في باب المندب 
03/12/2023

المقال التالي

إقليمي  60 جنديا إسرائيليا يقعون بشرك متفجرات في جحر الديك
03/12/2023
رأي عندما ترتدي العمالة ربطة العنق وتتكلم خلف المذياع !  

محمود شرقاوي_ ناشط إعلامي 

"شيكات بلا رصيد " هذه تهمتي، بهذه  العبارة وبأعلى صوته هتف احد الأشخاص لجيرانه وهو مقبوض عليه من قبل فرع الامن اللبناني ليبعد عنه تهمة العمالة مع العدو الصهيوني التي كثرت قصصها في ذروة الصراع بين المقاومة واعدائها في لبنان والمنطقه .

الخيانة العمل السيء والموجود منذ وجود البشريه على وجه الارض وذلك حين تآمر قابيل مع الشيطان لقتل أخيه هابيل وقد  اعتبرت الخيانة من الكبائر .
فعلى مر العهود كانت الخيانه موجودة فقد تآمر أخوة يوسف ع وتعاملوا مع الشيطان بأقبح الغدر عليه وعلى النبي يعقوب (ع)  وبدافع الغيرة والحسد لمكانة يوسف عند والده وعند الله ولولا حكمة نبي الله الربانيه التي عرفت بالرحمة والمغفرة لكانت الخاتمة لاخوته بسوء العاقبة . 
وكذلك كانت الخيانه بدوافع أخرى كالطمع والمال والجاه عندما اقدمت زوجة الامام الحسن ع على خيانته بعد وعود مغرية من معاويه ابن ابي سفيان . 
ومع استمرار الزمن كانت انواع وأشكال العمالة والخيانة تختلف بإختلاف الوقائع ولم تسر حكمة يوسف ع على جميع البشر 
فعقب انتهاء الحرب العالميه بهزيمة المانيا واستلام المقاومه الفرنسية للحكم في فرنسا لم تنفع حكمة النبي يوسف ع في ردع الفرنسيين من تنفيذ حكم الإعدام بالعملاء  للنازية وذلك في الساحات العامة وامام الملأ ليكونوا عبرة لاي شخص يقدم على فعل الخيانة . 
ومع انتهاء الحروب والغزوات والاحتلال اصبحت العمالة عاملاً مهماً لدى الدول المتخاصمة وقد أخذت طابع السرية وبوسائل وتقنيات متطورة . ومع احتدام الصراع في منطقتنا بين المقاومة والعدو الصهيوني الغاصب لفلسطين اصبحت العمالة عند العدو من الأولويات وذلك بسبب اعتماد المقاومة على السرية في أعمالها وحركتها وقرارها . وهذا ما جعل إسرائيل تبحث عن ضالتها في مجتمع او بيئة او منطقة قريبة من المقاومة وقد نجحت في بعضها واخفقت في كثير ،حيث كان للعمالة ضد المقاومة هدف واحد ولكن بعدة أسباب لهذا العمل الجبان والذي يعاقب عليه جميع دساتير البشر والبلاد.
ومن أسباب وعوامل الخيانة نذكر منها على سبيل المثال :
- المال والسلطة حيث كانا دافعاً كبيراً وراء العمالة . 
- الحقد والحسد والغيرة والتي كانت تتولد في نفوس من خلال شحن قد يكون طائفياً او عرقياً وما اكثره في بلادنا .
- التبعيه للدول الخارجيه والتي كانت تعتمد على الحس الطائفي في تحركاتها والتي تعتبر من اخطرها.
ويبدو ان تحرير العام ٢٠٠٠ الذي حققته المقاومة في جنوب لبنان حينما دخلت إلى القرى المحررة رافعة راية العفو عند المقدرة والذي استعملته مع العملاء الذين سلموا انفسهم لها والتي بدورها سلمتهم للدولة اللبنانيه دون إلحاق اي نوع من انواع الاذى والضرر بهم والذين حصلوا على عقوبات غير عادلة بفعل العمالة والخيانه كان مفترقاً كبيراً 
وبدل من ان تكون المحاكمات للعملاء مسماراً يدق لنعش الوجود الاسرائيلي في بلادنا كانت قرارات معظم الأحكام هزيلة ولا تمثل القانون الحقيقي لدستور البلاد ، وهذا ما جعل الحافز يكبر عند أعداء المقاومة في الداخل بانتهاج نهج جديد في العمالة مطمأنين بعدم وجود رادع كبير في محاكمتهم .
