هلال السلمان 

إنشغلت الاوساط العسكرية والامنية في كيان الاحتلال وخارجه خلال الساعات الماضية، في محاولة قراءة "الرسالة" التي أرسلتها المقاومة الاسلامية في لبنان امس، من خلال الاعلان عن استهداف طائرات حربية إسرائيلية كانت تحلق في أجواء لبنان بصواريخ أرض_جو، وأنه جرى إجبارها على الانكفاء من سماء لبنان الى أجواء فلسطين المحتلة . 

بحسب مصادر متابعة تحدثت لـ"المحور الاخباري" فإن هذا التطور له دلالاته الاستراتيجية ويشكل نقلة نوعية في مسار المعركة مع العدو على اكثر من صعيد : 

أولا : إعلان المقاومة عن استهداف طائرات حربية صهيونية في سماء لبنان بمنظومة دفاع جوي، هو كشف عن سلاح يعتبره خبراء "كاسر للتوازن"، وهو كان محل متابعة وخشية من قبل الكيان الصهيوني منذ سنوات طويلة، وطالما كان يُسأل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في مقابلات متلفزة عن هذا السلاح، وعما اذا كانت المقاومة باتت تمتلكه، لكن الاجابة كانت تبقي الامر في دائرة الغموض والمفاجآت لردع العدو عن اية مغامرة. 

ثانيا : لماذا جرى الكشف عن هذه المفاجأة التي كانت مخبأة الى الحرب الشاملة مع الكيان الصهيوني في هذا التوقيت بالذات؟ ، تجيب المصادر: ربما يكون الهدف إيصال رسالة استراتيجية الى الكيان الصهيوني بأنه لم يعد بإمكانه الاعتداد بتفوقه الجوي واستباحته أجواء لبنان وأن ما بانتظاره هو سيء للغاية في حال المغامرة باي حرب مقبلة للتغطية على مأزقه المتمادي في قطاع غزة، وبالتالي جاء الكشف عن هذا السلاح الاستراتيجي في هذا التوقيت لردع العدو ومنعه من المغامرة تجاه لبنان،مع تصاعد تهديدات قادته السياسيين والعسكريين في الفترة الاخيرة بشن عدوان على لبنان . 

ثالثا: رغم اعتبار الكشف عن هذا السلاح بمثابة رسالة ردع استراتيجي للعدو، فإنه عمليا قد دخل المعركة ضمن المواجهة الحاصلة حاليا بين المقاومة الاسلامية وجيش العدو على جانبي الجبهة بين لبنان وفلسطين المحتلة، وفعاليته الاولى كانت إجبار الطيران الحربي المعادي عن الانكفاء عن أجواء لبنان، وربما في المرات المقبلة من الوارد جدا ان يتم إسقاط طائرة حربية، وقد جرى سيناريو مشابه عندما باشرت المقاومة إستخدام منظومة الدفاع الجوي في وجه المسيرات الاسرائيلية، حيث لم تتم اصابتها في المرات الاولى، لكن لاحقا باتت صواريخ الدفاع الجوي تسقط أحدث المسيرات الاسرائيلية وتحديدا هرمز 900 وقبلها هرمز 400.
بكل الاحوال، فإن رسالة الكشف عن منظومة الدفاع الجوي ضد الطائرات الحربية الصهيونية هي رسالة ردع استراتيجية للعدو، وهي وإن كانت خرجت من دائرة المفاجآت للحرب المقبلة، فإن مفاجآت من نوع آخر تنتظر العدو في تلك الحرب، وهذا ما سوف ينشغل بتحليله وتوقعه العقل الصهيوني من الان فصاعدا .