واصبحت العمالة على عينك يا تاجر وبدون حاجة للتخفي والتلطي بالخفاء ولكن بأوجه جديده فقد برز من هذه الأصناف 
- عميل يمكن ان يكون من زعامات هذه البلاد المحصن خلف جمهوره وطائفته المشحونة بالكراهية والمتهمة للمقاومة التي حررت الارض والعرض بالعمالة للخارج ، وهو يجلس في حصنه المرتهن للخارج الغربي. 
-وعميل بزي مرتب خارجياً يلبس طقمه المخملي منطوياً تحت خيمة المنظمات الإنسانية والاجتماعية المدعومة خارجياً ويخرج علينا بهتافات الحريه والعدالة لتشويه صورة مقاومة قدمت خيرة ابناء هذا البلد في سبيل تحريره .
-وعميل قد يكون "كاتباً مثقفاً" او صحفياً او مذيعاً في احدى القنوات المشبوهة التمويل ليخرج عبر الشاشة الصغيره مدعياً الوطنيه وهو جل اهتمامه منصباً في تكذيب وتشويه المقاومة في سبيل حفنه من الدولارات ،وجل ما ذكرته من أمثله هو وبكل اسف محمي في بلادي ومن قبل من يدعي تطبيق القانون. 
ومع سريان هذه الأعراف رأى أعداء المقاومة ان من صفات العميل او عدو المقاومة الجديد لا بد من ان يتميز ببعض الصفات فمن الجيد ان يكون العميل شيعياً ومن داخل البيئه المناطقية للمقاومه ولا بأس ان يكون متعلماً او مثقفاً وان لم يكن فثقافتهم وعلمهم قد يكونوا كافيين ، ولعل احد أمثال هذه الشخصيات هو جعفر عبد الكريم صاحب برنامج ( جعفر توك )الذي قرر لبس ثوب العمالة ويزايد على جميع من امثاله في العمالة للعدو او لاسرائيل كدولة كما يدعي . 
فجعفر الذي ينتمي إلى مؤسسة ( دويتشه فيله ) الألمانية والتي دأبت منذ نشأتها على تلميع صورة إسرائيل والتي عمدت منذ عام ٢٠٢٠على الكيل بمكيال واحد في حرية التعبير وقامت بطرد كل صوت يصدح داخل جدرانها بالدعم للقضيه الفلسطينيه او بمجرد التلميح بالظلم الذي تمارسه إسرائيل وجدت في جعفر المثال الجيد في إيصال أفكارها الاسرائيلية النازية نحو الجمهور العربي وخصوصاً في أوروبا للتأثير على مقاومة الدول المستضعفه للإحتلال وأخذ حقوقها.
وحتى لا ندخل في دهاليز الحوارات بانضواء جعفر تحت عباءة مؤسسة دويتشة  فيلة من عدمه فقد كان لتغريدات جعفر ومقدماته في برنامجه خير دليل في ذلك 
فكيف بك ايها المثقف ان تدافع عن المحرقة اليهودية من قبل النازيين والتي سميت بليلة الكريستال وان تعتبرها من فظائع التاريخ وتتناسى كل يوم المحرقه الإسرائيلية بحق شعب اعزل جله من النساء والأطفال والشيوخ . 
وليس هذا فقط فما المقدمة التي بدأ فيها جعفر حلقته حول منع التظاهر المؤيد لفلسطين في برلين قائلا ً :
(يأتي ذلك بعد الهجوم الارهابي لحركة حماس على إسرائيل والذي أدى إلى مقتل اكثر من الف اسرائيلي)
لا اعرف بمجرد كوني انساناً عادياً كيف له ان يغمض جفنه لينام معتقداً براحة الضمير ، عن اي أبرياء تتكلم بالله عليك عن مغتصب حضر من كل بقاع الارض ليحتل فلسطين ( وما عملية تبادل الاسرى مع حماس وتعدد جنسيات الرهائن خير دليل على ذلك ) 
عن عدو لم يكتف منذ اكثر من ٥٠ يوماً  قتلاً وحرقاً ودماراً بأبرياء لمجرد كونهم يطالبون بأرضهم ووطنهم ،
يبدو ان جعفر قد أتقن لبس زي المؤسسة التي يظهر على شاشتها وبشروطها وقد أجاد إتقان الكيل بمكيال واحد 
ما هكذا تورد الإبل يا جعفر ولكن كلمة حق تقال يبدو ان مؤسسة DW الألمانيه لديها القدرة والبراعة في إتقان : 
"انتقاء الأقزام من أزلامها".

بريد المحور الاخباري

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة